الملك في الكرك
في الكرك استُقبل الملك أمس بمشاعر الغبطة والفرح والسرور والترحاب، وبالهتاف والقلوب الفرحة. واستمع الملك بعدما تحدث في عناوين عريضة عن التنمية والاصلاح والبطالة والفقر والخدمات والبناء الشامل، مؤكدا على أن التحديات تزيدنا أصرارا على الانجاز. وتحدث الملك عن كرك الهيه والنخوة.
وتحدث عن العزم والاصرار في البناء والتنمية، ووجه الحكومة بالتركيز على المشاريع الانتاجية ودراسة امكانية الاستفادة من اراضي الدولة لصالح الزراعة ولمساعدة الشباب ودعمهم، والاستفادة من الموارد الطبيعية والسياحية للمحافظة.
و كان جلالته قد افتتح توسعة مستشفى الكرك الحكومي لخدمة أبناء الكرك والجنوب لتحسين مستوى الخدمات الطبية.
وتحدث الكركية عن التحديات الاجتماعية والاقتصادية، وما تعانيه المدينة من ضعف في الخدمات والبنى التحتية، وغياب للمشاريع الاستثمارية والاقتصادية. وقدموا أبرز مطالب المدينة من مشاريع وخدمات وقضايا اجتماعية ومعيشية واقتصادية. كما تطرقوا الى الالتفاف والاصطفاف حول القيادة الملكية في مواجهة التحديات المحلية والاقليمية، وتحديدا الوصاية الهاشمية على القدس.
رسائل الملك كانت واضحة بأن الاردن ماض نحو المستقبل. والتقط جلالته أحاديث لشباب كركية تدعو الى الاصلاح والتنمية العادلة وفرص العمل والعيش الكريم، واستمع بعناية فائقة لاصوات شبابية، وأوعز بتنسيق لقاء قريب في عمان مع مجموعات شبابية.
هذا هو الملك، وهذا هو الاردن، والملك يريد من الجميع أن يعبروا عن آرائهم وأفكارهم ومظالمهم، وهمومهم، وهو أكثر المصغين للحديث من كل المكونات والمواطنين البسطاء والشباب.
في الكرك استمع الملك الى أصوات الفقراء والشباب والناس العاديين، وقدم سردية أردنية في الحوار الوطني، وكيف يجتمع الشعب حول الملك، ويبثون هما وقلقا وخوفا حول المستقبل والراهن الصعب.
هي صورة لديمقراطية أردنية، وصورة لحوارية مباشرة بين الملك والشعب، دون حجاب وحواجز، ودون أقنعة ولغة ديكورية، ولغة باب المقام. من الفم الى الاذن، هي لغة الديمقراطية الشعبية الاردنية.
اصوات شبابية نعم كلامها كان محزنا ومقلقا حول مستقبل جيل من الاردنيين، ولكن الصراحة بحدها البعيد تدعو الى الثقة بأن هناك عقلا في الدولة يفكر في القضية والهم والشأن العام.
ما سمعته في الكرك يبعث على الامل، ويبعث على الثقة، والاسترسال بالحوار بين الملك والناس يعني الكثير والكثير في فقه السياسة، ومعنى الحاكمية الرشيدة والعاقلة والمسؤولة.
في اللقاء بمجسات حدسي يمكن أن أقول أن الملك كان قريبا من كل الحضور، واكثرقربا من قلوب الاردنيين، وهي صورة عبقرية للوطنية الاردنية، ولعلاقة الحاكم بالمحكومين فما بين الدولة والشعب لا سيف ولا خنجر ولا سوط.