الدكتور نبيل علي يحاضر حول فلسفة الأركيولوجيا
آمال جبور - قال الدكتور نبيل علي أستاذ الأركيولوجيا في الجامعة الأردنية ان فلسفة علم الآثار قائمة في حل مشكلة علاقته مع الحاضر.
جاء ذلك خلال محاضرته حول الاسسس الفلسفية للاركيولوجيا ( علم الآثار) الذي تقيمه الجمعية الفلسفية الاردنية ضمن نشاط الثلاثاء الاسبوعي .
وقال العلي أن تاريخ علم الآثار مر بمراحل مختلفة، الاولى هي مرحلة الادراك أو النشوء كعلم وبداية ممارسته من المختصين، أما الثانية فمرحلة الادراك الذاتي عندما بدأت تتبلور منهجياته وطرقه، وأخيرا مرحلة النقد للإدراك الذاتي؛ أي المرحلة التي تمثل محاولة فهم أسس الفلسفية.
وأضاف العلي إلى أن المرور من مرحلة الى أخرى تأثر بعوامل داخلية لعلم الآثار، وأخرى خارجية تمثل روح الزمن الذي وجدت فيه.
مشيرا إلى أن الاهتمام بالاثار لم يكن منعزلا عن الناس والعصر المرتبط بهما، وانما تم الاخذ به لاغراض ودوافع تتعلق بالمحتوى ، فقبل مرحلة النشوء كعلم لعبت الاثار دورا مهما في تعزيز المنزلة الاجتماعية وارتبطت مع طبقة النبلاء في وضع الاثار وجمعها مثل التماثيل التي تعود الى العصور الكلاسيكية لغايات جمالية ايضا.
بالاضافة الى ذلك ارتبطت قيمة الاثار بالجانب السياسي كمعزز للبعد المرتبط مع مظاهر الدولة الوطنية في بدايات نشوءها في اوروبا.
مؤكدا أن دراسة الاثار لغايتها اصبحث اكثر قبولا مع مرحلة التشكيك خاصة للنصوص التاريخية والدينية في اوروبا ، بحيث بداء المهتميين بالعاديات بالابتعاد عن النص كمصدر للمعرفة حول الماضي. الملفت للنظر ايضا ان فلسفة المنهج التجريبي القت بظلاها على كيفية التعامل مع المادة الاثرية ، وساعد على بدايات العمل المنظم في دراسة الماضي خاصة في مرحلة عصر التنوير غي اوروبا.
ونوه د. نبيل علي إلى أن توظيف المنهج التجريبي استمر كاساس في المرحلة التي تشكل بها علم الاثار كعلم ليجاري مناهج العلوم الطبيعية التي امتلكت القوة في اجندتها المعرفية. فاراد هذا العلم في القرن التاسع عشر مجارات العلوم الطبيعية في فلسفتها من خلال توظيف المنهج التجريبي القائم على الملاحظة المباشرة . لكن البحث عن اسس لتبرير التاكيدات حول الماضي وحقيقته تعتبر من اهم المشاكل الفلسفية في علم الاثار لذلك اتجه بقوة الى الفلسفة للبحث عن اجابات ومناهج تمكنه من تاكيد حقيقته. فتبنى المنهج المنطقية الموضوعية القائم على البحث عن نظريات وفرضيات لاختبارها على المادة الاثرية لتكون اكثر قبولا في تفسير الماضي.
وهكذا ، فإن النقد الفلسفي للمنهج الموضوعي – برأي المحاضر- القى بظلاله ايضا على علم الاثار ، الذي لم يعد مكتفيا في دراسة الانماط السلوكية للانسان في الماضي وكذلك النقد المهم الذي ارتبط مع حقيقة ما يمكن معرفته حول الماضي.
لذلك يرى علي أن الاثاريين وجدو بمنهج التاويل امكانية استعادة الانسان بفكره و المعاني الكامنة في حياته وبالرمزيات التي شكلت عالمه الاجتماعي. فعاد الانسان بقوة لمحاوة فهمه بدلا من اعتباره بانجازاته مشابها للظواهر الطبيعية وخاضع للتفسير.
ويرى العلي ان التاويلية فتحت المجال ليس فقط في رفد علم الاثار بنظريات جديدة فقط، وانما النقاش حول العلاقة ما بين الحاضر والماضي.
وخلص د. نبيل علي إلى ان الماضي حدث وانتهى ولكن تبقى فلسفة علم الاثار قائمة في حل مشكلة علاقته مع الحاضر.