خماش يكتب: هل عام 2022 نهاية العالم؟

مدار الساعة ـ نشر في 2019/07/04 الساعة 09:48
كتب ويكتب وسيكتب المؤرخون ما حدث ويحدث وسيحدث في العالم من أحداث بناءاً على ما شاهدوا ويشاهدون وسيشاهدون أمام أعينهم أو سمعوا ويسمعون أو سيسمعون بآذانهم أوعلى وسائل التواصل الإجتماعي المرئية والمسموعة والمقروءة، ولهذا يقال لنا إقرأوا كتب التاريخ وما أرَّخُهُ المؤرخون. وكتابة أحداث التاريخ أمانه في أعناق من يكتبون التاريخ (المؤرخون)، لأن من يقرأ كتب التاريخ ليس من مسؤوليته تحري ما كتب وتدقيقة والتأكد من صحة ودقة ما دُوِنَّ. ولهذا فإن الذين يشوهون التاريخ يكون عليهم وزر ما شوهوا ووزر كل من قرأ ما كتبه المؤرخين ووزر من قرأه بعدهم حتى يوم القيامة كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة. وبعض المؤرخين أصبح عندهم خبرة في أشخاص وأحداث بعض المناطق في العالم فبناءاً على ما أُرِّخَ سابقاً وحاضراً عنهم، يستطيع البعض منهم أن يخمن أو يتوقع (تخمين أو توقع) ما سيحدث معهم في المستقبل وهذا جائز ولكن لا نستطيع أن نقول أنهم يعلمون الغيب. لأنه لا يعلم الغيب إلا الله سبحانه وتعالى. عندما طلب الله من الملائكة في المناظرة التي عقدها بين سيدنا آدم عليه السلام وبينهم بعد أن علَّمَ آدم الأسماء كلها (وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (البقرة: 31))، أن ينبئوه بأسماء ما عرض عليهم من أشياء فأجابوه لا علم لنا بها (قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (البقرة: 32)). وعندما طلب من آدم أن ينبؤهم بأسمائها وأنبأهم بها، ألم يقل لهم ربُّ العالمين: أنني أنا الله الذي أعلم غيب السموات والأرض وأعلم ما تبدون وما تكتمون ولا أحد غيري؟ (قَالَ يَا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ (البقرة: 33)). ألم يخبرنا الله أيضاً في هذه الآية أنه لا يعلم غيب السموات والأرض إلا هو ويرجع له كل أمور الدنيا والأخره؟ (وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (هود: 123)). لما تقدم نقول لأولئك الذين يدَّعُون أنهم يعلمون الغيب ويعلنون أن نهاية العالم ستكون في عام 2022 أو يقولون هناك احداث قادمه على هذا العالم وكأنهم متيقنون منها. نقول لهم: نسمح لكم أن تقولوا: نتوقع أنه سينتهي العالم عام 2022 أو سيحدث في العالم كذا وكذا وبإمر الله وبإذنه والله أعلم ولا نسمح لكم أن توهمونا بأنكم تعلمون الغيب. فلا أحد يعلم الغيب إلا الله سبحانه وتعالى وهو الذي بيده ملكوت كل شيء وإليه ترجعون (فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (يس: 83)). ولو كان الإنسان فعلاً يعلم الغيب لتفادى كثيراً من المنغصات أو الصعوبات أوالمشاكل التي وقع فيها. فَلْنَدَع علم الغيب لصاحب الأمر والنهي في هذا الكون الشاسع وهو الله.
مدار الساعة ـ نشر في 2019/07/04 الساعة 09:48