رسالة عقلانية الى المحتفلين بالافراج عن الدقامسة

مدار الساعة ـ نشر في 2017/03/13 الساعة 23:00

محمد مناور العبادي *

أساء المحتفلون بالإفراج عن المواطن احمد الدقامسة للأردن والأردنيين، وصوروا الشعب الأردني بأنه شعب دموي لا إنساني، رغم إن المواطن الدقامسة قام بفعلته في لحظة غاب فيها العقل وباستخدام سلاح اؤتمن عليه للدفاع عن الأردن والأردنيين أمام من يحاول اختراق حدودنا التي عجزت إسرائيل في معركة الكرامة عن اقتحامها رغم استخدامها احدث الاسلحه والنظريات العسكرية الهجومية في العالم.

كما أساء المواطن الدقامسة إلى أسرته حين تركها –بسبب فعلته - عشرين عاما وحيدة بسبب خطيئته، حين ارتكب في لحظة غاب فيه عقله تماما عملا يخالف كل القيم والعقائد الأرضية والديانات السماوية والضوابط، وهو عمل لايمكن لعاقل أن يقوم به، لأنه لو قدر لغيره أن يتصرفوا مثله بدون انضباط وتفكير، لاقدر الله، فسيصبح الأردن في وضع كارثي واسوأ بكثير من جميع دول الجوار التي تعاني من ممارسات لا قانونية ولا شرعيه ولا إنسانيه يستخدم فيها السلاح في غير مكانه دينيا وأخلاقيا ووطنيا وإنسانيا فدفعت شعوب بكامله ثمن ما اقترفته اقليه فقدت عقلها.

 لم تقم الحكومة بالتدخل لردع المحتفلين، ولكنها أرسلت إشارات لمن يفهم، بضرورة أن لا يخرج الحدث عن مساره، وان تبقى القضية محصورة بإنسان ارتكب خطيئة ودفع ثمنها، وواجبه بعد الافراج عنه ان يحترم الأنظمة والقوانين وأسرته ووطنه والتزامات بلاده وتضحيات قواتنا المسلحة التي اعتادت استخدام سلاحها في المكان والزمان المناسبين ووفق استراتيجيات عسكرية مدروسة مسبقا حتى اصبح جيشنا ليس مفخرة وطنية وعربية بل وعالميه ايضا.

كان على من يحرض الدقامسة على القتل ان يتذكر إن المغفور له الملك الحسين حكيم حكماء قادة العالم - امتص الصدمة التي أحدثتها فعلة الدقامسة، بزيارة ذوي الضحايا اللواتي كن في سن الطفولة حين قتلهن المواطن الدقامسة ببرود اعصاب خلال رحلة سياحية لهن في الباقورة. كان يمكن ان تكون هؤلاء الفتيات الصغيرات اردنيات ومن عائلة الدقامسة يقمن بزيارة الى حدودنا، وكان يمكن ان يقوم جندي اسرائيلي، يفكر على طريقة الدقامسة، بقتلهن وببرود – ماهي ردة فعل اسرةالدقامسة وبناته وابنائه اولا وكل من يشجعه على الاثم والاساءة للوطن على ذلك ؟؟ ولولا زيارة الملك هذه لانتقمت اسرائيل منا بقتل المئات بل والآلاف.

إن كل من يؤيد الدقامسة او يعتبر ان ماقام به بطولة،يضحك على نفسه اولا، وعلى اسرة الدقامسة ثانيا، لان قتل الاطفال عمل لايمكن ان يقوم به انسان سوي عاقل يحب وطنه وقيادته وشعبه وجيشه الذي وثق به وسلمه سلاحا للدفاع عن الوطن اولا واخيرا..إن من يحتفلون بما قام به الدقامسة في لحظة انفعال غاب فيه عقله إنما يشجعونه على مزيد من الجرائم مما يجعلهم في قائمة أعدائه وأعداء أسرته وأعداء الوطن وأعداء الإنسانية

 لقد ابتعد الدقامسة عن أبنائه عشرين عاما وهو يعرف أنهم إحياء وان الأردنيين تعاطفوا معهم إنسانيا لأنه لأ ذنب لهم بما قام به والدهم، ولكنه كان يشكو ليل نهار بأنه لا يراهم، خلال فترة عقوبته، فكيف بحال الاباء والأمهات الذين حرمهم الدقامسة من رؤية اطفالهم الى الابد دون ذنب افترفوه.

حين تعود لحظة الحقيقة والوعي للمواطن الدقامسة وابنائه، سيشعرون بدماء الضحايا الاطفال الذين قتلوا في كل زاوية في منزلهم واي مكان يحلون فيه تحاسبهم وتلاحقهم وتنغص عليهم حياتهم، لان قتل الابرياء خاصة الاطفال منه جريمة لاتعادلها كل جرائم البشريه.- لقد حرم الله قتل الاطفال حتى قلع الشجر خلال الحروب – فكيف بمن يقتلهم بدون حرب !!؟؟

دعنا نصلي لله بان يوفق الدقامسة كمواطن مدني اردني - لايجوز اصلا للمحتفلين به اطلاق كلمة جندي عليه لان الجندي الاردني لم ولن يقتل طفلا منذ تاسيس الجيش العربي والى ماشاء الله -
 
دعنا ندعو الله ان لايحرمه احد من ابنائه كما فعل هو بالاخرين-امد الله في اعمارهم -،وان يعود الرشد لدعاة الفوضى، وان لا يسيئوا لذكرى سيد القادة الملك الحسين الذي اضطرته فعلة الدقامسة الى الاعتذار، وهو الذي لم يعتذر طيلة حياته لأي كان، لأنه لا يضع نفسه ولا يضع الاردن والاردنيين، في موقف يتطلب الاعتذار وهو امر لا يجيده الا الحكماء ومن يحبهم الله ومن يؤمنون بمقولة الملك عبد الله الثاني الأردن اولا لأننا كلنا الآردن.

* صحفي وباحث

مدار الساعة ـ نشر في 2017/03/13 الساعة 23:00