الزعبي يكتب: عن عبدالعزيز زيدان
* ابراهيم الزعبي
عندما يغادر الكبار مناصبهم ربما يتركون فراغا... لكن بدون شك بعضهم يترك اثرا طيبا مستمدا من ارث سلف صالح.
عبدالعزيز زيدان (ابو فراس) أحد فرسان دائرة الاراضي والمساحة... دخل الوظيفة شابا يافعا وغادرها شابا بشيب غزا الرأس والجسد.. لكن همته وقناته لم تلن الى آخر يوم وظيفي.
أربعون عاما ... من الجد والكد والتعب المبارك ... كان خلالها أول القادمين للعمل وآخر المغادرين, ربما اقترن اسمه بأراضي الخزينة (أملاك الدولة) لسبب بسيط وهو ... فنه المتميز في ادارة هذا الملف, فعندما تتحدث عن أرض الخزينه لا بد أن تذكر عبد العزيز زيدان ... فقد زامله معظم رجالات الدولة وعاصروه .. وحتما العديد منهم رافقوه اما في جولة ميدانية للكشف على قطعة أرض للخزينة لغاية تخصيصها لبناء جامعة أو مدرسة أو مشفى أو غير ذلك من أبنية حكومية, أولغايات ازالة اعتداء على أرض مملوكة للخزينة.
أبو فراس ... جندي من جنود الوطن الذين خدموا ترابه بكل اخلاص وتفان ... تلمح (البوريه وشعار العسكر) على جبهته وفي مواقفه وان لم يجند... وما ان تجالس احد ضباط أجهزتنا الامنية عاملا كان أم متقاعدا أو أحد مسؤولي الدولة , ويعرف انك أحد موظفي دائرة الاراضي والمساحة الا ويبادرك بالسؤال عن عبدالعزيز زيدان.. فهو بالنسبة لهم رفيق سلاح وخبز وعشرة ..
أبو فراس ... بدأ رحلة عمله في دائرة الاراضي والمساحة في أواخر سبعينات القرن الماضي .. دخل جبل اللويبدة على نمره (11) وغادره بسيارة سبعينية نوع رينو (12) ... فهو لم تكن تعنيه المناصب والرتب والوجاهات شيئا ... واكاد أجزم انه لو أراد ركوب (لامبرجيني) لركبها ... ولو اراد قصورا لكان له ذلك من خلال خدمته مديرا لادارة املاك الدولة لعقود مضت... ولكن من تعلم على ايدي جيل من رجالات دائرة الاراضي والمساحة ممن آمنوا بقدسية (السجل والخارطة) أمثال بدري الملقي وعلي الغرايبة وابراهيم مسمار وعبدالمنعم سمارة وسليمان قراعين وجورج الزعمط وطاهر الزعبي وعناد الجراح وغيرهم الكثير ممن لم يخلعوا "الحطة البيضاء والعقال " عن رؤوسهم طوال خدمتهم... فلابد أن يكون عفيفا ووفيا لوطنه بامتياز .
أبو فراس.. له فلسفته الخاصة في ادارة الوظيفة العامة.. وسواء اختلفت معه أو اتفقت ... هو بحق رائد مدرسة كلاسيكية في ادارة الاراضي يجب أن تدرس... وأعتقد جازما أنه لا يقل دراية وخبرة عن رواد ادارة كأمثال... هنري فايول وفريدريك تايلور وابراهام ماسلو .
عبدالعزيز زيدان ... ربما لم تنصفه الحكومات المتعاقبة ... ولم ينل ما يستحق من منصب .... تقديرا لجهوده في خدمة هذه الأرض والبلد ... ولكني أجزم بأنه يغادرنا اليوم مرتاح الضمير وحاله يقول (هاظ شليلي)... وسوف يذكره التاريخ وكل من عرفه وتعامل معه بانه كان مثالا للموظف الحكومي المجد والملتزم والمحافظ على القسم.
Ibrahim.z1965@gmail.com