أبو عمارة يكتب- المنطقة المنكوبة بسبب التحويلات المرورية

مدار الساعة ـ نشر في 2019/06/11 الساعة 16:03

*الدكتور طلال أبو عمارة

لم أكتب في حياتي متظلما و لا شاكياً ، أؤمن بأن الحياة مهما تكن تعج بالمشاكل التي يجب مواجهتها بقوة .

ولكنَّ شعوراً بالضيم والحزن والقلق الشديد أصابني، حتى أني فقد بوصلتي فإلى أين أتجه ، و ما العمل ؟

تفاجأنا نحن سكان شارع المهد / حي الرواق المتفرع من شارع غور الصافي بقرب مسجد الامام علي (الموسيقات) الموازي للأوتوستراد الممتد أمام عريفة مول وكازية المناصير بالكارثة التي حلّت بنا وبأولادنا نتيجة التحويلات المرورية المخيفة التي حصلت.
فما بين عشية وضحاها تحول شارع الخدمات في المنطقة السكنية التي أسكن بها إلى أوتوستراد يضج بآلاف السيارات و الشاحنات الهائجة المسرعة التي تملأ المكان رعبا وضجيجا و تلوثا و ضوضاءاً حرمتنا حق الأمن، والهدوء و النظافة والاصطفاف الآمن لسياراتنا وحق التنقل بهدوء، والجلوس في الأماكن البسيطة من بلكونات أمام بيوتنا ، وحرمتنا حقوقنا الآدمية بالمواطنة و الديموقراطية في وطن ينادي بذلك .

علما أن جميع السكان في المنطقة عندما تم شراء بيوتهم أو شققهم من مدخراتهم المختلفة التي تعبوا فيها السنوات الطوال من كد وتعب، ومن اقتراضهم من البنوك وغير ذلك تم ذلك على أنها أحياء سكنية وليست أسواقا عامة ومواقف سيارات وشاحنات وأوتوسترادات، كذلك إن طبيعة الاسكانات في هذه المنطقة وطبيعة العمارات فيها لا يوجد فيها أماكن اصطفاف و كراجات للسيارات أسفل منها.

إن الحلول التي قامت بها أمانة عمان الكبرى كانت سلطوية مستفزة وعشوائية ولم تتم باستشارة سكان المنطقة والاستماع إلى وجهات نظرهم، مما يعزز نظرة الفوقية وعدم الاكتراث بالمواطن التي تتعامل بها أمانة عمان.

أطالب أنا وجميع سكان المنطقة من أمانة عمان وأمينها ومدير منطقة بسمان ومهندسيها الأفذاذ بالعدول عن هذه الكارثة ،وإيجاد حلول أخرى وهي متوفرة وعديدة ومن ضمن هذه الحلول المقترحة إغلاق النفق (دوار المشاغل ) وتحويل السير إلى شارع الأقصى ثم من الإشارة يسارا إلى شارع (صيدلية الأقصى) الذي يتحول إلى اتجاه واحد نزولا إلى منطقة وزارة الصحة وهو شارع رئيس يتحمل ذلك.

كما أن هناك حلولا أخرى ممكنة لو تم فتح المجال لمناقشة الأهالي في ذلك من خلال عصف ذهني وحوارا صريحا يتضمن طرحا للحلول المختلفة .

من منا لا يحب التطوير والحداثة وتخفيف الأزمات المرورية ، على أن لا يكون ذلك على حساب الألوف من الناس المهمشين المنسيين في الشوارع الفرعية.

*أستاذ جامعي

مدار الساعة ـ نشر في 2019/06/11 الساعة 16:03