الخوالده: لكيلا ننشغل عما هو أهم!
مدار الساعة - غرد الوزير السابق الدكتور خليف الخوالده على حسابه على موقع "تويتر" بما يلي:
من يخرج من موقع المسؤولية أو ما يطلق عليه "المسؤول السابق" إما أن يأخذ موقف الحياد ويصمت حتى لا يقال أنه يناكف وصمته حينها قد يُنتقد ويُفسر على إنه عدم اهتمام، أو أن يبدي وجهة نظره من خلال قناة من قنوات الاتصال لمقصد أو لآخر وقد يُفسر ذلك تفسيرات شتى.
الأخطر من ذلك أن ينشغل من هو في موقع المسؤولية بما يطرحه أو يقوله السابقون فيتحسس لما يقال وقد ينزعج وقد يُفسر على أنه تشويش - وقد يكون - وهذا بكل الأحوال ينال من تركيزه على العمل ويسلب طاقته فيصبح مشتتا ومتوترا ومتخيلا في قرارة نفسه أنه محل استهداف فيدخل مواجهات في مخيلته ومعارك وهمية مفترضة تشغله عن العمل الحقيقي الذي ينفع الناس وتبعده عنه شيئا فشيئا، حينها يبدأ بإطلاق الأحكام والوصوف وأن عليه هجوم - وقد يكون - متذرعا بهكذا ظروف ربما لتبرير أي قصور أو تقصير في الأداء.
وأحيانا، يُنظر للمسؤول السابق نظرة سلبية وقد يُحسب - بحق أو بغير حق- في زمرة المعارضة أو المناكفة وقد ينقلب بعضهم فعلا إلى معارضة لعيب حوله أو لعيب فيه. حينها قد تنشغل النخب وقادة الرأي ببعضها وقد تنشغل معها الحكومات عن الصالح العام فتراها تنساق بعيدا شيئا فشيئا وتحشر نفسها في أمور غير نافعة فيذهب ريحها وتفتر عزائمها.
لكل هذا ولتعزيز المسؤولية الوطنية لدى الجميع ولتجويد الطرح في الشأن العام وتنسيقه وتشذيبه، اقترح اطلاق "بيت المعرفة الأردني" كمنصة وطنية لإبداء الرأي في الشأن الوطني وكعمل تطوعي خالص لمن يرغب من المسؤولين السابقين وكل من يرغب من أصحاب المعرفة والخبرة والرأي وضمن محاور ومجموعات ولا يحتاج ذلك إلا إلى مكان للإجتماعات والعمل التنسيقي فيه تطوعي بالكامل حينها تُعرض فيه الأراء والطروح وتُستعرض فيه مسودات التوجهات والاستراتيجيات والسياسات والخطط الوطنية طويلة المدى ومؤشرات الأداء السنوية بهدف الإثراء والتنقيح.
هذا سيكون بمثابة منبر عام للرأي في الشأن الوطني حينها يُصبح الطرح أكثر قبولا ويتعامل معه بإيجابية وبأنه من باب النصح والبناء. كما يشعر أصحاب الطرح أنهم يتقاسمون المسؤولية مع منهم في مواقعها فيغلب الطرح البناء والبحث عن الحلول. وهذا بحد ذاته في غاية الأهمية. كما يغدو الطرح من خلال هذا المنبر أكثر نضجا وانسجاما وتكاملا وأقل تشتتا أو تناقضا وخصوصا أمام الرأي العام الدولي فيعطي للأردن أجمل صورة وأروع انطباع. وهذا إن تحقق يُعد بمثابة توظيف إيجابي للخبرات الوطنية وتعظيم الإحساس بالمسؤولية الجمعية التي لا تنتهي بمجرد الخروج من الوظيفة العامة أو تبدأ لحظة الدخول فيها. باختصار بهذا نجند الكافة، عن طيب خاطر، للتصدي للتحديات والتغلب عليها ضمن جهد وطني مشترك وموحد وفِي نفس الإتجاه. ومن الممكن أيضا أن تُصدّر قدرات وامكانيات "بيت المعرفة الأردني" الى دول أخرى.
(المحور الثاني من وثيقة عمل وطني "كلنا مسؤول": تحديات وحلول، د. خليف الخوالده)