عندما يبكي ركان.. اااااه.. يبكي الوطن
الدكتور أنور العتوم
عندما يبكي ركان…… اااااه…… يبكي الوطن
اصاب الكثير من الاردنيين الشرفاء الاحباط الشديد والشعور بالألم العميق وشعور الخوف ، لا بل الرعب من المستقبل القريب عندما شاهدوا البث الحي الذي خرج به الاعلامي الكبير ، احد رموز الوطن الاستاذ ركان قداح .
كان ركان ( ينازع ويشهق انفاسه شهقا ) وهو يحاول ان يعبر عما وصلت اليه احواله واحوال ابنائه ، وكان بالتأكيد تلقائيا وبسيطا في طرحه الذي ابكى الكثير ، وأنا منهم ، كوني خضت واخوض مثل تجربة ركان .
لم يبكينا طرح ركان كونه ضعيفا او مسكينا لا سمح الله ، انما ابكانا كونه رمز وطني مخلص للوطن وقائد الوطن وصل الى هذا الحال من القهر ، فإذا ما وصلت احوال الرموز الى حال كحال ركان الذي شاهدناه فيها عبر بثه المباشر ، فإقرأ على الدنيا السلام .
قد يكون ركان تسرع قليلا ( بتشديد الراء ) حينما شكى احواله بهذه الطريقة ، الا انني لا الومه بتاتا ، فليس اشد على الانسان اذى اكثر من اذى الفقر والظلم ; الظلم الذي حرمه ( بتشديد الراء ) رب العالمين على نفسه ، مع انه باستطاعته سبحانه وتعالى سحق الكون ومن فيه بلحظات ، اذ يقول سبحانه وتعالى في هذا الشأن : ( يا عبادي اني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما ) . حديث قدسي.
وكيف يا من تقرأؤن مقالتي هذه ان يظلم ( بضم الياء ) الانسان في بلده ، خاصة اذا كان هذا الانسان رمزا وطنيا ، كيف له لا يجد قوت يومه ، كيف له لا يجد دينارا لطفله ، كيف له وسيارته دائما خالية من البنزين ،…… .. .
اوجه كلامي هنا لأصحاب القرار ، وأقول لكم لا تحاولوا عبثا تحويل المخلصين والمنتمين في هذا البلد الطيب الى شياطين ، فالمخلص حقا لا يمكن تحويله عن مبادئه ، ونحن بعون الله اصحاب مبادى ، وهذه المبادئ ، وحب الوطن والملك تسري في شرياناتنا ، ومهما تعرضنا للقهر ، فلن نستسلم لأصحاب الأجندة المخربين ، لكننا وعهد علينا سنبقى نتصدى لهم بالحق حتى يحدث ( بضم الياء ) الله بعد ذلك امرا .
هذه دعوة لإنصاف ابناء الوطن وتجنب قهرهم ، قولوا لي بالله عليكم هل ال 300 دينار تقاعد التي يحصل عليها الاعلامي الكبير راكان قداح تكفي لتسديد فواتير الماء والكهرباء ، وبناء عليه تصرفوا بحكمة ، فالحكمة مطلوبة لبناء الاوطان ، واذا ما فقدناها سنفقد الوطن لا سمح الله .
لا اريد الحديث هنا عن الكفاءآت ، فهي آخر شي ينظر اليه المسؤولون في بلدي ، لا بل وللأسف الشديد فإن الكفؤ في بلدي محارب ; محارب من الحكومات ، لا لسبب الا لكونه كفؤا ، والمفارقة العجيبة الغريبة هنا ، ان الكثير من الذين يتحكمون في مصير اصحاب الكفاءآت في وزارات ومؤسسات بلدي على الأغلب هم من صنف ال ( ح..ر ) ، وهذا شي مذل ومخز ولا يعمل على تقدم الاوطان ، لا بل يدمرها ، ويزرع الحقد ايضا في قلوب اصحاب الكفاءآت ، وقد يسامحوا في كل شي ما عدا هذا الأمر .
وهناك قصة تنطبق على ما ذكرت ، تقول القصة انه كان هناك احد الاشخاص يعمل بمهنة ( سقا ) ، اي يسقي الناس ماءا ، قبل ان تدخل الحنفيات الى البيوت ، وبعد اكثر من خمسين عاما من العمل الجاد مع الحيوانات التي كان يستخدمها لنقل الماء الى البيوت ، قرر ذلك الرجل التقاعد والاستراحة من هذا العمل الشاق ، لكنه قرر عمل حفلة وداع وشكر للحيوانات التي كانت تعمل معه ، وخلال الحفلة شكرهم على جهودهم المضنية والطويلة عبر سنوات ، وطلب منهم المسامحة ، فقام احد الحيوانات الشهمة والنشيطة والكفؤة والقى خطابا ، اشار فيه الى ان الحيونات تسامح ال ( سقا ) على كل اخطائه على الحيوانات ، باستثناء حاجة واحدة وهي حينما كان يضع الحمار في المقدمة لتقود القافلة .
إنقاذ ركان وأمثال ركان مطلب هام على حكوماتنا النظر اليه بجدية ، فلا تقتلوا ابناء الوطن قهرا وغبنا ، ولا تحاولوا ( شيطنتهم ) ، فلن تنجحوا في ذلك إطلاقا .
حمى الاردن العزيز الغالي ، وحمى الله قيادته الفذة الرشيدة المتمثلة بجلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين المعظم ، ورزق جلالته البطانة الصالحة التي تذكره ( بتشديد الكاف ) بالخير وتنهاهه عما هو غير ذلك يا رب العالمين .