محمد السادس واوتارا يؤكدان رغبتهما في أن تكون إفريقيا أكثر تضامنا ووحدة

مدار الساعة ـ نشر في 2017/03/16 الساعة 11:11

مدار الساعة - صدر بيان ختامي في أعقاب زيارة الصداقة والعمل التي قام بها عاهل المغرب الملك محمد السادس لجمهورية كوت ديفوار، تالياً نصه:

" بدعوة من الحسن واتارا، رئيس جمهورية كوت ديفوار، قام الملك محمد السادس، ملك المغرب، بزيارة صداقة وعمل لجمهورية كوت ديفوار ما بين 24 و 27 فبراير 2017.

 وخلال هذه الزيارة، أجرى الحسن واتارا والملك محمد السادس مباحثات على انفراد وبشكل موسع، تطرقا خلالها إلى القضايا الوطنية والثنائية والدولية، في جو طبعه الود والتفاهم المتبادل.

وقد أشاد واتارا والملك محمد السادس، بمستوى التعاون بين بلديهما الذي يضم في حصيلته 143 اتفاقا، وأكدا على ضرورة تنفيذ هذه الاتفاقات من أجل تنمية بلديهما ورفاهية شعبيهما. ولهذا الغرض، دعا قائدا البلدين إلى الانعقاد المنتظم، تحت رئاسة وزيري الشؤون الخارجية، للجنة المكلفة بالآلية الرسمية لمتابعة وتنفيذ الاتفاقيات.

وأعرب واتارا ومحمد السادس عن ارتياحهما لانعقاد الدورة الثانية لمجموعة الدفع الاقتصادي المغرب- كوت ديفوار، من أجل شراكة استراتيجية حقيقية بين فاعلي القطاعين العام والخاص بالبلدين، المنبثقة عن اتفاق الشراكة الاستراتيجية والاقتصادية الموقع في 21 يناير 2015 بمراكش. وستنكب حكومتا البلدين على تنفيذ التوصيات الصادرة عن هذه الدورة الثانية، والتي تندرج تماما ضمن الرؤية المشتركة لقائدي البلدين للارتقاء بالتعاون الثنائي بين البلدين إلى مستوى نموذج حقيقي للتعاون جنوب- جنوب بالنسبة لإفريقيا بكاملها.

وعقب هذه الدورة الثانية، جرى التوقيع على 14 اتفاقية قطاعية بين الشركاء الاقتصاديين بالبلدين، قصد إعطاء محتوى ملموس لهذه الشراكة الاستراتيجية عبر إنجاز مشاريع في القطاعات التالية: "البناء والسكن الاجتماعي"، و"البنيات التحتية، والنقل واللوجيستيك"، و"الأبناك والمالية" و"الاقتصاد الاجتماعي والتضامني والصناعة التقليدية"، و"الصحة" و"الاقتصاد الرقمي" و"الصناعة".

وقد شكلت زيارة الملك محمد السادس مناسبة للاطلاع على سير أشغال المشاريع الجارية والمواقع التي ستحتضن مشاريع التعاون التي سيتم إنجازها على المدى القصير.

وأعرب الملك محمد السادس واتارا عن ارتياحهما لتقدم أشغال المشاريع المهيكلة الجاري إنجازها، ولاسيما أشغال حماية وتثمين خليج كوكودي.

ودشن الملك محمد السادس أيضا مشاريع تتولى تمويلها مؤسسة محمد السادس

وعبر  الحسن واتارا رئيس جمهورية كوت ديفوار عن امتنان حكومة وشعب كوت ديفوار لصاحب الجلالة الملك محمد السادس للمساهمة الثمينة للمملكة في ارتقاء الكوت ديفوار، حيث إن المغرب يعد أحد المستثمرين الرئيسيين بكوت ديفوار.
وأطلع فخامة السيد الحسن واتارا أيضا ضيفه الكبير على التقدم الذي حققته كوت ديفوار في مجالات الديمقراطية ومكافحة الفقر والإرهاب.

وأشاد واتارا، من جهة أخرى، بعودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي، مشددا على الدور الحاسم الذي ستضطلع به المملكة داخل أسرتها المؤسسية، وخاصة في تعزيز السلم والأمن في شمال إفريقيا وغربها وكذا في باقي إفريقيا.

وتبرز هذه العودة بوضوح إرادة وعزم ملك المغرب على إرساء تعاون جنوب- جنوب والمساهمة بشكل تام في تنمية القارة، كما يبرهن على ذلك مشروع خط أنابيب المغرب - نيجيريا، الذي سيمر عبر بلدان غرب إفريقيا، وخاصة كوت ديفوار، والذي ستستفيد من نتائجه ليس فقط جميع هذه البلدان، وإنما أيضا وبالأخص جميع سكانها.

من جهته، أشاد الملك محمد السادس بتأييد كوت ديفوار لعودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي، ويلتزم بدعم ترشيح كوت ديفوار كعضو غير دائم في مجلس الأمن لسنتي 2018 و2019.

وجدد قائدا البلدين التأكيد على رغبتهما في أن تكون إفريقيا أكثر تضامنا ووحدة، وقادرة على مكافحة الأشكال الجديدة للجريمة ، بشكل فعال والتغلب عليها ، وخاصة الإرهاب، والجريمة الإلكترونية والقرصنة البحرية والاتجار في المخدرات، مع حث المجتمع الدولي على التوحد للقضاء بشكل نهائي على هذه الآفات.

وبخصوص النزاعات في إفريقيا، دعا الملك محمد السادس وفخامة الرئيس الحسن واتارا إلى حلول سياسية مستدامة وشاملة للأزمات التي تشهدها القارة.

وفي هذا الصدد، أعرب الملك محمد السادس عن ارتياحه للدور الحاسم الذي ما فتئ يقوم به فخامة الرئيس الحسن واتارا من أجل التسوية السلمية لهذه النزاعات، كما كان يدعو إلى ذلك دائما الرئيس الراحل فليكس هوفويت- بوانيي.

وفي ختام زيارته، أعرب الملك محمد السادس لـ الحسن واتارا وللحكومة والشعب الايفواريين، عن امتنانه العميق وتشكراته الصادقة على الاستقبال الحار، على نحو خاص، والذي تطبعه الأخوة والتضامن، وكذا حفاوة الاستقبال ومظاهر الاهتمام البالغ التي خصصت لجلالته والوفد المرافق له.

ودعا الملك محمد السادس، ملك المغرب، رئيس جمهورية كوت ديفوار، إلى القيام بزيارة صداقة وعمل للمغرب، في تاريخ سيحدد عبر الطرق الديبلوماسية. وقد قبل واتارا هذه الدعوة بكل سرور .

مدار الساعة ـ نشر في 2017/03/16 الساعة 11:11