في تأبين سعيد شقم.. هذا ما حدث
كتب : عبدالحافظ الهروط
حضر وزراء ونواب واعيان ومن عامة الناس، وغاب آخرون، ولكن على اهمية الحضور، فهذا ليس المهم في تابين وزير الشباب الاسبق، رئيس النادي الاهلي السابق، سعيد شقم، رحمه الله، بقدر ما ان الفقيد ما يزال حاضراً في اذهان كل من عرفه وعمل معه.
كلمات المتحدثين، المرتجلة منها في عاميتها، والفصيحة، حملت مشاعر الود والدفء للراحل الذي ظل يقدم كل ما يمتلكه من فكر وعطاء ورأي في مجالات الشباب والرياضة والاقتصاد والقضايا الانسانية والسياسية،مع انني لم اشعر خلال العمل الوظيفي معه وخارج الوظيفة بـأنه " رجل سياسي " الذي وصفه به بعض من أبّنه، وهذا لا يعيبه.
ومن حق الذين عرفوا المرحوم سعيد شقم، ان يؤبّنوه ويستذكروه وتتلاطم مشاعرهم ودموعهم، لأن الفقيد فقيد الجميع .. الذين وافقوه الرأي والذين اختلفوا، وهذا بعض من سجاياه.
تخنق العبرات، رئيس الوزراء الأسبق عبدالرؤوف الروابدة وهو يلقي كلمته.
ويغيب صوت وزير الشباب والرياضة " المستقيل " محمد خير مامسر، رغم وجود " الميكرفون ".
ويختصر الكلمة، المترّجل عن رئاسة نادي الرمثا عبدالحليم سمارة، ومن قبله ومن بعده من المتحدثين.
وتلوذ إبنة سعيد شقم، الشابة دانا، بكلمات فصيحة، رصد قواعدها، الزميل الاستاذ سمير جنكات، والصديق المهندس عبدالغني طبلّت، وأنا، فكانت الأفصح منا لغة، رغم ان ثلاثتنا لا يُعدّون من أهل اللغة وتخصصها.
قال الروابدة في كلمته " عندما شكلت حكومتي عام 1999بخيار عميد آل البيت وشيخ الحمى اخترت قيادة اردنية شركسية متميزة وزيراً للشباب، صَدمَتْ الصديق محمد خير مامسر معيقات محدودة، أعنته على تجاوزها، لكن العادة غالبة فاستقال على كره مني ودون خلاف معي"".
"وقع خياري للموقع على المرحوم سعيد شقم، فيه مواصفات محمد خير الا انه كان في شرخ الشباب"
" كان عند أمل القائد وعند أملي في الاختيار، ملأ الفراغ الكبير بنشاط وجدية وابداع، كان نعم الزميل، صادق النصح، جاداً نشيطاً، استوعب الشباب، فهمهم وفهموه، فأطلق طاقاتهم".
وقالت دانا في كلمة سموه : ان غياب الفقيد رحمه الله ورحيله عنا لا يعني غياب اعماله الوطنية المشهود لها، والتي من واجبنا تجاهه تذكّرها، وهذا يجول في خاطري، ومما يُنسب لعلي بن ابي طالب رضي الله عنه في هذا المقام قوله " لا يكون الصديق صديقاً حتى يذكر اخاه في ثلاث : في غيابه، وفي محنته، وبعد مماته، وما ذكرناك يا سعيد الا بالحسنى"
" ان الوقوف في مثل هذه المناسبة على مناقب الرجالات الوطنيين من الذين صدقوا ما عاهد الله عليه من حرصهم في التفاني والعطاء والانتماء لأوطانهم، وفقيدنا واحد من هذه الرجالات الصادقين والمنافحين عن انجازات هذا الوطن، تجعلنا ندرك اننا في وطننا نبحث عن النموذج المخلص الذي على الجميع الاهتداء به، والعمل على تكرار مناقبه لما في ذلك من رفعة لمجتمعهم وخدمة لوطنهم وامتهم، لنكون في المحصلة قادرين على مواجهة الصعوبات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي نواجهها في هذه الظروف".
أما كلمة آل الفقيد، فأحسب ان ما قالته دانا بحق والدها، واحتسابها اياه عند مليك مقتدر، وانها بصبرها وصبر اسرته على درب وفائه واخلاصه ووصاياه فاعلون وسائرون، كفاية لما تضمنته الكلمة.
رحم الله ابا كريم.