رسالة حب إلى الشقراء ويلز

مدار الساعة ـ نشر في 2017/03/14 الساعة 07:47
مدار الساعة - عبدالحافظ الهروط - منذ شاهدتها وهي تخطو واثقة، وواثق الخطوة يمشي ملكاً؛ قلت ان هذه الشقراء، سيتبعها اصحاب الشوارب الكثة، وحليقيها، ان لم يكونوا في عمل رسمي، ونيل الرضا، سيكون لغاية التزلف، والطمع بمواقع ، وهو ما حدث.

صاحبة القوام الرشيق، والشعر المنسدل الى الكتفين، السيدة اليس ويلز ، السفيرة الأميركية لدى الاردن والتي ستنتهي مهمة عملها نهاية الشهر الحالي، اتذكرونها؟

هذه المشاءة التي جابت الاردن بطوله وعرضه، ولم تترك قرية او بادية او مخيماً، الا وزارته، ليس حباً بمن شغلوا الديار، وليس لسواد عيوننا، وانما لمصلحة بلدها ولتأكيد أهمية الدور الدبلوماسي في الغرب، وليس عند العرب، الذين لا يخرجون من سفاراتهم، الا للاحتفال وسماع ما يطربهم ولو كان كذباً ونفاقاً.

ويلز، رغم عظمة المنصب، وعندما تتحرك في السيارة ذات اللون الأسود، لم تنظر الى هذه الأًبهة فكل ما يهمها ان تسمع في كل احتفال للوزارات او المؤسسات او المنظمات الدوليةـ عن دور أميركا، سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، لتخرج بقناعات هي تحددها، ما اذا كان الحديث نفاقاً او حقيقة.

من خلال المناسبات التي تابعت بها صحافياً ، سواء لوزارات او منظمات، لم ارَ يوماً ويلز الا بلباس عادي وعادي جداً، وقد يكون ضعف النظر أخذني بعيداً عنها، اذ لم اجد على وجهها مسحة من المكياج او اي شكل من اشكال الزينة- هذا على حد علمي بها - .

في احدى المناسبات، وضعت رأسي في الارض، كيف يخاطب وزير سفيرة وكأنها ولي النعمة وان الاردن قائم على مساعدة أميركا، مع ان الاردن منذ نشأته نهض وهو منفتح على جميع دول العالم، فأنشأت الحكومات النظيفة ومنها حكومة الشهيد وصفي التل، مؤسسات اقتصادية وتعليمية وصحية واعلامية ومشاريع منتجة.

أتذكرون المشهد الذي ظهر به نواب اردنيون ومسؤولون كبار وهم يحتفلون بهذه السيدة الطيوبة، لا ضير في ذلك لو ان مثل هذه الاحتفالات تتواءم مع احتفالات واستضافات رجال وسيدات الغرب عندما يكون العرب ضيوفاً او مدعوين لها.

لا اريد تناول المزيد من الخطابات الهابطة التي أساء بها بعض المسؤولين، امام السفيرة الأميركية، والمبالغة في عمل موائد المنسف الاردني، عدداً، وكميات، وأحاديث مبتذلة، وكأن السفيرة الأميركية ستعود الى بلادها وقد اتقنت فن الطبخ لهذه المائدة، التي أسأنا الى كرمنا فيها.

ويلز يا عزيزتي، ستعودين الى بلادك، وقد حظيت بمشاهدتك ومتابعة رعاياتك، بحكم المهنة، فلا اجد في وداعك، الا ان اقدم لك بطاقة حب وتقدير ، مع انني اعرف انك لا تعرفين بأنني على وجه الكرة الأرضية، ولم
أُقبّل يدك ، كما شاهدت غيري ، وسمعت. وداعاً.
مدار الساعة ـ نشر في 2017/03/14 الساعة 07:47