ولي العهد وتطلعات التغيير

مدار الساعة ـ نشر في 2019/07/02 الساعة 02:06
تصادف اليوم الذكرى العاشرة لتولي سمو الأمير الحسين ولياً للعهد، ومن هذا الباب ينظر الجمهور إلى شخصية ومنصب ولي العهد، ذي الخمسة وعشرين ربيعاً وهو يمثل جيل الشباب الجديد من أبناء شعبنا الذي بات يناهز الستين بالمئة من مجموع أعداد المواطنين. من يجلس مع الأمير الحسين ويناقشه ويسمع منه ويرى مسارات التفكير خارج النصوص البليدة، يدرك أن المستقبل ينتظر أميراً ذا شأن كبير، فإلمامه بجوامع الكلام وإدراكه لأهمية قربه من عامة الشعب، وبساطته في الحياة اليومية، وسرعة الابتسامة لأبسط رد فعل أمامه، يجعلك تفهم ما هي النشأة التي نشأها وما هي الطريق التي سار عليها ليصل إلى الهدف المنشود من استمرارية منهج الحكم في بلد تسنم فيه الهاشميون سدة الحكم ما يقارب مئة عام لم تمل قلوبهم إلى السيف بقدر ما سبق العفو والتسامح منهجهم، ولهذا نرى الأمير متجولاً وضيفاً في مناطق عديدة لم يصلها رؤساء أو وزراء، رغم فوارق السن والواجب بينهم، ما يسترعي إنتباهةً إلى الطريق الجديدة القادمة أمامنا. الأمير وخلال السنتين اللتين تفرغ بهما شارك في العديد من الفعاليات بشكل شخصي أو مناباً عن الملك، ألقى خطاباً على منصة الأمم المتحدة وشارك بالكلمة الرئيسة في المنتدى الاقتصادي العالمي 2017 فضلاً عن العديد من المناسبات الرسمية، ولعل خطابه الأخير في جامعة اليرموك، وضع شخصيته في مصاف الخطباء السابقين من آبائه الملوك الهاشميين والملك عبدالله الثاني، مدافعاً عن القضية الأولى للعرب والمسلمين، القدس والمقدسات فيها دون حيد ولا ميّل عن السيرة الأولى التي انتهجها الملوك دفاعاً عن مقدساتنا وحقوق شعبنا الفلسطيني والعربي، التي هي آخر معاركنا السياسية الواجبة علينا، في تأكيد على ما يكرره جلالة الملك من تذكير بأن لا مساومة ولا ثمن لسيادتنا الوطنية وحمايتها أو حقوق الشعب الفلسطيني جغرافياً وديمغرافياً، وهذا ما يجعل المرء يدرك أن الحقوق الموروثة لها الالتزام القوي من قبل سلالة ملوك وأمراء يفخرون بأنهم سبط النبوة الهاشمية. قد يتساءل أحدهم كيف هي التربية الملكية للأمير الذي بات ملاصقاً للملك ومشاركاً له في اجتماعاته، منصتاً للحديث ومستوعباً للأحداث، قارئاً لسيرة جده الحسين بن طلال وتابعاً لأثره المشهود، ولعل معلومة واحدة تعرف ببدايات تربيته، فقد تعلم على أيدي علماء أجلّاء منذ خطواته الأولى، حيث يستيقظ صباحاً، فيأخذه المرافق إلى فضيلة الشيخ الجليل ليدرسه علوم الدين واللغة من السادسة صباحاً وحتى الثامنة، ليلتحق بمدرسته كأي طالب آخر من زملائه، قبل التحاقه بالجامعة في بريطانيا. كل هذا وما لا يتسع الحديث فيه، ما جعل سموه القريب من الناس والسياسة الداخلية والخارجية، وكل ذلك له استحقاقات مستقبلية قد يتحملها سمو الأمير مساعداً لقيادة التغيير في النهج والحكومات والسياسات المحلية وإدارة الدولة لبناء أسس جديدة نعيد فيها التوازن وتحقيق التغيير المنشود في هيكل السياسة العامة وإشراك الشباب لتقرير مصيرهم والحفاظ على إرث الدولة. الرأي
مدار الساعة ـ نشر في 2019/07/02 الساعة 02:06