بين الارتباط والافتراق.. يقع الهروب من المسؤولية!

مدار الساعة ـ نشر في 2019/06/10 الساعة 10:20
هناك كثير من الازمات سواء كانت اقتصادية او مالية والتي اصبح ميؤوس من علاجها بالطرق الصحيحة، فيلجأ كثير من المسؤولين الى تضليل الرأي العام بمغالطات وطروحات مكشوفة وكأنه يهرب الى الامام وهذه الحالة هي من اصعب الحالات التي تواجه كثير من المسؤولين وعدم قدرتهم على اتخاذ القرار الصائب والبوح بالحقيقة ويعتبر ذلك هروباً الى الامام هروباً من تحمل المسؤوليات والواجبات.
ولكسب عطف الآخرين خاصة المعارضين لسياسته والمتربصين للاغلاط والهفوات حيث يفسر حينها الامر على انه مؤامرة وان ذلك تدبير البعض من باب الصراع على الكراسي دون الاشارة الى انه تنصُل من تحمل المسؤوليات الناجمة عن الاخطاء المتكررة والمتراكمة التي ارتكبتها الحكومات المتعاقبة وهو كذلك بمثابة تنصُل من العمل على اصلاح الشأن العام لمعالجة الاخطاء تجنباً لتكرارها.
وهو شعور المسؤول بالضعف الى درجة الاستسلام من مواجهة تلك الحقائق الصادمة ويصبح حينها كريشة معلقة في الهواء تحركها الرياح في كل اتجاه اي ان المعارضة توجه النقد بتقييم كل تلك الهفوات وتحليل للازمات دون هوادة، فنجد ايضاً ان كثيراً من المسؤولين سيشعِر الآخرين انه مشغول بقضايا هامشة بعيداً عن القضايا الجوهرية والتي يجب ان يصب جل اهتمامه عليها.
وهناك من المسؤولين من يلقي اللوم على الآخرين من المسؤولين الذين سبقوه لتتراكم المتناقضات والمهاترات بعيداً عن العنصر الاخلاقي بالاعتراف بالحقيقة ان الهروب الى الامام سياسة يتبعها كثير من المسؤولين كحيلة نفسية للهروب من ازمات وواقع اصبح عاجزاً عن مواجهته، وحل تلك الازمات ليسير مع ركب من سبقه.
وما ان تتوضح الامور وتتبين الحقائق ويذهب السراب ويذوب الثلج حتى يرى الجميع الهدف والحقيقة.
فعلى هؤلاء المجاهدة بالنفس لتعمر البلاد وتخفف الازمات والبلاء الذي وقع على الناس بسبب تلك الاخطاء.
ان تخصيص الايجابية في مواجهة الواقع بقوة الارادة للاصلاح والتغيير هو تحمل للمسؤولية، وهو ارتباط بالمجموعة (الجماهير) مهما كانت النتائج، اما الانفصال عن المجموعة واللوذ بالنفس الفردية تحت شعار عاش من عاش ومات من مات فهو حب الذات والانانية.
وبين الارتباط والافتراق يقع الهروب من المسؤولية وتظهر التعرجات الفكرية.
ان تحمل المسؤولية هو شعور بالانتماء الوطني وهو وئام نفسي واستقرار داخلي واحترام للواجب. hashemmajali_56@yahoo.com
مدار الساعة ـ نشر في 2019/06/10 الساعة 10:20