من هم أعداء الأردن؟

مدار الساعة ـ نشر في 2019/06/09 الساعة 01:39
لربما الأردن البلد الوحيد في العالم لا يُعرف عدوه! وهذا ما تقوله المواقف الرسمية التي نسمعها عن مجرى الوقائع والأحداث وتطوراتها الانقلابية و الدراماتيكية سواء على مستوى حروب وصراعات الاقليم القريبة والبعيدة.
وهذا طبعا لا يمت بأي صلة من هنا أو هناك لما يسمى في لغة السياسة «النأي بالنفس». فدول في الاقليم هي من اختارتك عدوا لها، وتضعك في تصنيفاتها الجيوسياسية تحت بند أو خانة عدو باحتلاف الاوزان «عدو كامل الدسم» و»عدو لايت» وعدو» الترا لايت» مثلا.
لسنا من نبحث عن الأعداء، ولكن هم يفكرون هكذا بنا «والله العليم، وما يجري من حولنا يوميا»، ويرسمون مخططات ومشاريع بديلة ويخطون سيناريوهات ولا يهدأون في الليل يسرون ويسهرون على مكائد ومصائب تصيب القريب قبل البعيد.
ومن يختارك عدوا، فكن أنت أكثر شراسة في عداوته. هذه قواعد الاشتباك السياسي والدبلوماسي التي تنهجها الدول المتينة والصلبة، وحماية مصالحها الاستراتيجية الوطنية العليا من الخطر الخارجي سواء كان قادما من الصديق أو العدو.
فما هي مصالح الاردن الاستراتجية؟ سؤال أكبر من الحيرة نفسها.
و أكثر ما نحتاج اليوم لبلورة تصور وطني جامع حول أصولها وأدبياتها العامة والعريضة، لنخرج من مدى التوهان المحير والالتباس في تركيب الادوار واللحاق بها.
**2
كثير من الدول العربية، لم تشكل بعد استقلالها الوطني من الاستعمار مازالت تواجه ذات السؤال.
و أكثر ما انسحب في مشروعها «الداخلي المحلي» ترويض الشعوب والمجتمعات بطرق وطبائع اختلفت من بلد الى آخر.
لربما أن زعماء اختلفوا في شكل الملابس فحسب، وتحولت اللعبة من البحث عن العدو الخارجي الى العدو الداخلي، وأكثر ما خاضت كثير من السلطات وأجهزتها حروبا لحماية كراسيها مصالحها ونفوذها من منافسيها على السلطة بأشكالهم والوانهم المختلفة من جماعات وتيارات وأحزاب وقوى تلونت هي الاخرى،الوطنية والقومية والدينية «الاسلام السياسي» وآخرها جماعات الارهاب المسلح.
هناك دول حكامها خالدون، وامتد وجودها بالقوة والرعب والاستبداد، واللعب بمصائر وأرواح المواطنين، كل يوم يديرون لعبة جديدة، وكل يوم يبتدعون حيلة وخدعة جديدة للتواري من وراء الاسئلة المشروعة عن الواقع والمستقبل خلف مؤسسات الخوف والرعب والاستبداد.
50 عاما وأكثر على استقلال دول عربية، وقد اصبحت أضعف والاستعمار أقوى وأشد حضورا ولعبا في مصيرنا دولا وشعوبا. والعنف الداخلي يزداد ويتضخم بلا رحمة والكل يتطلع بخوف الى ما بعد الموت.
الاستعمار القديم تركنا ورحل ولكنه ترك توكيلات لادارة شؤونه ومصالحه، الاستعمار بعد الاستقلال تحول الى «أب روحي « لكثير من الانظمة، والدول تحصد ما زرعته أنظمة لم تهتم غير بقمع واستبداد شعوبها وتحويلهم الى قطعان تلتهم الجهل والتخلف والماضوية والاستبداد والقهر والفقر. الدستور
مدار الساعة ـ نشر في 2019/06/09 الساعة 01:39