عيد الفطر
سنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم للمسلمين عيدين بدل العيدين اللذين كانا عند العرب قبل الإسلام. وهما عيد الفطر ويأتي بعد صيام شهر رمضان كجائزه وإحتفال لمن صام هذا الشهر الكريم إيماناً وإحتساباً (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (البقرة: 183)).
عن أبي هريرة عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: من صام رمضان وقامه إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه. وعيد الأضحى المبارك وجاء بعد القيام بأعمال حج البيت كجائزة لكل حاج بعد ما قام به من أعمال الحج وما فيها من تعب ومشقات وللمسلمين أجمعين، قال تعالى(الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىٰ وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ (البقرة: 197)). عن أبي هريرة عن الرسول عليه الصلاة والسلام قال: من حج لله فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه.
ولا ننسى أن اه ج جعل في كل عام إثني عشر شهراً ونعني الأشهر القمرية للسنة الهجرية وليس أشهر السنة الميلادية (هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَٰلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (يونس: 5))، (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (التوبة: 36)). ومن هذه الشهور هو شهر رمضان شهر الصيام والقيام الذي نصوم لرؤية هلاله ونفطر لرؤية هلال شوال (سْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ ۗ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَن تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَٰكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَىٰ وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (البقرة: 189)).. ولكن الأمر الذي يستدعي الوقوف عنده والتأمل كثيراً هو لماذا لا تتفق جميع الدول الإسلامية على بداية شهر رمضان ونهايته؟ هل هناك أكثر من قمر في هذا العالم؟ وهل يطلع القمر عند دول دون دول إخرى؟ وهل لو كان صعب رؤية الهلال عند بعض الدول لظروف جوية أو مناخية معينه ألا يوجد عندما أجهزة فلكية حديثة تظهر لنا ظهور الهلال؟ ألا يكفي ظهور هلال القمر عند دولة إسلامية لإلتزام الدول الإسلامية أجمع معها لتوحيد بداية شهر الصيام ونهايته وعيد الفطر؟
اختلاف بداية شهر الصيام عند بعض الدول عن غيرها يؤدي إلى زعزعة التأكد من صحة بداية الصيام ومن ليلة القدر حيث أعلمنا رسول اهظْ عليه الصلاة والسلام أنها في الوتر من العشرة الأواخر من رمضان. فإذا إختلفنا في صحة بداية الشهر سوف نختلف في صحة بداية العشرة الأواخر وبالتالي في الوتر منها. فنناشد الدول الإسلامية أن يتحدوا بالحق فيما بينهم ولا يَدَعُوا لأي إختلافات سياسية أن تتدخل في أمور بداية صيام شهر رمضان وفي نهايتة حتى يرضى اهَا عنَّا. ويدعوا المسلمين أجمعين لقادتهم بالخير واليمن والبركات والتوفيق بما فيه رضا اهقَ سبحانه وتعالى. وننتهز فرصة تأكيد قاضي القضاة وكل المسؤولين في مراقبة هلال شوال في أردننا العزيز في إعلان أن أول يوم عيد الفطر المبارك هو يوم الأربعاء الموافق 05/06/2019. لنتقدم لجلالة الملك عبد اهِي الثاني بن الحسين وولي عهده الأمين سمو الأمير الحسين بن عبد اهتَ الثاني والعائلة الهاشمية المالكة ولدولة رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزَّاز وفريق عمله الوزاري وجميع المسؤولين وجميع المواطنين بأسمى آيات التهاني والتبريكات بعيد الفطر السعيد وعسى الجميع من عواده.