الرواشدة يكتب: فرشوا المدرجات بالكتب
مدار الساعة ـ نشر في 2019/07/08 الساعة 12:32
بقلم: أوس حسين الرواشدة
قامت وزارة الثقافة والشباب بالتعاون مع مكتبة "أزبكيّة عمّان" ومع أمانة عمّان بالإضافة إلى مؤسسة وليّ العهد " مصنع الأفكار " بتنظيم مبادرة " كتابنا حضارتنا " وهي مبادرة تهتم بالقراءة والتشجيع عليها عن طريق " فرش " المدرّج الروماني بعشرات الآلاف من الكتب وإعطائها للقرّاء " مجانا " تتضمن مختلف العناوين من شتّى المجالات العلميّة والاجتماعية والأدبيّة ، وقد لاقت المبادرة إقبالا " عجيبا " حيث حضر المدُرّج مئات الأردنيين حتى " فاض" المُدرّج بكتبه ومواطنيه على الأرض.
قد يَنُمُّ الحدث من الخارج ، عن أن مجتمعنا ، مجتمع مُثقّف ، يهوى القراءة والأدب ، لكن ، دعني عزيزي القارئ ، ألفتُ نظرك إلى عدّة نقاط ، الأولى : أنَّ الفئة العُظمى من الحاضرين ، حضروا تحت مبدأ " الي ببلاش كثّر منّه "، لذلك قد صُدمَ المجتمع المحليّ بأشخاص جمعوا كميّات هائلة من الكتب في " كراتين " لبيعها خارجا في أسواق البلد على " البسطات " وكسب المال عن طريق بيع كتبٍ قد وُزّعت بالمجان على الشعب ، بقصد زيادة مخزون الثاقفة لديهم . النقطة الثانية : كان هناك هدفٌ آخر من وراء هذه المبادرة ، فالمبادرة لم تكن فقط لتشجيع القراءة ، بل لزيادة السياحة الداخلية ، فقد تراجعت الأخيرة في السنوات الماضية بمستوىً كبير لدرجة أنّ شباب اليوم لا يعلم معالم وطنه الأثرية والتاريخية ، لكن ، إنَّ تشجيع السياحة الداخلية عن طريق
" نثر " الكتب فيها ، هو أمر " تشجيعيٌّ " مؤقّت ، يزول بزوال الكتب التي قد شوهدت - للأسف - مُمزّقةً يلهوا بها الأطفال دون سنِّ القراءة ، فالأهالي - إِلَّا من رحمَ ربّي - قصدت المُدرّج لأجل الترويح عن النفس والتنزّه الذي ينتهي في الغالب بترك المهملات على الأرض ، وفي حدثنا هذا ، كانت المهملات ، الكتب . النقطة الثالثة : إنَّ غياب التنظيم بصورةٍ " كافية " ، أدّى إلى نشوبُ خللٍ واضحٍِ أثناء إطلاق المبادرة ، من تدافعٍ بين الحاضرين ، إلى عدم تنظيم الكتب بصورة تُسهّل على الحاضر " الجاد " انتقاء كتاب يدور حول فلكهِ المُفضّل ، بالإضافة إلى خروج الكُتّاب والمُثقّفين الذي كانوا قد حضروا لإهداء بعض الكتب بصورة خاصّة للقُرّاء من المبادرة ، أو بمعنى أصحّ " هروبهم " من الاكتظاظ الجماهيري الكبير ، ناهيك على أن بعض الحاضرين قد تم رصدهم وهم يأخذون كتباً تكفي لمئات الأشخاص من باب أنّ تلك الكتب " ببلاش " ، سالبين بذلك حقّ القُرّاء باقتناء الكتب التي حضروا " فعلا " لأجلها . ختاما ، يكفيني وصفُ هذه المبادرة ، بأنّها كانت "نِيّةً " حسنةً لكن " بتطبيقٍ " أقرب إلى السيّئ، فغيابُ الوعيِّ الثقافيِّ لدى المجتمع ، قد برز بصورة واضحة ، وأنّ إصلاحه لا يكون بهذه الطريقة ، فبرأيِّ المتواضع ، لَزِمَ بيعُ الكتب بسعر رمزيّ ، لاستقطاب الجادّين " والنّاوين " فعلاً على قراءة الكتب ، زِد على ذلك غياب التنظيم والتنسيق الأمني ، اللذين إن حضرا ، ستكون المُبادرة مُنظّمة بشكلٍ يسمح للجميع بالحضور بشكل لائق " وفعّال " والاستفادة من جميع الكتب التي تم إهدار جزء كبير منها ، أتمنّى أن نتعلّم من درسنا هذا ، في المبادرات الآتية في مناطقنا الأثرية التي تنتظر دورها لاستقبال مُحبّي القراءة.
قد يَنُمُّ الحدث من الخارج ، عن أن مجتمعنا ، مجتمع مُثقّف ، يهوى القراءة والأدب ، لكن ، دعني عزيزي القارئ ، ألفتُ نظرك إلى عدّة نقاط ، الأولى : أنَّ الفئة العُظمى من الحاضرين ، حضروا تحت مبدأ " الي ببلاش كثّر منّه "، لذلك قد صُدمَ المجتمع المحليّ بأشخاص جمعوا كميّات هائلة من الكتب في " كراتين " لبيعها خارجا في أسواق البلد على " البسطات " وكسب المال عن طريق بيع كتبٍ قد وُزّعت بالمجان على الشعب ، بقصد زيادة مخزون الثاقفة لديهم . النقطة الثانية : كان هناك هدفٌ آخر من وراء هذه المبادرة ، فالمبادرة لم تكن فقط لتشجيع القراءة ، بل لزيادة السياحة الداخلية ، فقد تراجعت الأخيرة في السنوات الماضية بمستوىً كبير لدرجة أنّ شباب اليوم لا يعلم معالم وطنه الأثرية والتاريخية ، لكن ، إنَّ تشجيع السياحة الداخلية عن طريق
" نثر " الكتب فيها ، هو أمر " تشجيعيٌّ " مؤقّت ، يزول بزوال الكتب التي قد شوهدت - للأسف - مُمزّقةً يلهوا بها الأطفال دون سنِّ القراءة ، فالأهالي - إِلَّا من رحمَ ربّي - قصدت المُدرّج لأجل الترويح عن النفس والتنزّه الذي ينتهي في الغالب بترك المهملات على الأرض ، وفي حدثنا هذا ، كانت المهملات ، الكتب . النقطة الثالثة : إنَّ غياب التنظيم بصورةٍ " كافية " ، أدّى إلى نشوبُ خللٍ واضحٍِ أثناء إطلاق المبادرة ، من تدافعٍ بين الحاضرين ، إلى عدم تنظيم الكتب بصورة تُسهّل على الحاضر " الجاد " انتقاء كتاب يدور حول فلكهِ المُفضّل ، بالإضافة إلى خروج الكُتّاب والمُثقّفين الذي كانوا قد حضروا لإهداء بعض الكتب بصورة خاصّة للقُرّاء من المبادرة ، أو بمعنى أصحّ " هروبهم " من الاكتظاظ الجماهيري الكبير ، ناهيك على أن بعض الحاضرين قد تم رصدهم وهم يأخذون كتباً تكفي لمئات الأشخاص من باب أنّ تلك الكتب " ببلاش " ، سالبين بذلك حقّ القُرّاء باقتناء الكتب التي حضروا " فعلا " لأجلها . ختاما ، يكفيني وصفُ هذه المبادرة ، بأنّها كانت "نِيّةً " حسنةً لكن " بتطبيقٍ " أقرب إلى السيّئ، فغيابُ الوعيِّ الثقافيِّ لدى المجتمع ، قد برز بصورة واضحة ، وأنّ إصلاحه لا يكون بهذه الطريقة ، فبرأيِّ المتواضع ، لَزِمَ بيعُ الكتب بسعر رمزيّ ، لاستقطاب الجادّين " والنّاوين " فعلاً على قراءة الكتب ، زِد على ذلك غياب التنظيم والتنسيق الأمني ، اللذين إن حضرا ، ستكون المُبادرة مُنظّمة بشكلٍ يسمح للجميع بالحضور بشكل لائق " وفعّال " والاستفادة من جميع الكتب التي تم إهدار جزء كبير منها ، أتمنّى أن نتعلّم من درسنا هذا ، في المبادرات الآتية في مناطقنا الأثرية التي تنتظر دورها لاستقبال مُحبّي القراءة.
مدار الساعة ـ نشر في 2019/07/08 الساعة 12:32