إلى متى؟

مدار الساعة ـ نشر في 2019/07/03 الساعة 06:35
عبد الحافظ الهروط
يمكن اختصار المقال بعبارة «نقول الشيء ونفعل الضد»، فالسلوكيات التي تحدث في بلدنا مرفوضة، وهذه أمثلة!. نقيم الأعراس، فنغلق الطرق ونسير في المسرب الخاطىء، ونطلق الزوامير، مثلما نطلق العنان للمركبات، وكأننا في (سباق رالي). خلال الرحلة، نكون شاركنا في معركة بالرصاص الحي، والحصيلة ازهاق روح بريئة او سقوط جريح، فيتحول الفرح الى ترح، ولا نتعظ. ويحدث الشيء ذاته، في مناسبات التخرّج و(التوجيهي)، حيث يواصل المحتفلون نهارهم وليلهم وهم يطوفون بمركباتهم في الاحياء، يطلقون الاهازيج «الجاروشية» والزوامير، غير آبهين بحالة مريض، او تنتابهم مشاعر انسانية، عند بيت عزاء. ومثل هذه السلوكيات الدخيلة على عاداتنا وتقاليدنا، فقد أخذنا ننقلها الى مطار الملكة علياء، حيث تحضر الجموع ومعها فرق فنية، لا محضر ولامنظر لها، اغانيها ممجوجة واهازيجها هابطة، يستقبلون فيها الخريج العائد الى ارض الوطن، ولا ندري اذا ما كان فعلاً، انهى الشاب دراسته، وما هو التخصص الذي عاد به؟ الا ان المشهد يظل مبعث سخرية واستهجان من قبل زوار الاردن، فماذا يقولون عنّا؟!. ولا عجب ان يظهر بعض أبنائنا وبناتنا، بـ «صرعات وموضات»، وهم يرتدون البسة «متشققة» وأُخرى تفتقرللحشمة، فيما يتنوع قص الشعر والرسم على الجسد، الى درجة تشوّه المظهرالعام، دون ان يكون هناك تفكير بتبعات هذا «الغزو»، مع ان في بلدنا فئات شبابية يقتدى بها في حُسن هندامها. هذا «التغريب» وهذا «التقليد الأعمى» والخواء الفكري، ما كان ليظهر، لو ان أُسرنا ومؤسساتنا التعليمية والوظيفية، لم تكن تغض الطرف عنه، وحتى لا نقول، تشجّع عليه!. ولأننا تهاونا مع فئة تستهتر بأرواح البشر وتثير الازعاج، وهي تقود سيارات حديثة وقديمة لتقوم بـ «التشحيط» في وضح النهار وعند ساعات الفجر، فإن هذا السلوك مستمر، رغم حدوث الفواجع. ما يثير الاستغراب، ايضاً، ان اشقاء عرباً، باتوا يكتسبون هذه السلوكيات حتى صرنا نشاهدهم يقودون مركباتهم بسرعة جنونية. ومثل هذه السلوكيات، فقد ترسخ لدينا سلوك استخدام الهواتف النقالة خلال سيرنا راجلين على الشوارع، والحال عند قيادة مركباتنا، يضاف إلى هذا وذاك، عدم تقيدنا بقواعد المرور، فنحجز المسرب الذي يعيق المركبات كلما توقفنا عند إشارة ضوئية. ولكن ماذا عن تعاطي المخدرات والنتائج الكارثية، وتعاطي التدخين في المرافق العامة، والرسمية منها، ورمي أعقاب السجائر، والقاء عبوات المشروبات الساخنة والعصائر على مرأى المراجعين؟ وبمناسبة الحديث عن التدخين، فقد كنت وزميل بمهمة رسمية إلى سنغافورة، عندما ضُبط وهو يلقي سيجارته على الأرض، فكانت المخالفة 800 دولار، لو لم يعرفوا أن الزميل ضيف، وأنه «أردني»، للأسف!. ننتظر الحل من اللجنة الحكومية المشكّلة لمحاربة التدخين، وأن يكون للحكومة وللمجتمع دور حقيقي في الحد من سلوكياتنا هذه.
  • مناسبات
  • التوجيهي
  • مطار الملكة علياء
  • تقبل
  • الاردن
  • شبابية
  • عرب
  • نتائج
مدار الساعة ـ نشر في 2019/07/03 الساعة 06:35