اللاعقلانية والعقل والعقلانية

مدار الساعة ـ نشر في 2019/06/21 الساعة 14:09
اللاعقلانية والعقل والعقلانية. تعريف العقل: هو مجموعة من القوى الإدراكية التي تتضمن الوعي، المعرفة، التفكير، المنطق، والتقييم والتذكر، وهو غالبًا ما يُعَرَّف بملكة الشخص الفكرية والإدراكية. يملك العقل القدرة على التخيل، التمييز، التقدير، إستخدام الخبرات للحكم على الأمور بميزان الحكمة وإتخاذ القرارات السليمة والمتزنه والمدروسة والمتأنى فيها في أمور الحياة المختلفة دون السماح للعواطف والأحاسيس والإنفعالات واللاوعي للتدخل بتلك القرارات. وكما نقول في العامية: " العقل زينة واللي بلاه حزين/ ـه". ولهذا السبب نطلق على بعض الناس الذين لا يملكون العقلانية في تصرفاتهم: متسرعون، غير متزنون، غير عقلانيين، متهوريين، كثيري الندم، كثيري التأسف للآخرين، تصرفاتهم هوجاء ... إلخ. فيتساءل الكثيرون لماذا القوى العظمى في العالم لا تسمح لبعض الدول إمتلاك السلاح النووي أو ما يسمونها أسلحة الدمار الشامل؟ فالجواب المنطقي هو: الخوف من زعامات تلك الدول أن تتصرف بغير عقلانية وتطلق صواريخ نووية ضد بعضها البعض وتؤذي نفسها وغيرها من الدول المحيطة، وكما يقول المثل العامي: " شخص رمى حجر في البير وهات مئة عاقل يطلعوه ". وهناك أسباب أخرى بالطبع وهي: لحماية دولة أو دول على عداء مع تلك الدول من تهديدها. ومن الممكن أن يسمح لبعض الدول بإمتلاك السلاح النووي أو ما يسمونه أسلحة الدمار الشامل بقيود إذا كان في ذلك مصلحة بشكل مباشر أو غير مباشر للدول العظمى أو الدول المواليه لها مثل الهند وغيرها. فالصراع قائم بين الدول في العالم على إمتلاك السلاح النووي منذ الحرب العالمية الثانية لما كان لهذا السلاح أثر على مجريات أمور الحرب. فالذي إمتلك ذلك السلاح إنتصر في الحرب العالمية الثانية وسيطر على الدول الأخرى التي خسرت الحرب وإستعمرها وقيَّدَها بإتفاقيات قاسية لعشرات السنين مثل اليابان وغيرها من الدول. ولكن زعامات اليابان أدركت أنه سوف لا تقوم لهم قائمه من الناحية العسكرية أو النووية أو أسلحة الدمار الشامل وسوف لا ولم ولن يُسْمَح لها أن يتطوروا عسكرياً ونووياً ... إلخ في المستقبل. وقد تَجَلَّت العقلانية في أسمى معانيها لدى زعامات اليابان حينما فكروا في حلول أخرى للتميز فركَّزوا على التطور الإلكتروني والتكنولوجي الذي لم يحظر عليهم وتفوقوا إلكترونياً وتكنولوجياً على العالم بأسره وأصبحت اليابان يحسب لها حساب في هذا المجال وهو سلاح لا يستهان به إقتصادياً وتجارياً ومالياً. وإمتلكت اليابان ضلعي مثلث الرعب وهما المال والعقول وإفتقدت ضلع القوة الذي منعت منه في إتفاقيات قاهره منذ الحرب العالمية الثانية ولسنين طويلة في المستقبل. فيا حبذا تركز زعاماتنا في الدول العربية على ضلعي المال والعقل/العقول وتتميز في ذلك كما تميزت اليابان وغيرها من الدول وتعي تماماً أنه لا ولم ولن يسمح لهم بالتفوق عسكرياً ونووياً أو إمتلاك أسلحة الدمار الشامل إلى الأبد لأسباب يعلمها معظم الناس في عالمنا العربي والإقليمي والعالمي. ويتخذوا أصدقاء عقلاء لهم في العالم ليأخذوا بأيديهم لما فيه صالحهم وصالح شعوبهم لتعيش شعوبهم حياة كريمة من كل ناحية من نواحي الحياة. وكما يقول المثل العامي: " عدو عاقل خير من مائة صديق جاهل ". * كلية تكنولوجيا المعلومات وعلوم الحاسوب، جامعة اليرموك
مدار الساعة ـ نشر في 2019/06/21 الساعة 14:09