BDS تقربنا من نهاية مستدمرة إسرائيل
إنطلقت حركة المقاطعة العالمية الـ"BDS"، لمستدمرة إسرائيل الإسبارطية الخزرية، من مكان بعيد عن العالم العربي، الذي طالما تظاهر بعدائه لمستدمرة إسرائيل الخزرية،التي كانت هي الأخرى تقوم بكل الخبث اليهودي بتسويق هذا العداء الكاذب إلى العالم وتتقوى بواسطته،وتحصل على الدعم بكل أشكاله.
كان ذلك في العام 2005 في البرازيل من قبل المنتدى العالمي الإجتماعي، إذ إتخذ المؤتمرون آنذاك قرارا عالميا بمقاطعة مستدمرة إسرائيل ، وبدأت كرة الثلج تكبر شيئا فشيئا، وها هي هذه الحركة تتحول إلى قنبلة إنفجرت في وجه عصابة إسرائيل الإسبارطية المتعنتة .
وما لم يخطر على بال البعض،أن يهودا عقلانيين كانوا وما يزالون من بين ألسنة اللهب الحارقة في هذه الحركة العالمية الحرة، والذين أثبتوا معتقدهم فعلا وقولا وشاركوا هم أنفسهم في حملات المقاطة ومن بينهم أكاديميين وفنانين،وهذا ما أعطى حركة المقاطعة زخما معقولا.
لم تقتصر الحركة على الدعوة لعدم شراء المنتجات الإسرائيلية،بل تعدتها إلى ما هو أكثر جذرية من ذلك، إذ عمدت إلى قطع شرايين دم إسرائيل وهي الإستثمارات الخارجية الغربية –ولا ندري من سيدعو إلى وقف الإستثمارات العربية في مستدمرة إسرائيل التي تقدر بالمليارات من الدولارات الأمريكية- وسجلت مجاحا باهرا في هذا المجال،وأقنعت كبريات الشركات العالمية وكنائس كبيرة بسحب إستثماراتها من فلسطين المحتلة،وهي بذلك تهدف إلى إنهاء الدعم الدولي للقمع الإسرائيلي للشعب الفلسطيني.
وإسم هذه الحركة مشتق من ثلاث كلمات هي :المقاطعة وسحب الإستثمارات وفرض العقوبات على مستدمرة إسرائيل،وقد أجبرت تل أبيب بعض الشركات على العدول عن المقاطعة، ومع الأسف فإننا نحن كعرب من اكثر الناس تعاملا إنسحاقيا مع مستدمرة إسرائيل، وهذا يحرج البعض في الخارج إذ تقول إسرائيل :أنظروا إلى علاقاتنا مع العرب فإنها تنمو بإضطراد،فلماذا تقاطعوننا؟
ما يثلج الصدور أن هذه الحركة تشهد تناميا كبيرا في الغرب وفي المقدمة أمريكا وبريطانيا ،ما شكّل صداعا قويا لعصابة إسرائيل الإسبارطية التي بدأت تتخوف من فقدانها لمكانتها في العالم،وقد إزدهرت هذه الحركة في الغرب إبان العدوانات الهمجية الإسرائيلية على قطاع غزة ما بين 2008 -2014،عندما ضج الرأي العام العالمي من الصور المرسلة إليه من غزة عبر وسائل التواصل الإجتماعي والتي تبين فظاعة العقلية الإسرائيلية ومدى إجرامها، الأمر الذي أجبر كبريات الصحف الغربية والأمريكية على نشر تلك الصور بعد أن كانت ترفض نشرها سابقا كإعلانات مدفوعة الأجر .
تنشط هذه الحركة في الساحات الفاعلة في الغرب مثل الجامعات والنقابات التي عززت فكرة المقاطعة،وإمتد أوارها إلى أمريكا الجنوبية حيث قررت جامعة تشيلي على سبيل المثال مؤخرا مقاطعة الجامعات الإسرائيلية،وصوت على ذلك 56%من الطلبة لصالح المقاطعة.
وفي أمريكا صوتت جامعة "دي بول"الكاثوليكية عام 2014 على مقاطعة إسرائيل والشركات التي تتعامل معها بحضول الملحق الثقافي الإسرائيلي "روي جلعاد"الذي خرج مذعورا بعد إعلان نتيجة التصويت،وكانت النسبة54%،ودعا القرار إلى مقاطعة إسرائيل وسحب الإستثمارات منها ويشمل ذلك الشركات الأمريكية الكبيرة مثل :هيوليت باكارد وبوينغ ولوكهيد مارتن وكاتربيلر.
كما ان جامعة بروكلين الأمريكية نشطت في مقاطعة إسرائيل وأقامت فعالية ضخمة إستضافت فيها الفيلسوف اليهودي الأمريكي جوديث بيتلر،ما أثار ضجة كبيرة لأهمية جامعة بروكلين،وقد أيد الحدث مغني فريق "PINK FLOYDS"البريطاني روجر واترز.
حركة البي دي إس ليست حزبا سياسيا ولا هي حركة أيديولوجية،بل هي حركة حقوق إنسان ظهرت في وقت إنكشف فيه العرب وتراجع فيه الفلسطينيون، وقد أحدثت تحولا كبيرا في صفوف يهود امريكا المشهورين بتعصبهم لمستدمرة إسرائيل،وأصبح 40% منهم بحسب ريبيكا فلكومرسون من منظمة صوت يهودي من أجل السلام ومقرها نيويورك في مؤتمر للمقاطعة برام الله،ولا يغيبن عن البال أن شعار مركز الضغط اليهودي "J STREET"المنشق عن منظمة الإيباك الصهيوينة كان :"أنقذوا إسرائيل من قادتها."
هناك ست منظمات يهودية ترفض سياسة مستدمرة إسرائيل وتدعو لمقاطعتها وهي :ناطوري كارتا"حراس المدينة"، صوت يهودي للسلام، هعيد هحريديت، فوضويون ضد الجدار، ترابط، وزوخوروت.
بقي القول إن هذه الحركة العالمية تقربنا من نهاية مستدمرة إسرائيل الخزرية الإسبرطية،تماما كما حصل مع نظام الفصل العنصري "الأبارتهايد" في جنوب إفريقيا، الذي إنهار بعد بروز حركة عالمية مقاطعة له عام 1974،وإستمرت الحملة عشرين عاما، ومن ثم تهاوت أركان ذلك النظام، ومستدمرة إسرائيل ليست عصية على الإنهيار.