ماجدة داغر ..اقحوانة لبنان وندى ثقافته واعلامه وشعره

مدار الساعة ـ نشر في 2019/06/10 الساعة 20:57
/>كتب : عبدالحافظ الهروط
من غير المنطق ان يكون هناك اشخاص يأخذهم الصمت وراء انجازاتهم، لتواضعهم الجم، كما لو هم مؤسسات لا تنطق، تعطي ولا تأخذ، وان يكون هناك من يمنحك الابتسامة وينتزع منك الاعجاب في لقاء غير مسبوق .. حدث هذا، وانا اشاهد الوجه اللبناني ماجدة داغر!
استقبلت "اقحوانة لبنان" الوفد الاردني في مطار بيروت، تلبية لدعوة من الجامعة الاميركية للعلوم والتكنولوجيا، لتنثر ابتساماتها العريضة وعباراتها الدافئة على محيّانا جميعاً.
مديرة الدائرة الاعلامية والعلاقات العامة في الجامعة، ظلت بمثابة ساعة " بيج بن " وهي تحبُك برنامج الوفد الذي اتى للانخراط في نشاطات جامعية واخرى سياحية وثقافية وكل ما يمتَ لهذا البلد من صمود في وجه التحديات والخروج منتصراً على حالات التفرقة والفوضى، وصولاً بالزائر لإغتنام حياة هادئة هانئة ينعم بسعادتها كل من احب لبنان.
ولأن ماجدة داغر، تمتلك في قلبها وروحها، الحس الانساني العميق، والثقافة الواسعة والاعلام الذي نشأ على الحقائق والموضوعية والجدية والابتكار، وتأسس على الشجاعة وكلمة الحق بحروفها ونقاطها، الرافض كل اشكال التملق والتزلف والتكسّب، فقد جعلتها هذه " الذخيرة" شخصية متميزة بين ابناء وبنات لبنان، واقحوانة ثقافية واعلامية، يقطر نداها على وجوه الزائرين ووجوه اللبنانيين على اختلاف مشاربهم، فيصدق فيها قول الشاعر :
وهل رفّت عليك قرون ليلى .. رفيف الاقحوانة في نداها
في تنفيذ البرنامج الذي وُضع للوفد الاردني، كان هذا الندى يقطر في قلوبنا، محبة لهذا البلد الشقيق ولها، وتقديراً واعجاباً بما انتجه هذا الوطن العظيم من مثقفين واعلاميين وعلماء واهل علم وشعب يعشق الحياة.
كل ما زوّدتنا به هذه الـ " ماجدة " من اضافة جديدة في معلومة هنا وهناك، وضحكة وفكاهة ونظرة سحرية لموقف عابر فيه مسحة عتب، كان هناك موقف آخر فيه لحظة عناق، نتبادلها مع دليل سياحي غاص في دروب التاريخ، او مطرب رص على صدره العود يدندن مرحباً بالضيف الاردني، ويغازل غزالة لم يتعبها مسير الاردنيين وتجهمهم.
لقد سرّ من رأى، ماجدة داغر، وهي تقف كالزرافة امام الجموع، تخاطبهم بالكلام العذب، ولغة الشاعر، وعبارات (السهل الممتنع) المغلّفة بـ " بحّة الصوت " ليكون الحديث جمالاً فوق جمال، لا ينازعهما الا جمالها وجمال قلبها الطيب الحنون على كل من عرفها، ومن شاهدها.
لم استطع وانا أسبر غور "اقحوانة لبنان" ورحيقها، الوصول الى كل ما له علاقة بها لينصفها عند الحديث عنها، سوى سيرتها الذاتية، اما مسيرتها الطويلة، فهي مسيرة شاقة، تلاقحت ورودها بشوكها، اذ احسب ان لها وردة لا تذبل، ولها شوكة تدمي اصابع كل من لا يعرفها على حقيقتها وطيبتها التي غمرتنا بها كل الوقت.
مدار الساعة ـ نشر في 2019/06/10 الساعة 20:57