الحراحشة يكتب: سحب الاعتراف من جامعات أردنية بين الدلالة والمعنى

مدار الساعة ـ نشر في 2019/07/09 الساعة 09:43
بقلم: الدكتور سالم الحراحشة ان سحب اعتراف دولتي قطر والكويت لبعض الجامعات الاردنية ينطوي على دلالات ومعان يجب الوقوف عندها والمراجعة لما لها من انعكاسات سلبية وعميقة على مسيرة وسمعة التعليم الاردني. هذه دول عربية شقيقة لها كل الاحترام في قراراتها وهي تعمل ضمن آليات واجراءات تضمن مستقبل ابنائها والمحافظة على نوعية المخرجات التي ستعود وتعمل وتخطط لمستقبل تلك البلدان وهذا حق يسجل لتلك الدول كما هو الحق لنا بتحديد الجامعات العالمية المعترف بها لدينا. واعتقد ان هذه الدول لم تسحب الاعتراف من تلك الجامعات بناء على قرارات مزاجية أو مناكفة أو مضايقات اقتصادية او نتيجة لعلاقات بين تلك الدول كما يشير البعض. ان سحب الاعتراف جاء كما اعتقد بناء على متابعة ودراسة وتحليل وقناعات تشكلت لديها لما يجري في تلك الجامعات من ممارسات التعاون والتساهل وزيادة النصاب الدراسي وأعداد الطلبة في الشعب الدراسية، وما يتعلق بزيادة الاشراف على رسائل الماجستير والدكتوراه، ونوعية وكتابة الأبحاث وتوطيد روح الاخوة والمحبة من الكرم وغيرها، وما يتعلق بعدم التزام بعض الجامعات بشروط الاعتماد والتدريس الموازي والاعتماد على الامتحانات الموضوعية وما يسمى بامتحانات اون لاين ونوعية القاعات وما يتبعها من اتصالات هاتفية للمساعدة. كل ذلك نتيجة للتوجه نحو الكسب المادي على حساب نوعية التعليم على المستوى الفردي وعلى مستوى سياسة بعض الجامعات التى تقوم على اساس الربح.

والسؤال ماهي الانعكاسات الناجمة عن تلك القرارات لسحب الاعتراف من بعض الجامعات الاردنية.. اعتقد ستكون انعكاسات سلبية وأول المتأثرين بها تلك الجامعات وذلك لعدم القدرة على استقطاب الطلبة من دول الخليج؛ وما يرافقها من احجام وامتناع داخلي من أولياء الأمور الاردنيين للتدريس في هذه الجامعات خوفا وحرصا على مصير ومستقبل ابنائهم؛ مما سيشكل خسارة مادية لهذه المؤسسات الوطنية والاقتصاد الاردني بشكل عام، والسمعة العلمية لخريجي تلك الجامعات وقد يصل الامر إلى حد حرمان من هم على مقاعد الدراسة والخريجين السابقين من كافة التخصصات العمل في تلك الدول وغيرها. لذلك يجب ان تقف الحكومة بشكل عام ووزارة التعليم العالي بشكل خاص عند هذا الموضوع وإعطاؤه ما يستحق من اهتمام وذلك من خلال عقد مؤتمر وطني أردني يعتمد على الدراسات والأبحاث العلمية والواقعية التي تشخص وتقدم الحلول الجذرية والهادفة والواقعية والموضوعية ضمن مدة زمنية تضمن عودة تلك المؤسسات الوطنية الرائدة الى ألقها وما تشكله من صروح علمية كروافد اقتصادية واجتماعية نعتز ونفتخر بها دائما لبناء الاردن الأنموذج كما نسعى ونحب ان نكون دائما وبكافة المجالات في مقدمة دول العالم. وهذا يتطلب التوصل الى استراتيجيّات لبناء المقرّرات والخطط الدراسيّة التي تواكب التطور العالمي، والاهتمام بتحسين البنية التحتية، وتوفير ظروف العمل الجيدة، ويشمل العائد المادي والحوافز والاحترام والتقدير للكوادر الاكاديمية، والتركيز والاهتمام بالبحث العلمي؛ مما ينعكس إيجابا على المنظومة التعليمية ككل،والتركيز على توفير الإدارة الجيدة التي من شأنها ضبط أمور منظومة التعليم بأحسن كفاءة ممكنة. والحرص على استخدام التمويل المالي بالطريقة الصحيحة، . والاستفادة من التجارب العملية الناجحة والرائدة في مجال التعليم الإبداعي. كلنا امل بذلك ونحن نتطلع الى غد مشرق لابنائنا وجامعاتنا ان تبقى كما كانت مشاعل علم وبيوت خبره كما عهدناه واعتمدت على كفاءتها كل الدول العربية الشقيقة التي تبقى على الدوام محط اعتزاز واحترام كل الاردنيين.
مدار الساعة ـ نشر في 2019/07/09 الساعة 09:43