واجبات لتحقيق الرؤيا الملكية

مدار الساعة ـ نشر في 2019/06/18 الساعة 23:26
قلت في المقال السابق أن التكريم الملكي للأئمة والوعاظ في رمضان، يرتب على أكثر من طرف في الدولة الأردنية واجبات لا بد من يؤديها لتحقيق الرؤيا الملكية التي حملها حديث جلالته للأئمة والوعاظ خلال الإفطار الرمضاني.
أول هذه الجهات التي تترتب عليها مسؤولية ترجمة الرؤيا الملكية لدور الأئمة والوعاظ هي الحكومة، التي أهملت لعقود طويلة كل مؤسسات بناء الإنسان في بلدنا وبناء قناعاته، وقبل ذلك تحصينه فكرياً ضد الموجات التي تستهدفه، ومنها موجة الفكر المتطرف،فمن الملاحظ أن الحكومة تهمل بناء منظومة إعلامية قادرة ومؤثرة رغم كثرة الأحاديث والمؤتمرات والندوات حول هذه القضية.
وأشد من إهمال الحكومة لبناء المنظومة الإعلامية إهمالها الذريع لبناء منظومة ثقافية فاعلة وحامية، وهي مهملة بالضرورة لمؤسسة الوعظ، وهو إهمال لا يجوزأن يستمر بعد ما قاله جلالة الملك في الإفطار الرمضاني حول دور هذه المؤسسة،مما يفرض على الحكومة أن توفر لوزارة الأوقاف كل الإمكانيات المادية والبشرية، لرفع سوية هذه المؤسسة والعاملين فيها علمياً واجتماعياً، من خلال توفير فرص التعليم المستمر لهم، ومن خلال إيفاد المميزين منهم في بعثات علمية، لأن جهاز الوعظ هو الجهازالأكبر والأخطر والأوسع انتشاراً،والأكثر تأثيراً في بناء الرأي العام وتوجيهه، وقد زاد من أهميته تراجع دور مؤسساتنا الإعلامية في أداء دورها وبناء الرأي العام بفعل سيطرة ثقافة الإسفاف والابتزاز على معظم وسائل الإعلام.
وإذا كانت الحكومة بشكل عام تتحمل مسؤولية ترجمة الرؤيا الملكية لدور الوعظ والإرشاد،فإن وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية تتحمل بصورة مباشرة وأكبر مسؤولية ذلك،وأوله حُسن اختيار من تنتدبه لأداء مهمة الوعظ،خاصة من حيث البيئة الاجتماعية، والسلوك الشخصي، وكذلك الهيئة والمظهر، ولعل من المناسب أن تفكر الوزارة في زي رسمي موحد للعاملين في جهاز الوعظ.
قبل الحكومة متضامنة وقبل وزارة الأوقاف كمرجعية للوعظ،فإن العاملين في جهاز الوعظ يتحملون الجزء الأكبر والمباشر في التنفيذ العملي لتحقيق الرؤيا الملكية لدروهم في المجتمع، وهم يتحملون المسؤولية الشرعية والأدبية لتحقيق ذلك، لذلك فإن على كل واحد منهم أن يدرب نفسه ويتزود بالمهارات والمعارف التي يحتاج إليه الأداء مهمته السامية، التي هي وراثة دور الأنبياء في هداية الناس، وتعليمهم لجوهر دينهم، لذلك لا يجوز أن يتعامل الواعظ مع الوعظ على أنه مجرد وظيفة، بل عليه أن يؤمن بانه يؤدي رسالة عليه أن يرتفع إلى مستواها بسلوكه أولاً، ثم باستعانته بكل الأدوات التي تساعده على أدائها، وهذا يعني أن يسعى للاطلاع على علوم العصر، خاصة في مجالها الاجتماعي وحركة المجتمعات، مثلما عليه أن يوطن نفسه على استخدام التكنولوجيا لإيصال رسالته إلى الناس فبهذا يستحق وراثة الانبياء ويكون عند حسن ظن ولي الأمر .
Bilal.tall@yahoo.com
الرأي
مدار الساعة ـ نشر في 2019/06/18 الساعة 23:26