د. باسل باوزير يضيء على العلاقات اليمنية الأردنية
مدار الساعة ـ نشر في 2017/03/15 الساعة 10:07
مدار الساعة - خاص - يستعرض الباحث د.باسل باوزير في هذا المقال العلاقات اليمنية الأردنية ويتتبع مسارها منذ ثلاثينيات القرن الماضي.. ويكشف عن العديد من الجوانب المهمة في علاقات البلدين تنشر لأول مرة، المقال هو جزء من سلسلة مقالات ودراسات للباحث حول العلاقات بين البلدين.. تنشر تباعا بمناسبة انعقاد القمة العربية في الاردن آذار 2017.
المقال كاملا:
ترتبط اليمن والأردن بعلاقات تاريخية تعود للثلاثينيات منذ القرن الماضي عندما كان جنوب اليمن يتكون من سلطنات ومشيخات وشماله المملكة المتوكلية اليمنية. وتعد علاقة الجمهورية اليمنية مع المملكة الأردنية الهاشمية نموذجاً لعلاقاتها العربية المتميزة لما تحمله هذه العلاقات من معان ودلالات تاريخية وسياسية واقتصادية مهمة إذ يرتبط البلدان بعلاقات وثيقة منذ عقود طويلة من الزمن تمتد لتشمل مجالات التعاون كافة، فضلا عما يجمع بين البلدين من مصالح استراتيجية.
وفي هذا المقال نسعى لتسليط الضوء على العلاقات بين البلدين الشقيقين وذلك على عدة مراحل:
أولاً: العلاقات اليمنية الأردنية ما بين 1938 – 1962.
كان جنوب اليمن في هذه المرحلة يخضع أجزاء منه للحكم المباشر من قبل الاستعمار البريطاني كما هو الحال في عدن, وعبر المستشارين الأنجيليز في المحميات الشرقية وخاصة سلطنة القعيطي الحضرمية التي كان مستشارها البريطاني وليم هارولد انجرامز هو أول من أسس لعلاقات بين السلطنة وإمارة شرق الأردن في حينها, وذلك عندما قرر انجرامز انشاء جيش البادية الحضرمي واختار لهذا الجيش نموذج جيش البادية الاردني حيث قام انجرامز عام 1938م بزيارة للاردن لمعاينة تجربة الجيش العربي الأردني. وطلب انجرامز من جلوب باشا أن يعيره عدد من الضباط الأردنيين لتولي مهمة تدريب الجيش الوليد للسلطنة القعيطية الحضرمية, فكانت البعثة العسكرية الأردنية الأولى إلى المكلا عاصمة سلطنة القعيطي في العام 1939 بقيادة العقيد بركات طراد الخريشا والرائد عبد الهادي حماد العتيبي والنقيب خالد مجلي الخريشا والنقيب حسن مؤمن المومني ومصطفى رفعت. وفي سنة 1947 قدمت إلى حضرموت البعثة العسكرية الأردنية الثانية وتتكون من المقدم نايف جديع الفايز والمقدم علي الفارع وآخرين. وفي سنة 1955 وصلت البعثة العسكرية الاردنية الثالثة وضمت المقدم فهد مقبول الغبين والرائد قفطان القاضي والرائد فلاح بخيت العطين والرائد مطيع حماد السحيم وآخرون.
وقد استمر الضباط الأردنيون في قيادة وتدريب جيش البادية الحضرمي حتى سنة 1966 وكان لهم دور كبير في نقل الكثير من قوانين وأنظمة الجيش العربي الأردني إلى جيش البادية الحضرمي منها قانون جيش البادية.
ولم تقتصر العلاقات الأردنية مع السلطنة القعيطية الحضرمية على التعاون العسكري وإنما اتسعت لتشمل التعاون التعليمي حيث أرسلت حكومة الأردن العديد من بعثات المعلمين الأردنيين لتولي التدريس في المدارس الحضرمية خاصة مدارس الفتيات وكانت المعلمة الأردنية الفاضلة صفاء علاء الدين على رأس اول البعثات التعليمية الأردنية إلى حضرموت.
وفي شمال الوطن حيث كانت المملكة المتوكلية اليمنية قد أقامت علاقات مبكرة مع المملكة الأردنية الهاشمية في سنة 1961.
ثانياً: العلاقات اليمنية الأردنية ما بين 1962 -1990
قامت ثورة 26 سبتمبر 1962 ضد حكم الإمامة واستبدل نظام الحكم في شمال اليمن ليصبح الجمهورية العربية اليمنية وفي هذه المرحلة مرت العلاقات الأردنية اليمنية بالكثير من المتغيرات بسبب اندلاع الحرب بين الجمهوريين والملكييين ولكن سرعان ما أعلنت الأردن في24 يوليو 1964 اعترافها الرسمي بالجمهورية العربية اليمنية والنظام الجمهوري. وفي 19/6/1965عرضت الحكومة الأردنية مشروعاً لحل الأزمة في اليمن.
وتطورت العلاقات بين البلدين في هذه المرحلة حتى وصلت لإقامة علاقات دبلوماسية كاملة سنة 1975. نتج عنها توقيع العديد من اتفاقيات التعاون وتبادل الزيارات بين قيادتي البلدين الشقيقين.
ثالثاً: العلاقات اليمنية الأردنية بعد قيام الوحدة اليمنية 1990.
تواصلت العلاقات الطيبة بين البلدين بعد قيام الوحدة اليمنية في 22 مايو 1990 وارتفعت وتيرة التعاون بين البلدين في هذه المرحلة لتشمل كافة المجالات وتصبح خلالها نموذجاً حقيقياً للعلاقات العربية – العربية وانعكس ذلك في العدد الكبير من الاتفاقيات والبروتوكولات المهمة بين البلدين. وعقدت في هذه المرحلة أربعة عشر اجتماعاً دورياً للجنة العليا اليمنية المشتركة كان أخرها الاجتماع الرابع عشر في 30 يناير 2014 نتج عنه توقيع ثمانية عشر اتفاقاً وبروتوكولاً وبرنامج عمل.
وسنتحدث في مقال آخر عن الدور الأردني البناء في الوساطة بين الأطراف اليمنية سواء إبان حرب الملكيين والجمهوريين 1965 أو النزاع الحدودي بين الشطرين 1979 أو أزمة صيف 1994.
المعلمة الاردنية صفاء علاء الدين في مدرسة الفتيات في حضرموت 1965
المقال كاملا:
ترتبط اليمن والأردن بعلاقات تاريخية تعود للثلاثينيات منذ القرن الماضي عندما كان جنوب اليمن يتكون من سلطنات ومشيخات وشماله المملكة المتوكلية اليمنية. وتعد علاقة الجمهورية اليمنية مع المملكة الأردنية الهاشمية نموذجاً لعلاقاتها العربية المتميزة لما تحمله هذه العلاقات من معان ودلالات تاريخية وسياسية واقتصادية مهمة إذ يرتبط البلدان بعلاقات وثيقة منذ عقود طويلة من الزمن تمتد لتشمل مجالات التعاون كافة، فضلا عما يجمع بين البلدين من مصالح استراتيجية.
وفي هذا المقال نسعى لتسليط الضوء على العلاقات بين البلدين الشقيقين وذلك على عدة مراحل:
أولاً: العلاقات اليمنية الأردنية ما بين 1938 – 1962.
كان جنوب اليمن في هذه المرحلة يخضع أجزاء منه للحكم المباشر من قبل الاستعمار البريطاني كما هو الحال في عدن, وعبر المستشارين الأنجيليز في المحميات الشرقية وخاصة سلطنة القعيطي الحضرمية التي كان مستشارها البريطاني وليم هارولد انجرامز هو أول من أسس لعلاقات بين السلطنة وإمارة شرق الأردن في حينها, وذلك عندما قرر انجرامز انشاء جيش البادية الحضرمي واختار لهذا الجيش نموذج جيش البادية الاردني حيث قام انجرامز عام 1938م بزيارة للاردن لمعاينة تجربة الجيش العربي الأردني. وطلب انجرامز من جلوب باشا أن يعيره عدد من الضباط الأردنيين لتولي مهمة تدريب الجيش الوليد للسلطنة القعيطية الحضرمية, فكانت البعثة العسكرية الأردنية الأولى إلى المكلا عاصمة سلطنة القعيطي في العام 1939 بقيادة العقيد بركات طراد الخريشا والرائد عبد الهادي حماد العتيبي والنقيب خالد مجلي الخريشا والنقيب حسن مؤمن المومني ومصطفى رفعت. وفي سنة 1947 قدمت إلى حضرموت البعثة العسكرية الأردنية الثانية وتتكون من المقدم نايف جديع الفايز والمقدم علي الفارع وآخرين. وفي سنة 1955 وصلت البعثة العسكرية الاردنية الثالثة وضمت المقدم فهد مقبول الغبين والرائد قفطان القاضي والرائد فلاح بخيت العطين والرائد مطيع حماد السحيم وآخرون.
وقد استمر الضباط الأردنيون في قيادة وتدريب جيش البادية الحضرمي حتى سنة 1966 وكان لهم دور كبير في نقل الكثير من قوانين وأنظمة الجيش العربي الأردني إلى جيش البادية الحضرمي منها قانون جيش البادية.
ولم تقتصر العلاقات الأردنية مع السلطنة القعيطية الحضرمية على التعاون العسكري وإنما اتسعت لتشمل التعاون التعليمي حيث أرسلت حكومة الأردن العديد من بعثات المعلمين الأردنيين لتولي التدريس في المدارس الحضرمية خاصة مدارس الفتيات وكانت المعلمة الأردنية الفاضلة صفاء علاء الدين على رأس اول البعثات التعليمية الأردنية إلى حضرموت.
وفي شمال الوطن حيث كانت المملكة المتوكلية اليمنية قد أقامت علاقات مبكرة مع المملكة الأردنية الهاشمية في سنة 1961.
ثانياً: العلاقات اليمنية الأردنية ما بين 1962 -1990
قامت ثورة 26 سبتمبر 1962 ضد حكم الإمامة واستبدل نظام الحكم في شمال اليمن ليصبح الجمهورية العربية اليمنية وفي هذه المرحلة مرت العلاقات الأردنية اليمنية بالكثير من المتغيرات بسبب اندلاع الحرب بين الجمهوريين والملكييين ولكن سرعان ما أعلنت الأردن في24 يوليو 1964 اعترافها الرسمي بالجمهورية العربية اليمنية والنظام الجمهوري. وفي 19/6/1965عرضت الحكومة الأردنية مشروعاً لحل الأزمة في اليمن.
وتطورت العلاقات بين البلدين في هذه المرحلة حتى وصلت لإقامة علاقات دبلوماسية كاملة سنة 1975. نتج عنها توقيع العديد من اتفاقيات التعاون وتبادل الزيارات بين قيادتي البلدين الشقيقين.
ثالثاً: العلاقات اليمنية الأردنية بعد قيام الوحدة اليمنية 1990.
تواصلت العلاقات الطيبة بين البلدين بعد قيام الوحدة اليمنية في 22 مايو 1990 وارتفعت وتيرة التعاون بين البلدين في هذه المرحلة لتشمل كافة المجالات وتصبح خلالها نموذجاً حقيقياً للعلاقات العربية – العربية وانعكس ذلك في العدد الكبير من الاتفاقيات والبروتوكولات المهمة بين البلدين. وعقدت في هذه المرحلة أربعة عشر اجتماعاً دورياً للجنة العليا اليمنية المشتركة كان أخرها الاجتماع الرابع عشر في 30 يناير 2014 نتج عنه توقيع ثمانية عشر اتفاقاً وبروتوكولاً وبرنامج عمل.
وسنتحدث في مقال آخر عن الدور الأردني البناء في الوساطة بين الأطراف اليمنية سواء إبان حرب الملكيين والجمهوريين 1965 أو النزاع الحدودي بين الشطرين 1979 أو أزمة صيف 1994.
المعلمة الاردنية صفاء علاء الدين في مدرسة الفتيات في حضرموت 1965
مدار الساعة ـ نشر في 2017/03/15 الساعة 10:07