عطلة الصيف المدرسية تلقي بمتاعبها على الأسر دفعة واحدة

مدار الساعة ـ نشر في 2019/06/27 الساعة 14:39

مدار الساعة - هبة العسعس- تتجدد متاعب الاسر مع بداية كل عطلة صيفية لطلبة المدارس، وسط غياب شبه مطلق لملاذات تنمي قدراتهم ومهاراتهم العقلية والجسدية، ذلك أن حاجة الأسر كما تقول الغالبية منها لا تقتصر على التعليم المدرسي فحسب وإنما تكمن أيضا في ايجاد بدائل في أوقات الفراغ تنمي المهارات التي توازي في اهميتها التعليم المنهجي.

ولأن العطلة الصيفية أفضل موسم لتنمية مهارات وقدرات الطلبة غير المنهجية، فان خبراء عديدين، يشيرون الى ان الأندية الصيفية متنفس جيد للطلاب وأهاليهم، لتحقيق هذه الغاية بشكل آمن وفاعل، ومع هذا فإن معظم هذه الأسر تواجه مشكلات في توفير بيئة حاضنة للأبناء خلال العطلة الصيفية، وهو ما تعبر عنه أم يزن التي تقول: "انا أم عاملة وعادة ما يتضاعف قلقي مع اقتراب عطلة الصيف، نظرا لمحدودية الدخل الذي لا يتيح لنا الحاق الابناء في الأندية الصيفية الخاصة التي تتقاضى رسوما مرتفعة".

ام يزن توضح، أنها تواصلت مع نواد صيفية شبه مجانية تعقدها جهات حكومية، إلا أنها لا تتناسب مع وضعها الوظيفي لاقتصارها على يومين في الأسبوع فقط ولمدة ساعة أو ساعتين خلال النهار.

رئيس قسم الاعلام في مركز زها الثقافي رها الحديد، قالت ان "من الصعب ان يغطي المركز حاجة الاهالي العاملين لمكان يؤوي أبناءهم خلال العطلة الصيفية أثناء وجودهم في العمل، لغياب القدرة المادية والمكانية للجميع، مشيرة الى أنه "ليس لدينا القدرة على استيعاب جميع أعداد الملتحقين في آن واحد، ولهذا اقتصر برنامج المركز على يومين اسبوعيا، ولمدة ساعة أو ساعة ونصف الساعة فقط".

أمّا أم أسامة فتقول إنها تبينت بعد ان تواصلت مع عدد كبير من الأندية الخاصة القريبة من سكنها، ان "التحاق طفل واحد يعني ان الاسرة ستدفع راتبا كاملا للنادي"، داعية الحكومة الى الضغط على الاندية الخاصة لخفض رسوم التسجيل لديها.

الخبير التربوي الدكتور ذوقان عبيدات قال ان فكرة تطبيق فكرة النوادي الصيفية بشكل متوازن تواجه مشكلات من حيث مراعاة حاجة المجتمع وشرائحه لها، ومن حيث تحقيق الغاية من استمتاع الطالب بالعطلة الصيفية وممارسة أنشطة حرة لينمي نفسه بعيدا عن الأجواء التقليدية والنمطية، مشددا على أهمية أن تحقق الأندية الصيفية التي تعقدها الجهات الحكومية ناتجا يساوي الكلفة المصروفة عليها، حتى لا تكون عبئأ اقتصاديا على الدولة ومؤسساتها.

وأوضح ان الأندية الصيفية فكرة تربوية سليمة يعتمد نجاحها على عوامل متعددة يجب أن تتوفر فيها، ونجاح الفكرة يتطلب جدية في ممارستها وتطبيقها، مؤكدا ان نجاح النادي الصيفي يعتمد على أربعة أمور أساسية؛ أولها: تأهيل المشرفين على النوادي الصيفي، ثانيا: وجود برنامج يومي لما سيمارسه الطلاب خلال تواجدهم بالنادي، ثالثا: وجود منهج عام ثابت له غايات يحققها بالنتيجة المطلقة، ورابعا: وجود تقييم للنتائج النهائية للنادي والبناء عليها في السنوات اللاحقة، وإذا غابت هذه الأمور ستكون الأندية الصيفية عبارة عن صفوف تقليدية يحبس فيها الطلاب والأطفال لتمضية الوقت بدون فائدة تذكر.

وقال، انه يتوجب وجود برنامج واضح تحققه الأندية الصيفية كما يروج له أمام الأهالي، فالهدف الأساسي منها هو تدريب الطلاب على الحوار وانتاج أفكار جديدة ووضع خطط لمستقبلهم ورؤية لهم، لا أن يقتصر على الأنشطة السهلة والروتينية، التي لا تشكل فارقا في شخصية الطالب ولا تنمية مهاراته الذهنية والجسدية والنفسية.

مدير ادارة النشاطات التربوية في وزارة التربية والتعليم زيد ابو زيد قال، ان لدى الوزارة تعليمات ناظمة لعمل الاندية الصيفية المدرسية، وهي تصدر تعميما سنويا للمؤسسات التعليمية يتضمن اجراءات يجب تطبيقها في هذه النوادي، واذ تتابع الوزارة عمل الاندية الصيفية، فإنها بالتزامن تحث المدارس الخاصة على الا تغالي في رسوم التسجيل في نواديها، الا بما يتناسب مع نسبة التضخم الاقتصادي.

والتعليمات هي الحكم بين وزارة التربية والمدارس الخاصة، حسب أبو زيد، فقد قامت الوزارة بحث المدارس الخاصة ونقابة اصحاب المدارس الخاصة على أن تكون رسوم الاندية عادلة وتتناسب مع الوضع الاقتصادي للمواطنين، وقال، "نسعى الى تطوير التعليمات التي صدرت بخصوص الاندية الصيفية عام 2002 وتحديد الاجور، بحيث تكون اجور النادي الصيفي جزءا من رسوم التسجيل المدرسي، اما الآن فعلاقة المدرسة مع ولي الامر علاقة تعاقدية مباشرة والاندية الصيفية ليست ملزمة".

مدير دائرة المرافق الاجتماعية والرياضية بأمانة عمان الكبرى عبد الرؤوف الروابدة قال ان الأمانة تعقد اندية صيفية للفئات العمرية فوق عمر 6 سنوات من خلال دوائر خاصة بها، مثل دائرة مرافق البرامج الاجتماعية ودائرة حديقة الملكة رانيا، اضافة الى وحدة ذوي الاعاقات التي تقيم اندية خاصة بهذه الفئة، ومعظمها يقوم على مبدأ الكشافة والألعاب الرياضية، مؤكدا أن برامج هذه الأندية تركز على تعليم الملتحقين قيما إيجابية تعزز مفهوم المواطنة الصالحة، مع وجود برامج للشباب وكبار السن والمرأة.

وأشار الى وجود مدارس الواعدين للملتحقين الذين تتراوح أعمارهم ما بين 6 إلى 14 عاما، وهي مراكز رياضية لها نشاطات ممتدة طيلة السنة، لكن يتم تكثيفها أثناء العطلة الصيفية لتوفر وقت فراغ أكبر لدى الملتحقين، مع الحرص على تقديم خدمات مجانية لهم، كاللباس الرياضي وتقديم المياه والعصير و(الساندويش)، والتجهيزات الأخرى كالتدفئة والتكييف المركزي.

رئيس قسم الطفولة في أمانة عمان وائل البنا قال، "لا يوجد حاليا برنامج يشمل الطفولة المبكرة من عمر 3-5 سنوات، لكن الامانة بصدد دراسة برامج تشمل هذه الأعمار مستقبلا"، مضيفا ان برامج الامانة للأندية الصيفية مقسمة على الفئات العمرية خلال النهار، فالفئة العمرية ما بين 6-12 سنة يبدأ برنامجهم من الساعة 9 -11 صباحا، وفئة الشباب من 11-1 ظهرا وهكذا، فلا يوجد برنامج لنهار كامل للملتحق.

وتقول رئيس قسم الاعلام ومدير الاعلام بالوكالة بوزارة الشباب اماني المومني ان وزارة الشباب تنظم اندية صيفية تستهدف الفئات العمرية ما بين 12- 24 عاما، وليس لديها برامج خاصة للأطفال الذين تقل اعمارهم عن هذه الفئة، مشيرة إلى أنه يتم تقسيم هذه الفئات العمرية المتقاربة معا حتى لا يكون هناك فجوة بينهم.

وبينت المومني ان هناك معسكرات نهارية ومعسكرات مبيت تبدأ من الأحد إلى الخميس، يتم تأمين اقامة كاملة للملتحقين في كل المحافظات، مع تأمين المواصلات، وتقدم برامج متنوعة مثل الكشافة وانماط الحياة الصحية برامج العمل التطوعي والتفكير والابداع وتصل 12 نوعا من البرامج، ويشارك فيها الشباب بناء على رغباتهم.

أما البرامج النهارية فتنفذ من خلال المراكز الشبابية التابعة للمديريات، وتقام على مدار اربعة ايام لكن من دون مبيت، وتركز على نشاطات رياضية وتدريب مهني، وهي مفتوحة لكل شاب يحمل الجنسية الاردنية وعمره ما بين 12-24 عاما مجانا، ويتم التسجيل فيها الكترونيا على موقع الوزارة .(بترا)

مدار الساعة ـ نشر في 2019/06/27 الساعة 14:39