عمرنا ما كنا هيك!
مدار الساعة ـ نشر في 2019/06/14 الساعة 15:16
د. نايف الزيود
هناك مقولة بانه اذا اردت سرعة انتشار كتاب او قصة فاسعى الى ان يكون ممنوعاً من النشر، وذلك لتحفيز فضول الناس بالبحث عن نقاط المنع بالتحديد والغور في سبرها وبذلك يتحقق حلم الكاتب بانتشار افكاره، للاثارة يجب ان يحتوي الكتاب على الجدليات والاختلاف على الجذور والقواعد والمبادئ الاساسية التي تربى عليها المجتمع حتى يكون هنالك انقسام داخل المجتمع المستهدف بين مؤيد ومعارض ومن ثم بالاستطاعة ايجاد معيار لقياس ثقافة المجتمع الاصلية وثقافته الدخيلة ومدى تاثره بهذه الثقافة ، بكل اسف استطاعت الثقافات الدخيلة غزونا ووضعت خنجرها بخاصرتنا بمسميات مختلفة ، منها احترام ثقافة التنوع وعدم النمطية ، واحترام ثقافة الانفتاح على ثقافة الاخر واحترامها واعتبار الاباحية سلوك اجتماعي طبيعي في مجتمع الاخر ومن ثم سلوك اجتماعي طبيعي في مجتمعنا، ومن مسميات خناجرها ماهو قائم على ضرورة الانتقال من المجتمع التقليدي المعقد القائم على ثقافة تحريم مصافحة النساء الى مجتمع متطور قائم على ثقافة تقبيل يدها عند المصافحة من باب الايتيكيت والبرستيج المتحضر، من مسميات خناجرهم التركيز على الاختلاف مابين فقهاء الشريعة في الوسيلة لا الغاية والهدف ، ومن ثم اعتبار اختلاف الائمة رحمة للامة والاحتجاج به ومن ثم زعزعة ثقة الناس بهم، الخناجر لم تعد تحضر الينا بلباس المعركة والعداوة، ولكنها تحضر بثوب الود والرحمة والصداقة والانفتاح والتطور ، فعلينا الحذر منها فانسلاخ الافعى من ثوبها لايعني تنازلها وانتهاء حياتها وانما هو تطور وتحديث واستعداد لما هو قادم، فنشر مقتطفات بسيطة بجرعات بسيطة يوما بعد يوم يجعلها مالوفة بالمجتمع ومن ثم يتعود عليها ويعتبرها جزءاً من ثقافته ومن ثم يفتي لنفسه بانه طول عمرنا هيك ....
تربينا بان الرذائل تدفن وتوأد بالتراب ويحتقر اذنابها صناعها حتى لا تنتشر وتصبح مألوفة وجزءاً متاصلاً من ثقافة المجتمع واعتبار أن لا تعارض ما بينها وبين الدين ....وتربينا ايضا بان الفضائل تنشر ليحتذى بها وتكون القدوة والهدف المبتغى الوصول اليه ، ويعظم ابطالها عبر التاريخ ....
لا يمكن للمجتمع الاردني ان يتقبل ثقافة الاباحية والتقليد الاعمى حتى لو حاول المازومون بثقافة العهر تدريبنا وتاهيلنا على قبولها مع التقادم ، فعمرنا ماكنا هيك....!!!
مدار الساعة ـ نشر في 2019/06/14 الساعة 15:16