ماذا يريد الشباب ؟!

مدار الساعة ـ نشر في 2019/07/06 الساعة 22:08
الشباب هم عماد المجتمع المدني المتحضر ، حتى أن أجدادنا في الماضي كانوا يركزون على العنصر البشري من خلال إنجاز أعمال الزراعة و"الحصيد" في الموسم ورعي الأغنام حيث كانت تحتاج هذه الأعمال إلى مجهود كبير. وبعد أن انتقل المجتمع وتحول نحو الحياة الأكثر حضارة ترك هذه الأعمال وانتقل إلى العمل في الوظائف والمهن. ومع شق الطرق وانطلاق العمران في كل مكان انتعشت البلاد وكانت المؤسسات والشركات الحكومية تتنافس على جذب الشباب وتعلم الشباب الحرف اليدوية والعمرانية وانتعشت التجارة والأسواق .. ومع التطور الحضاري والتكنولوجي وسعي الشباب نحو الحياة الأكثر رفاهية وتركيزهم على التعليم أصبح هناك استنزاف لموارد الأسرة وأصبح هناك إنقلاب في عملية الإنتاج الأسري ، حيث كان رب الأسرة أشبه ما يكون بالمشرف المنسق في حين أن الشباب يمثلون عماد العملية الإنتاجية ، أصبح الآن رب الأسرة هو الذي يقوم بالرعاية والإنتاج وتحمل مسؤولياته الأسرة ولا ننسى دور المرأة أما الابناء عاطلين عن العمل و الحياة أكثر صعوبة مع زيادة الطلب على وسائل الترفيه باعتبارها أصبحت من الأساسيات وتقلص فرص العمل مع إنخفاض مستوى المعيشة في ظل تآكل القوة الشرائية الناتج عن ارتفاع أسعار الوقود ورسوم التعليم العالي والسكن والغذاء الذي أصبح اقل جودة نتيجة الاعتماد على المستورد . كان لا بد من إطلاق مبادرات تستهدف الأسرة لزيادة مواردها ومعرفة متطلباتها وابتكار افكار ومشاريع تنموية تشغيلية وذلك من خلال العمل التشاركي مع النخب الفكرية الشبابية واللقاءات المستمرة مع أصحاب التجربة والمعرفة في هذا الشأن في المحافظات جنبا إلى جنب مع التمكين الديمقراطي . المشاريع الخدمية ممتازة لكنها لا تنهض بالواقع التنموي .. من هناك يجب إعادة الهرم التنموي الأسري الإنتاجي بواقع وروح العصر لأنه الآن في حالة إنقلاب وخلل. إذ أن الشاب الذي يبقى في دائرة البطالة خمس سنوات من تخرجه سوف يؤدي ذلك إلى تعثر دوره الإنتاجي حيث أنه وعلى الأغلب سيقوم بسداد رسوم دراسته في السنوات الأولى من العمل الذي قد يكون غير مجدي أصلا ، مما يستدعي وضع خطط تشغيلة تلامس واقع الشباب من عمر ١٨ عام . وهذا يتيح الحصول على الحد الأدنى لتمكينه من الحياة الكريمة. فالبطالة والفقر بيئة مواتية للعنف والأمراض الاجتماعية والإدمان والتطرف. وهذا كله بالتوازي مع مطالب مكافحة الفساد وتحقيق النزاهة والعدالة الاجتماعية كما يريد جلالة الملك حفظه الله.
  • شباب
  • أعمال
  • لب
  • شبابية
  • كريمة
  • الملك
مدار الساعة ـ نشر في 2019/07/06 الساعة 22:08