ما بعد ورشة المنامة؟

مدار الساعة ـ نشر في 2019/06/30 الساعة 03:30
يومان في المنامة المشهد لم يكن عاديا. كوشنير أراد القول للعالم ولاطراف الصراع الفلسطيني الاسرائيلي كيف تفكر واشنطن، وماذا تريد من خطة السلام الامريكية؟ وسعي واشنطن الحثيث مع الحلفاء والاصدقاء في المنطقة لقلب معادلة الصراع، وتثبيت البوصلة باتجاه طهران كعدو مركزي.
صور الاجتماعات بدأت بهية ومعدة على أكمل وجه، والضيوف في أجمل وأرتب اطلالات، الكلام والخطابات عن الازدهار والسلام والرخاء أكثر طبطبة على مسامع الجماهير.
ولكن الورشة لم يكتمل احتفالها، والعروسة المفترضة لم تجد عريسا، والمقاطعة الفلسطينية للورشة، كانت لربما هي العنوان الابرز، وما قابل ذلك من احتجاجات شعبية عارمة بدت في الضفة الغربية وقطاع غزة.
ما بعد ورشة المنامة؟ كوشنير قدم في المنامة العرض الاول، سلام اقتصادي، وخطط ومشاريع بمليارات الدولارات. ويبدو أن الهدف الرئيسي هو اخفاء القضية المركزية الاحتلال الاسرائيلي والصراع الفلسطيني -الاسرائيلي.
ومن وراء عروض كوشنير تختفي صفقة القرن المشروع الاكبر لترامب في انهاء الصراع الفلسطيني الاسرائيلي. وبعد انتهاء ورشة المنامة كل التقديرات تقول أن كوشنير قد نجح في تمرير مشروعه وافكاره وخططه، واعلن عن حلفاء واصدقاء اسرائيل الجدد في المنطقة.
الحل بالنهج الاقتصادي للصراع الفلسطيني الاسرائيلي نسف حقائق كثيرة تاريخية بالصراع. ومن الواضح أن السلام على الطريقة الامريكية يريد القول أن الحقوق الاساسية والتاريخية للفلسطينيين قابلة للمحو والتنازل مقابل حوافر اقتصادية. بمعنى المال مقابل السلام.
الشق السياسي سيكون هو الخطوة القادمة. وعلى أقل التقديرات فإن الانتخابات الرئاسية الامريكية على الابواب، فقد يجري الامر قبلها. مما يعطي ترامب رصيدا انتخابيا ليكون هو الرئيس الامريكي الذي صنع سلاما في الشرق الاوسط من المستحيل.
واقعيا ترامب أغدق من العطايا لنتنياهو، وما لم يبق من صفقة القرن غير الاعلان عن مجرياتها الشكلية من نقل السفارة الأميركية إلى القدس؛ إغلاق البعثة الدبلوماسية الفلسطينية في واشنطن؛ الاعتراف بضم إسرائيل لهضبة الجولان. وانتهت حيادية واشنطن لتكون هي الوسيط الاممي والراعي الدولي للسلام. الدستور
مدار الساعة ـ نشر في 2019/06/30 الساعة 03:30