أين ذهبت الصفقة؟

مدار الساعة ـ نشر في 2019/06/02 الساعة 01:11
كتبنا في هذه الزاوية اكثر من ثلاث مقالات حول مبادرة السلام الامريكية المزعومة التي تسمى بصفقة القرن أشرنا فيها إلى انها اي الصفقة ولدت ميتة ولن يكتب لها النجاح وسيتم تأجيلها للمرة الثالثة لأنها لم تستند إلى ارضية صلبة ولا روافع لها في ظل الرفض الفلسطيني و الفتور الأوروبي وعدم الحماس الروسي والصيني وكذلك الموقف الأردني الرافض لها أيضا .
كما ان عدم خوض عرابي الصفقة بتفاصيل ومضامينها وصياغتها في غرف مظلمة بعيدا عن المعنيين بها باستثناء إسرائيل وما شهدته ساحه الأخيرة السياسية وتدخل القدر يؤكد ان صفقة القرن لن ترى النور خلال العالمين القادمين على الاقل ان لم تتلاشى اصلا.
بعد فشل رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو صاحب الفكرة وثعلبها في تشكيل حكومته وقرار الكنيست حل نفسه وإجراء انتخابات في السابع من أيلول القادم كانت المسمار الاخير في نعش الصفقة الذي دفع بها إلى مصير مجهول واجل غير مسمى بسبب استحقاقات سياسية قادمة تفرض نفسها على الواقع
لان نتنياهو سيحتاج إلى 4 او 5 شهور لتشكيل حكومته بعد انتخابات الكنيست. لنكون قد دخلنا في العام الجديد وهو عام الانتخابات الأمريكية التي ستدفع بالرئيس ترامب اكبر داعمي الصفقة الذي ينوي ترشيح نفسه لولايه ثانية لتغيير بوصلته نحو حملته الانتخابية ومواجهة خصومه فيها.
وكانت البداية من الصمت الذي خيم على عراب الصفقة مستشار الرئيس الأمريكي كوشنير خلال زيارته الى إسرائيل الاسبوع الماضي الذي لم يتكلم عن الصفقة او الترويج لها كعادته لادراكه أن خطته أصبح مصيرها مجهولا والحديث عنها ليس وقته الان.
وفي الختام ان هذه المستجدات شكلت فرصة عربية منحتهم فسحة من الوقت لمراجعة الحسابات لمواجهة الصفقة في حال عودتها والتي تبدأ بانتهاء الانقسام الفلسطيني الذي يستغل من عده أطراف وكذلك تنسيق عربي ومساندة الأردن في موقفه الثابت الذي اكده الملك عبدالله الثاني في قمة مكة امس الأول بضرورة تقديم الدعم للفلسطينيين واقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية وحق اللاجئين في العودة والتعويض.
الدستور
مدار الساعة ـ نشر في 2019/06/02 الساعة 01:11