ماذا بعد التوجيهي؟

مدار الساعة ـ نشر في 2019/07/04 الساعة 03:05
بعد أن أنهى أبناؤنا الطلبة امتحانات الثانوية العامة على النظام الجديد اي - الفصل الواحد - وما رافق التسعة شهور من التحضير والدراسة والاستعداد ‹ وقلق نفسي وخوف ليس للطلاب فقط إنما لذويهم وأسرهم.. هذا الامتحان الذي ما زال يشكل مصدر خوف لدى الأسر التي تعلن حالة الطوارئ مجرد بداية العام الدراسي لما تشكله نتائجه من تقرير مصير أبنائهم ومستقبلهم للأعوام القادمة..
ظاهرة تتكرر كل عام وما زالت الاجراءات والأساليب التي تتعامل معها وزارة التربية كما هي دون تغيير الأهداف او الغايات المبنية على التقييم والمراجعات ‹ وكان الأمر ينحصر بين اعلان البرنامج وإجراء الامتحان ومن ثم التصحيح واعلان النتائج التي يتبعها تقديم الطلبات للجامعات واعلان قوائم القبول لنعيد في العام الجديد الكرة نفسها، دون اهداف معروفة نسعى للوصول إليها او مراقبة للمدخلات او أجراء مراجعة لمخرجات العملية ‹ لمعرفة مواقع الخلل والخطأ بهدف الاصلاح والتطوير.
ان الثانوية العامة وما تشكله من تأثير نفسي على الأسر والمجتمع بأسره حاضرا ومستقبلا لجيل يفترض انه سيقود المسيرة نحو البناء والنهوض يستحق منا وحدة علمية تضم خبراء لدراسة كل ما يتعلق بالثانوية العامة في جميع الجوانب العلمية والتربوية والنفسية منذ اليوم الأول للعام الدراسي وحتى اعلان النتائج ‹ لا ان نبقى نتعامل مع الأمر بنفس الأسلوب والطريقة.
ومع ذلك كله فإن النظام الجديد وما تضمنه من آلية للامتحان وتوزيع العلامات واحتسابها يتطلب، لا بل يجب اعادة التقييم والدراسة وإجراء تحليل شامل لكل جوانبه الذي ما زلنا نجهل أهدافه والغاية منه سواء موضوع الوفر المالي الذي وضع لأجله وكان مستقبل جيل يتوقف على بضعة ملايين.
اننا نحتاج إلى ثورة في القطاع التعليمي والتربوي برمته وفي جميع مراحله لنعد جيلا يعيش الواقع ويتعامل معه في ظل ما يشهده العالم بأسره وبلدنا جزء منه من مستجدات وثورات علمية وتكنولوجية اجتاحت الدنيا خلال فترة زمنية قصيرة أحدثت متغيرات في سلوكياتنا وخللا في المنظومة المجتمعية.
لذا فإن الأعداد يجب أن لا يكون للثانوية العامة وإنما غرس الإحساس الوطني وقيم المحبة والعدالة والوسطية ونبذ كل أشكال العنف والكراهية في أبنائنا منذ الصغر وان النجاح او الفشل في الامتحان ليس نهاية الدنيا.
الدستور
مدار الساعة ـ نشر في 2019/07/04 الساعة 03:05