الهروط يكتب : إكرام الميت دفنه
عبدالحافظ الهروط
يرى كثيرون ان جلّ الاستراتيجيات الوطنية، ضياع للوقت والجهد وتبديد للمال الذي باتت الدولة بحاجة الى كل دينار يُنفق في الاتجاه الصحيح.
ويرى آخرون لو أن الحكومات، ومنها هذه الحكومة، اجرت استفتاء شعبياً ورسمياً لحقيقة تلك الاستراتيجيات، وما يتم تنفيذه منها، لكانت النتيجة صادمة، ما يعني انها حبرعلى ورق، تذروه الرياح مع قدوم حكومة جديدة او مسؤول جديد.
شخصياً، ما علمت باستراتيجية وطنية بدأتها حكومة الا وانتهت مع رحيلها، فإذا كانت هنالك استراتيجية صامدة، فعلى هذه الحكومة ان تأخذها نموذجاً يحتذى به!
هذا ما علمتنا اياه تجارب سنوات طويلة في الوزارات والمؤسسات والهيئات الرسمية، والخاصة على السواء، اذ تأخذ الاستراتيجية الوقت والجهد في الاعداد، والانفاق المالي بسخاء، وقبل التنفيذ تكثر حولها الاجتهادات، ولا يُستبعد الغاؤها "بجرة قلم" لأن كل مسؤول يرى ان لديه من الافكار والقناعات ما هو اصوب في إعداد هذه الاستراتيجية او تلك.
غير الإلغاء، فإن من المؤكد أن تُحبس الأستراتيجيات في الادراج او وضعها على الرفوف، يعلوها الغبار بكل ما تحتويه من صواب وخطأ، لتلد استراتيجية ثانية وثالثة، وهكذا دواليك.
على الصعيد الشبابي، وكلما "دّق كوز الشباب الجرة"، يكثر الحديث عن الشباب ودور الشباب واهمية الشباب ولا تنمية دون الشباب والشباب أداة التغييروالشباب قادة المستقبل، وما لهذه "الاسطوانة المشروخة" من مصطلحات وشعارات، ليس لها وجود على ارض الواقع، لذلك فإن مستقبل الاستراتيجية الوطنية للشباب التي اطلقها رئيس الوزراء الدكتورعمر الرزاز أمس الاثنين ، مستقبل سابقاتها.
لقد اطلق المجلس الاعلى للشباب (بديل وزارة الشباب ) استراتيجية عام 2005 وتسلّم الملك نسخة منها في حفل رسمي، الا انها أخذت بـ "التكلس"، اذ صار كل رئيس مجلس او وزير شباب ينظر لها من وجهة نظر شخصية او اجتهاد منه ومن يعمل معه الى ان تم اطلاقها حالياً، فماذا انجزت الاستراتيجيات السابقة وما أثرها الحقيقي على الشباب؟!.
ولأن حكومة الرزاز تطرب "للتطبيل الاعلامي" ليواري فشلها في تصريحاتها واخبارها ومشاريعها التي تنثرها في الهواء الطلق، ولا تصغي للناس ولمناشدتهم "كفى شراء للوقت" فقد سار الوزراء على درب رئيسهم في الركض وراء وسائل الاعلام حتى لو كانت "مجلة حائط".
نقول هذا، والرئيس الرزاز ووزراؤه يرهقون انفسهم بالتغريدات، وقد جاءوا بمن يمضي كل وقته على التويتر والفيسبوك، عوناً لهم ولتجميل صورة حكومة سقطت شعبياً، لا تحفظ ماء وجهها مشاريع ولا استراتيجيات ولا معلومات مضللة.
يقولون أن الاستراتيجية الشبابية شارك بها الوف الشباب، والكل يعرف مدى صحة هذه الارقام والمبالغة بها، وما هي احوال الشباب واوضاع مرافق ومراكز شباب الوزارة وبرامجها، فيما المبادرات الملكية وزيارات سمو ولي العهد "كشفت البير وغطاه".
اما من الناحية الزمنية، فمن المؤكد ان لا رئيس الوزراء الرزاز ولا وزير الشباب محمد ابو رمان سيكون شاهداً على تنفيذ هذه الاستراتيجية التي تمتد الى عام 2025، حيث رؤساء الحكومات والوزراء يغادرون مواقعهم، وقد عرفنا ان كل حكومة تأتي، تخالف ما قبلها، ان لم تشتمها، ما شكّل احباطاً لدى المواطن، أما الشباب فقد ملوّا من هكذا "هيزعيات" !.
مع اطلاق هذه الاستراتيجية، كان اول بشائرها "ملاززة" وزير الشباب والأمين العام، لرئيس الوزراء لإلتقاط الصور.