الحنيطي يكتب: في ظلال قرار سحب اعتماد الجامعات
مدار الساعة ـ نشر في 2019/07/08 الساعة 13:57
بقلم الدكتور محمد عبدالكريم الحنيطي
ألقت قضية سحب الإعتماد لعدد من جامعاتنا من قبل دولتي قطر والكويت بظلاله على المشهد العام ومزاجه، واختلفت الآراء في تقييم الأسباب والدوافع.
ولكن، هذا القرار يجدر به أن يكون انطلاقة لتجديد الذات ولوقفةمراجعة نشرح فيها أسباب الكبوات وأسباب النجاح أيضاً، فهذا القرار الذي وصل إلى حد الصدمة في بعض الأوساط الاكاديمية ما زال من المتاح أن يقرأ بايجابية بعيداً عن الانفعال والارتجال.
فجامعاتنا وكثير من مخرجاتها ليس بخير، وذلك نتيجة ما مر عليها من قرارات لربما تعتبر جائرة، ومن تغول مورس عليها من مجتمعاتها المحلية و من متنفذين في المحافظات أسهموا في تراجعها، وما شهدناه من غيرة الأردني على مؤسساتهم وارتفاع أصوات الحكمة والعقلاء في الأوساط الاكاديمية يجب أن يعبر عنه بنهضة تؤسس لبداية جديدة.
فالقراران لا يعبران بصدقية عن الواقع ولكنهما لا يجب أن يجعلانا نرتهن إلى إلى التشاؤمية بل يجب أن يكونا دافعاً لنا لكي نتجاوز تبعاتهما، ونحقق الأفضل.
وتأمل المشهد الجامعي سريعاً وما يكتنزه من طاقات وبنى تحتية وتاريخ وإرث كبير، يشرح مقدرتنا على تجاوز ما حصل بكل سهولة ويسر إن نحن أحسنا التعامل مع أصحاب الرأي والمشورة من قبل الأكاديميين، وأنزلناهم منازلهم التي تستحق في مواقعهم برسم السياسات وسبل النهوض.
فالأردن، بني على الإنسان والتعليم، وكان الأخير زاده والمعين له في تجاوز واقع الجغرافيا شح الموارد، ولطالما نظر إلى التعليم على أنه الموئل الوحيد الذي لا يدانيه فيه أحد.
وعلى هذا، نرى اليوم مقدرة وأملاً كبيراً وأصوات خير ترتفع وتنادي بالإصلاح وتجاوز السلبيات، لبناء مشهدٍ جامعي نفاخر به، كما كنا سابقاً.
خاصة وأن القرارين وضعا مكامن الضعف ولخصاها بالتصنيف والإكتظاظ وسواها من المبررات التي من السهولة أن يتجاوزها قطاع بحجم قطاع الجامعات والتعليم العالي لدينا.
نعم، كان القرار صادم، وكانت النتائج للتراخي عبر سنين مضت قاسية نسبةً لما كنا وما زلنا نعتقده عن خيرٍ في جامعاتنا وأكاديميينا الأجلاء، وسنبقى، ولكنها مؤشرات إن أحسن التعامل معها، فستضع الاردن على خارجة التعليم الجامعي عربياً واقليمياً وعالمياً..
التعليم العالي بخير إن أحسن الحكماء التعامل مع تداعيات القرارين..
مدار الساعة ـ نشر في 2019/07/08 الساعة 13:57