حرامي كلاب
مدار الساعة ـ نشر في 2019/07/03 الساعة 01:22
في عمان هناك لصوص كلاب .. لصوص مختصون في سرقة الكلاب، يتتبعون أثرها، ويلاحقونها، ومن ثم يقومون بسرقتها، وتنفذ عمليات السرقة بفنون وحيال وأشكال كثيرة .
قبل أيام تمكن بحث جنائي عمان من ضبط حرامي كلاب، وتبين أن الحرامي سجله الجرمي حافل في سرقة الكلاب، ومصنف خطير جدا، وأخر سرقة جرت في منزل لصديقي في جبل عمان، والسرقة تمت في وضح النهار، والكلب المسروق يقدر ثمنه بـ 4 الاف دينار، ومما ساعد في التعرف على هوية السارق، وجود كاميرات في المنزل .
اللص (حرامي الكلاب ) محترف، وبارع في السرقة، ويعرف الاوقات المناسبة، ولكن هذه المرة كل التقديرات الجرمية خانته، وسرعان ما وقع في يد البحث الجنائي .
جريمة سرقة الكلاب يبدو أنها تكبر ومعدلها يزداد، ونشاطها يتعدى حدود الاعتراف بان هناك عصابات منظمة وشبكات جرمية تشتغل في مجال سرقة الكلاب .
الكلب المسروق جرى بيعه على وجه السرعة الى سيدة أجنبية تقطن في عمان الغربية، وثمن الكلب ليس بخسا رغم أنه مسروق، وقد بيع بحوالي الفي دينار .
الهام بالأمر، أن السارق والتابعين في جريمة السرقة قاموا بتزوير اوراق الكلب، الشهادة الصحية البيطرية، واوراق أخرى متعلقة في الحيوانات المنزلية يجري اعتمادها رسميا في عمليات البيع والشراء .
الجريمة مركبة، ولا تتوقف عند سرقة الكلب من المنزل، والامر يحتاج الى أعمال جرمية أخرى لتمرير عملية بيع الكلب، وتزوير أوراقه، وغيرها، وهنا نتحدث عن شبكة تبدأ بلص وحرامي محترف الى آخرين يشتركون في عمليات التزوير والبيع باوراق مضروبة وغيرها .
كلاب المنازل على اختلاف أنواعها واصنافها تخضع الى فحص بيطري دوري، وزيارات منتظمة الى العيادات البيطرية، وهي عرضة للاصابة بامراض مزمنة وخطيرة إذا ما جرى فحصها، وتزوير أوراقها البيطرية يزيد من خطورة نقلها لامراض خطيرة الى الانسان، وهنا مربط الفرس في خطورة التزوير ما عدا طبعا جرم السرقة بحد ذاته .
يمكن أن لا يتقبل القراء حديثنا عن الكلاب، ويقولون «فاضيين أشغال « ، ولكن في تقصي وتتبع قضية الكلب المسروق تفاجأت باقتصاد لتجارة الكلاب، مزارع متخصصة بتربية الكلاب ،وسوق للعرض والطلب، وأشبه بالسوق المفتوح على الانترنت، وعيادات بيطرية، ووسطاء وسماسرة، ومربون مختصون، وتجار أطعمة كلاب، وغيرها .
وبعيدا عن ثقافة عموم الاردنيين ، هناك طبقة أجتماعية مهتمة بشغف في أقتناء وتربية الكلاب وحيوانات أخرى ، وتباه وتبارز طبقي واجتماعي بنوع الكلب وثمنه ، واصله وفصله وسلالته ، وتفاصيل أخرى ما زلت عاجزا عن فهمها في عالم الكلاب .
على السيويشل ميديا تلتقط من هنا وهناك اخبارا منشورة عن كلاب معروضة للبيع ، وتلتقط أيضا اخبارا عن كلاب مفقودة ، وأكثر ما يلفت النظر أيضا أن البعض ينشر صورا للكلاب ، واحيانا مراث وكلام جريح وحزين عن كلب مفقود وضائع ، أو مريض .
على العموم ، ليست من اهتمامتي اقتناء وتربية الكلاب ، ولربما هذا عائد الى أصولي الصحراوية ، ولكن ما يهم هنا هو الجانب الجرمي الخطير ، وشكوى المواطنين المتكررة من سرقة كلابهم ، ووجود عصابات متخصصة في عمليات السرقة وما بعدها ،وهذا ما يجلب الغبطة والفزع ، ويدعو الى مزيد التدبر الامني حماية لاملاك ومقتنيات مواطنين .
الدستور
الدستور
مدار الساعة ـ نشر في 2019/07/03 الساعة 01:22