(فإذا فرغت فانصب وإلى ربك فارغب)

مدار الساعة ـ نشر في 2019/06/03 الساعة 04:21
صيام، وقيام، وتلاوة قرآن، وصلة أرحام، وإخراج للزكاة والصدقات، هذه هي العناوين الأبرز في شهر رمضان المبارك، وتتلخص في الإقبال على الطاعة، والبعد عن المعصية، وانشغال الوقت كاملا برمضان وتوابعه، حتى صدق من قال: رمضان معيار لا يسع غيره.
لكن رمضان بدأ يجمع أغراضه وحاجياته مستعدا للرحيل والفراق ليغيب عنا عاما كاملا، وسنرى العناوين السابقة تضعف في حياة المسلمين، حتى يصير لونها باهتا فيها، لا يكاد يحسن ملاحظتها إلا القليل من الناس.
وبرحيل الشهر الفضيل سنجد فراغا كبيرا في وقتنا، فبماذا نملأ هذا الفراغ الذي لا تقبله الطبيعة ولا تسمح بوجوده؟ الجواب في قول الله تعالى: (فإذا فرغت فانصب وإلى ربك فارغب)، أي المطلوب من المسلم أن يصل العبادة بالعبادة، والطاعة بالطاعة، وألا يخلو وقت من أوقاته منها، فكلما فرغ من عبادة أتبعها بأخرى، وهكذا، حتى يظلّ وقته عامرا بطاعة الله والقرب من حضرته.
بعض الناس لا يعي هذا المعنى، ويعتقد أن العبادة والطاعة مرتبطة بالموسم، فمتى انتهى وقتها أغلق ملف الطاعة، وفتح ملفا من نوع آخر لا ينسجم مع الطاعة والعبادة، حتى صار من الأمثال المشتهرة على ألسنة الناس: صلّ العشاء، وبعدها افعل ما تشاء، وربما إلى هذا المعنى أشار أمير الشعراء أحمد شوقي عندما قال:
رمضان ولّى هاتها يا ساقي...مشتاقة تسعى إلى مشتاقِ
ينبغي أن نستصحب رمضان وشعائره في سلوكنا طوال العام، وأن نحافظ على أنوار الطاعة التي حصلنا عليها فيه ، ونعملَ على ازدياد هذا النور، لتظلَّ أيامنا وليالينا وأعوامنا نورًا على نور. الدستور
مدار الساعة ـ نشر في 2019/06/03 الساعة 04:21