الإنسان موقف وكلمة

مدار الساعة ـ نشر في 2019/05/28 الساعة 23:12
قال تعالى في كتابه العزيز (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (النساء: 1)). فالواضح من هذه الآية أن الخطاب جاء للناس كافة، بغض النظر عن لون أو دين أو لغة. والنفس الواحده هو آدم عليه السلام وخلق من نفسه زوجه لتتم عملية الزواج والتكاثر حتى تعمر الأرض بآدم وزوجه وبذراريهم. وهذا ما حدث عندما أهبطهما الله وإبليس من الجنة للأرض (قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (البقرة: 38)). وهكذا بدأت الحياة على الأرض وتعددت الأمم وأصبحت موزعه في مناطق مختلفة من الكرة الأرضية وكل أمة لها مواصفاتها الخُلًقِيَة والخَلْقِيَة ولغتها وعاداتها وتقاليدها وديانتها التي تدين بها ... إلخ (وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ (الروم:22)). فبعض المواصفات الخُلًقِيَة والخَلْقِيَة تكون بالوراثة أو مكتسبة من طبيعة البيئة والمناخ الذي يعيش وينشأ فيه الإنسان. ولكن هناك الكثير من الصفات المكتسبة عن طريق الدين والتربية البيتية والعلم والإختلاط والتعامل مع الناس في منطقة الإقامة أو بيئة العمل. ولكن الأخلاق الحميدة والحسنة هي التي تُزَيِّن أي إنسان ذكراً كان أم أنثى بين غيره ممن حوله. وإذا كانت شجرة الأخلاق مروية بمياه طاهرة نقية منبعها الكتب السماوية التي أنزلها الله على رسله وأنبيائه وهداهم تكون هذه الشجرة ثمارها الكلام والتعامل الطيب العطر كما ذكرها الله في كتابه العزيز (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ، تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (إبراهيم: 24 و 25)). وأما إن كانت هذه الشجرة مروية بمياه غير نقية وليس مصدرها الكتب السماوية وهدى الأنبياء والمرسلين تكون ثمارها غير طيبة وغير نافعة وربما تكون سامة ومهلكة لصاحبها كما قال الله (وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ (إبراهيم: 26)). فمما تقدم نجد أن بعض الناس لهم من المواقف العظيمة في الوقوف مع الحق وبقولهم كلمة حق طيبه في منع شر ما أو في عمل خير أو إصلاح بين الناس أو في قضاء حاجات بعض الناس والتسهيل عليهم ( لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا (النساء: 114)). وهذه المواقف أو الكلمات الطيبة تسجل لهم مدى الحياة. وعكس ذلك تسجل عليهم وتكون وصمة عار لهم مدى الحياة.. ونحمد الله على وجود عدد ليس بقليل من الإناث والذكتور من أصحاب المواقف العظيمة والكلمات الطيبه وأولئك يكبروا في عيون الأخرين، ونسأل الله لهم التوفيق والسعادة والهناء وأن يرزقهم من حيث لايحتسبون وأن يزيد عددهم ولا يقل. مما جعلنا نقول: ما زالت الدنيا في خير وكما قال الرسول عليه الصلاة والسلام: الخير فيي وفي أمتي إلى يوم القيامة.
  • نساء
  • الدين
  • الشجرة
  • الطيبة
مدار الساعة ـ نشر في 2019/05/28 الساعة 23:12