رسالة إلـى مبني للمجهــول أو اللا أحد
مدار الساعة ـ نشر في 2019/07/08 الساعة 12:14
/>بقلم : الخبير التربوي الدكتور ذوقان عبيدات
هذه رسالة تمنيات وليست أحلامًا، والدكتور خالد الكركي يعرف جيدا أن التمنيات هي قضايا يستحيل تحقيقها.
فالآمال والطموحات والأحلام هي قضايا قابلة للتحقيق، أما التمنيات فهي وحدها من تستعصي!! ولذلك قررت التعبير عن تمنياتي في مجال التعليم والتدريب و والمناهج والكتب المدرسية والتطوير بشكل عام.
أتمنى أن يكون لدينا جهاز وطني فاعل قادر ومهتم في التطوير التربوي – ومؤهل لقيادة التطوير.
هذه أمنية على الرغم من وجود مئات الخبراء القادرين، وأتمنى أن لا يستبدل المسؤولون عديمو الخبرة أو قليلوها بهؤلاء الخبراء القادرين.
اتمنى أن يكون لدينا حلول لمشكلات يجب الاتفاق عليها، مثل النظرة إلى المادة الدراسية ومعايير اختيارها وحجم كل كتاب والخطة الدراسية، وعدد ساعات تدريس كل كتاب، ومواصفات المعلم وعمق تدريسه.
وأتمنى أن لا يستبدل منهاج -عمق بوصة في مساحة هائلة- بمنهاج -عمق هائل في مساحة محدودة-!! وأتمنى أن يكون طلابنا ومعلمونا والأهالي قادرين على التعامل مع كتاب عميق بموضوعات لها أولوية، بدلاً من كتاب أو منهاج من كل روض زهرة.
أتمنى أن يكون لدينا خطة دراسية من عدد قليل من المواد الدراسية الحاملة لكل مفاهيم الحياة، فالعلوم مثلا تحمل قيم الهوية والمواطنة وحقوق الإنسان وفحص المسلمات والبروتوكول والبيئة. وكذلك الرياضيات واللغة والدين وغيرها، حيث يستحيل وضع منهاج مستقل لكل مفهوم.
فمثلا لا نحتاج لمادة الفلسفة أو منطق أو علم نفس أو إعلام أو تفكير أو ديمقراطية، بل نحتاج إلى أن تحمل كل مادة دراسية هذه المفاهيم عبر نصوصها وتدريباتها وأسئلتها ونشاطاتها.
وأتمنى ان نبتعد عن العمل السري، فكل سر فيه فساد ولذلك يطلب أحد ماعدم إفشاء معلومة ما!.
اتمنى ان من ينتج نتاجًا ما مثل كتاب، رأي ، خطة ، مشروع أن لا يجتهد في إخفائه حتى لا ينكشف ويتعرض للنقد، أتمنى أن تتاح الفرصة لكل مواطن – أحبته الحكومة أم أبعدته-، بمناقشة منتجات المجالس العليا والمجالس التنفيدية والمراكز الوطنية !! وإلاّ فليقل لي أحدكم لماذا لم ير مواطن أو خبير منتجا تربويا قبل وصوله إلى الطلبة؟ إنها ثقافة وزارة التربية وأخواتها من مراكز وأكاديميات.
أتمنى أن تنسق أفعالنا مع أقوالنا، فاذا وضعنا فلسفة ما – ولم يضع أحد مثل هذه الفلسفة بعد – ان نلتزم بها فإذا قال إطارنا وزعوا المفاهيم الحياتية عبر جميع المواد، فإن واجب مجالسنا التنفيدية الالتزام به بدلا من الالتزام بفلسفة إقصائية وسرية.
إذن أتمنى من كل منتج أن ينسق مع إطاره الفكري, فإذا قلنا تفكيرا ناقدا! فإن علينا أن نتأكد من وجود هذه التفكير، وهكذا.
أتمنى ان يصل المنتج التربوي إلى الطلبة خالياً من أخطاء لغوية فاضحة في الإعراب أوالترجمة والصياغة، فهل يجوز مثلا أن نقول:
تمتلك الشجرة أوراقا
تقع البقرة خلف السياج
وحتى لا أُتهم بأني حصلت على مواد سرية محظورة فإن الاسئلة السابقة لا علاقة لها بالأقنية السرية.
وأخيرا، أتمنى من كل من يضع خططا تطويرية أن يوضح لنا، مبررات هذه الخطط ، معالمها، جديدها، هدفها، فإنها لن تصل إلى المنفذين، فمؤلف الكتاب مثلا قد لا يعرف المستور ولا المستتر.
كما أتمنى أن من أصدر أمراً لطلابنا بالالتحاق في مؤسسات غير مراقبة خلال عطلتهم الصيفية، أن يكون قد وضع منهاجًا لأنشطتهم، فمن غير المأمون أن ترسل طفلا الى مكان ما دون أن تعرف ماذا سيفعل طيلة وقته، ومع من سيتعامل؟ أليس للمطورين علاقة بهذا السلوك؟ أنتم تضعون كتابا ما، وتعلمون أن لبعض المعلمين منهاجا خفيا قد يقود طلابه إلى التزمت والتطرف أو الإرهاب، فكيف تسمح لمن لا تعرف وممن لم تزوده بمنهاج أن يتعامل مع أطفالنا خلال عطلة الصيف؟.
هذه بعض التمنيات، وأكرر : لن تتحقق، ولذلك أرسلتها إلى مجهول أو مبني للمجهول كي لا يغضب أحد مني.
وغطيني يا معلوم!!.
هذه رسالة تمنيات وليست أحلامًا، والدكتور خالد الكركي يعرف جيدا أن التمنيات هي قضايا يستحيل تحقيقها.
فالآمال والطموحات والأحلام هي قضايا قابلة للتحقيق، أما التمنيات فهي وحدها من تستعصي!! ولذلك قررت التعبير عن تمنياتي في مجال التعليم والتدريب و والمناهج والكتب المدرسية والتطوير بشكل عام.
أتمنى أن يكون لدينا جهاز وطني فاعل قادر ومهتم في التطوير التربوي – ومؤهل لقيادة التطوير.
هذه أمنية على الرغم من وجود مئات الخبراء القادرين، وأتمنى أن لا يستبدل المسؤولون عديمو الخبرة أو قليلوها بهؤلاء الخبراء القادرين.
اتمنى أن يكون لدينا حلول لمشكلات يجب الاتفاق عليها، مثل النظرة إلى المادة الدراسية ومعايير اختيارها وحجم كل كتاب والخطة الدراسية، وعدد ساعات تدريس كل كتاب، ومواصفات المعلم وعمق تدريسه.
وأتمنى أن لا يستبدل منهاج -عمق بوصة في مساحة هائلة- بمنهاج -عمق هائل في مساحة محدودة-!! وأتمنى أن يكون طلابنا ومعلمونا والأهالي قادرين على التعامل مع كتاب عميق بموضوعات لها أولوية، بدلاً من كتاب أو منهاج من كل روض زهرة.
أتمنى أن يكون لدينا خطة دراسية من عدد قليل من المواد الدراسية الحاملة لكل مفاهيم الحياة، فالعلوم مثلا تحمل قيم الهوية والمواطنة وحقوق الإنسان وفحص المسلمات والبروتوكول والبيئة. وكذلك الرياضيات واللغة والدين وغيرها، حيث يستحيل وضع منهاج مستقل لكل مفهوم.
فمثلا لا نحتاج لمادة الفلسفة أو منطق أو علم نفس أو إعلام أو تفكير أو ديمقراطية، بل نحتاج إلى أن تحمل كل مادة دراسية هذه المفاهيم عبر نصوصها وتدريباتها وأسئلتها ونشاطاتها.
وأتمنى ان نبتعد عن العمل السري، فكل سر فيه فساد ولذلك يطلب أحد ماعدم إفشاء معلومة ما!.
اتمنى ان من ينتج نتاجًا ما مثل كتاب، رأي ، خطة ، مشروع أن لا يجتهد في إخفائه حتى لا ينكشف ويتعرض للنقد، أتمنى أن تتاح الفرصة لكل مواطن – أحبته الحكومة أم أبعدته-، بمناقشة منتجات المجالس العليا والمجالس التنفيدية والمراكز الوطنية !! وإلاّ فليقل لي أحدكم لماذا لم ير مواطن أو خبير منتجا تربويا قبل وصوله إلى الطلبة؟ إنها ثقافة وزارة التربية وأخواتها من مراكز وأكاديميات.
أتمنى أن تنسق أفعالنا مع أقوالنا، فاذا وضعنا فلسفة ما – ولم يضع أحد مثل هذه الفلسفة بعد – ان نلتزم بها فإذا قال إطارنا وزعوا المفاهيم الحياتية عبر جميع المواد، فإن واجب مجالسنا التنفيدية الالتزام به بدلا من الالتزام بفلسفة إقصائية وسرية.
إذن أتمنى من كل منتج أن ينسق مع إطاره الفكري, فإذا قلنا تفكيرا ناقدا! فإن علينا أن نتأكد من وجود هذه التفكير، وهكذا.
أتمنى ان يصل المنتج التربوي إلى الطلبة خالياً من أخطاء لغوية فاضحة في الإعراب أوالترجمة والصياغة، فهل يجوز مثلا أن نقول:
تمتلك الشجرة أوراقا
تقع البقرة خلف السياج
وحتى لا أُتهم بأني حصلت على مواد سرية محظورة فإن الاسئلة السابقة لا علاقة لها بالأقنية السرية.
وأخيرا، أتمنى من كل من يضع خططا تطويرية أن يوضح لنا، مبررات هذه الخطط ، معالمها، جديدها، هدفها، فإنها لن تصل إلى المنفذين، فمؤلف الكتاب مثلا قد لا يعرف المستور ولا المستتر.
كما أتمنى أن من أصدر أمراً لطلابنا بالالتحاق في مؤسسات غير مراقبة خلال عطلتهم الصيفية، أن يكون قد وضع منهاجًا لأنشطتهم، فمن غير المأمون أن ترسل طفلا الى مكان ما دون أن تعرف ماذا سيفعل طيلة وقته، ومع من سيتعامل؟ أليس للمطورين علاقة بهذا السلوك؟ أنتم تضعون كتابا ما، وتعلمون أن لبعض المعلمين منهاجا خفيا قد يقود طلابه إلى التزمت والتطرف أو الإرهاب، فكيف تسمح لمن لا تعرف وممن لم تزوده بمنهاج أن يتعامل مع أطفالنا خلال عطلة الصيف؟.
هذه بعض التمنيات، وأكرر : لن تتحقق، ولذلك أرسلتها إلى مجهول أو مبني للمجهول كي لا يغضب أحد مني.
وغطيني يا معلوم!!.
مدار الساعة ـ نشر في 2019/07/08 الساعة 12:14