المساعده يكتب: بيعة متجددة لا تنطفئ جذوتها وجيش قوي يحمي رسالة الدولة الراسخة
بقلم: أ.د. عدنان المساعده*
لوحة في ابعادها الثلاثة عيد الجلوس الملكي ويوم الجيش وذكرى الثورة العربية الكبرى تشكّل ثوابت وطنية تحمل في مضمونها القيادة الحكيمة وحماة الوطن ورسالة الدولة الاردنية الراسخة ...هذه الثوابت التي تعيش في ضمير شعبنا الأردني الواحد الموحّد حيث يتطلع الأردنيون بكل همة وعزيمة نحو اعلاء صروح مجد الاردن في كل المجالات، ومواصلة مسيرة العمل والبناء في اردن العزم يقودها مليك هاشمي أردني الوجه عربي الرسالة، يلتف الشعب حول قيادته الحكيمة بقوة وعزيمة ومضاء الذي دخل في أعماق قلوبنا وعقولنا محبة وولاء لنجدّد البيعة المستمرة لجلالته التي لا تنطفئ جذوتها باذن الله لتبقى منارة وضاءة تنير لنا دروب الحرية والكرامة المكللة بالمجد والعنفوان.
ولم يتوان جلالته لحظة عن مواجهة التحديات برؤية ثاقبة وفكر مستنير، فجيشنا الاردني الباسل واجهزتنا الامنية اليقظة على حماية حدودنا والحفاظ على مقدرات الوطن وانجازاته على قائمة الأولويات تدريبا وتجهيزا وإعدادا لتبقى قرة عين القائد والوطن وحصنه القوي المنيع.
واستمرارا لنهج الحكم الفريد للدولة الأردنية التي حملت مباديء الثورة العربية الكبرى التي آمنت بالحرية والعدالة والحياة الفضلى وكانت عربية الرسالة والنهج...هاشمية الفكر والمنطلق تحمل مبادئها بأمانة وقوة حيث لقد شكّلت الرؤية الملكية السامية على الصعيدين الوطني والعالمي مرتكزات أساسية ترجمت الى متابعة مسيرة الإنجازات المتعددة في كل المجالات التربوية والصحية وبناء الانسان الأردني والشباب الذين يشكّلون ثلثي سكان المملكة وتحقيق التنمية المستدامة، والاهتمام بقضايا الأمة والدفاع عنها بارادة قوية وعزيمة لا تلين، وفي مقدمتها توضيح صورة الاسلام الوسطي المعتدل الذي يرفض التطرف ويحاور الآخر بالحكمة والعقل ويواجه الفكر الظلامي واصحاب العقول المتحجرة والسوداء التي تشّوه ديننا العظيم واسلامنا بريء من فكرها المنحرف وهمجيتها التي تقتل الانسانية وتفتك بالارث الحضاري باسم الدين تقودها عصابات مارقة من الخوارج الجدد ومن زعران العالم الذين فاقت افعالهم شريعة الغاب.
نعم يا سيدي، لم تنل لكم قناة في مواجهة الاخطار والأجندة التي تحاول النيل من منعة اردننا ليبقى مهاب الجانب عزيز الشأن، كما كنت القائد الشجاع فكرا ورأيا وجنديا مقداما في كل المواقف تدافع عن قضايا الوطن والامة بلسان عربي مبين بالحجة والمنطق وقوة البصر والبصيرة. وكان هذا الوطن ملاذا لكل مستضعف كتبت عليه الأقدار وضاقت به السبل من ابناء امتنا العربية، فنلتم ثقة شعبكم وأبناء امتكم وأشراف العالم، حيث كنتم قلب أمتنا النابض وضميرها اليقظ وصوتها القوي صدقا وانتماء لرسالتها ومبادئها تحاور بلغة خطاب عز نظيرها دفاعا عن قضايا الامة ومقدساتها الاسلامية والمسيحية، وكنت النصير والسند لشعبنا الشقيق في فلسطين وابراز حق سيادة الشعب الفلسطيني الشقيق في اقامة دولته المستقلة على التراب الفلسطيني وعاصمتها القدس.
كما أن الاوراق النقاشية التي أعلنها جلالة الملك العميقة في مضامينها التي تستشرف آفاق المستقبل بفكر ثاقب ورؤية تناولت كل مفاصل الحياة الهامة ورسمت منهجا واضحا وطريقا ممهدا للحكومات للسير عليه لتتحقق النهضة في كل المجالات، إضافة الى اللقاءات المتواصلة مع أطياف مجتمعنا الاردني، وتوجيه الحكومات لتفعيل الاستراتيجية الوطنية لتنمية الموارد البشرية والاهتمام بالتعليم النوعي وتوظيف التكنولوجيا كمحور اساس للنهضة والتطور حيث حرص جلالة مليكنا على العمل الجاد المخلص، لأن دائرة الوطن هي الأرحب والأكثر اتساعا، وأن نبتعد عن جلد الذات ولا نتنكر لحجم الانجازات المضيئة والمشرقة والمشرّفة التي تحققت، والأردن العظيم هو المظلة الكبيرة التي نتفيأ جميعا تحت ظلالها، وأن المقياس الحقيقي للانتماء هو مقدار ما تعطي وتقدم بعيدا عن المصالح الآنية والضيقة، فالوطن هو الأبقى والأغلى ونحن ذاهبون.
نعم، ها هي مملكتنا الراسخة تزدان بهجة بالذكرى العشرين لتولي جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين سلطاته الدستورية في بيعة متجددة لا تنطفيء جذوتها، ومناسبة يوم الجيش الاردني الباسل درع الوطن وحامي الاستقلال والانجازات، وذكرى الثور العربية الكبرى والمملكة تسير بخطى واضحة ثابته ومباديء رصينة قوية لم تتلون ولم تتبدل يوما ولم تنحن لعاصفة الظروف والتحديات، وكانت تواجه الصعاب لتبقى اسوار اردننا الغلي حصينة منيعة عالية برعاية الله وحمايته، وحكمة قيادتنا الهاشمية، وجند الوطن من ابناء جيشنا الاردني الباسل حامي رسالة مملكتنا الراسخة وعيون صقور الرجال الرجال اليقظة التي باتت تحرس هذا الثرى المقدس الذين عاهدوا الله ما عليه وما بدّلوا تبديلا ليخرج الوطن اكثر صلابة واشد عودا وليبقى شوكة في وجه كل معتد أثيم.
والدولة الاردنية هي الاقوى في تماسك وحدة ابنائها، ونسيجها الاجتماعي المتين، وفي ظلال هذه المناسبات الوطنية الغالية التي تجسّد ولاءنا لقيادتنا الهاشمية الحكيمة وانتماءنا بصدق لاردن العزم وثراه والدفاع عنه متسلحين بالايمان نترسّم عزيمة وخطى جلالة سيدنا لاستشراف المستقبل الواعد الذي سنبنيه بعون الله بالسواعد المؤمنة والمنتمية وبالجهد والعمل الموصول والاخلاص، لنكون قادرين على ترجمة الانتماء الحقيقي عملا وقولا لتحقيق المزيد من الانجاز والبناء لوطن عزيز يستحق منا كل التضحية والفداء.
وحمى الله أردننا انسانا ومقدرات ...وطنا تفديه القلوب والارواح، ونبارك لجلالة سيد الدار ونبارك لكافة منتسبي جيشنا الاردني الباسل كل في موقعه بمناسبة يوم الجيش وللشعب الاردني الوفي هذه المناسبات الغالية، ودام جلالة الملك سيدا وقائدا، وحفظ الله ولي عهده الأمين.
* عضو هيئة تدريس/ جامعة العلوم والتكنولوجيا الاردنية
* عميد كلية الصيدلة في جامعتي اليرموك والعلوم والتكنولوجيا الاردنية سابقا
* رئيس جمعية أعضاء هيئة التدريس سابقا