وزارة الشباب والطحن في الهواء
كتب : عبدالحافظ الهروط
من تابع ويتابع اللقاءات والتصريحات الاعلامية العريضة والمكرورة لوزير الشباب وأمين عام الوزارة، يخرج بمحصلة، انها تصريحات "طحن في الهواء"، لأن العمل الشبابي ممارسة على الأرض، لا بالكلام.
والكل يعرف ان الوزير والأمين جاءا الى الوزارة "كساع الى الهيجاء دون سلاح" فلا خبرة في العمل الوظيفي الرسمي، ولو بخبرة يوم واحد، ولكنهما جاءا بـ "تنظيرات" لم يتحدث بها وزير او أمين عام، لوزارة الشباب او للمجلس الأعلى، من قبل.
الوزير والأمين، في تنظيراتهما وتصريحاتهما الاعلامية، يجهدان نفسيهما لمجاراة تنظيرات وتصريحات رئيس الحكومة الدكتور عمر الرزاز الذي اشبع المواطن الاردني بمشاريع لا تعد ولا تحصى، فالكلام ليس عليه "جمرك"، وغضب الناس وأوجاعهم واحتجاجاتهم واعتصاماتهم ، فهذه كلها، لا قيمة لها، اما والسبب في عدم مبالاة "دولته" بها؟ فإن "فهمكم كفاية".
"معاليه" و"عطوفته"، رغم علاقة "السمن والعسل" التي تربطهما، اذ تتضح هذه العلاقة – ولا احلى ولا اشهى - من خلال سباقهما الى وسائل الاعلام، الا ان كل واحد منهما يسعى لاثبات قدرته الوظيفية، والادلاء بالمصطلحات الرنانة والوعود بأن الوزارة أعدت البرامج الثقافية والفنية والابداعية والتأهيلية لسوق العمل والتوعية في العمل السياسي (حكومة شبابية وبرلمان شبابي)! والانخراط الحزبي والتدريب والتشغيل وريادة الاعمال، الكفيلة جميعها، بحل مشاكل الشباب "عن بكرة ابيها".
ويضاف الى هذه "البرامج الكلامية" ما بشرّ به الامين العام ، بـ" قتل وحش البطالة" وتحويل التحديات الى فرص عمل، واطلاق الاستراتيجية الوطنية للشباب، وكأنها تطلق لأول مرة.
ويحضرني في جلسة عابرة مع الأمين العام ثابت النابلسي انه انتقد معسكرات الحسين للعمل والبناء في الاعوام السابقة وبأنها تركز على الكم وليس النوع، حيث اقتصرت المعسكرات عند مجيئه للوزارة على 5 آلاف مشارك ومشاركة بدل 20 و25 الف.
النابلسي يتحدث عن معسكرات هذا العام بأنها تستهدف 20 الف، فما الذي تغيّر في رؤيته الثاقبة؟!
كما يحضرني، ايضاً، سؤال اوجهه للوزير محمد ابو رمان : لقد افردت لك صحيفة "الرأي" صفحة كاملة للحديث عن معسكرات هذا العام،وصرحّت بالجديد فيها، الا ان ما يصل الى وسائل الاعلام عنها لا يتعدى " فتات أخبار" ولا يغري شاباً الوقوف عنده دقيقة او الاطلاع على عنوان، فما هو الجديد؟!.
باختصار : تصريحات وحضور الوزير والأمين الى وسائل الاعلام وزياراتهما الخارجية تفوق الزيارات التي قاما بها الى مرافق الوزارة، لا بل ان بعض مرافق وزارة الشباب لم تحظ بزيارة "معاليه" و"عطوفته"، فهنيئاً لشباب الوطن.