عيد الاستقلال الثالث والسبعون للمملكة
حصلت المملكة الأردنية الهاشمية على استقلالها بتاريخ 25/05/1946 وهذا التاريخ حقيقة سُجِلَ في سِجِلِ التاريخ الأردني بماء الذهب. وها نحن كل عام نحتفل بعيد إستقلالنا بهذا التاريخ ونحتفل هذا العام بعيد إستقلال أردننا العزيز والغالي على قلوبنا والذي نفديه بأرواحنا وبأعز ما نملك العيد الثالث والسبعون. فننتهز هذه الفرصة ونتقدم لجلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير الحسين بن عبد الله الثاني والعائلة الهاشمية الغرَّاء ولدولة الدكتور عمر الرزاز وفريق عمله الوزاري ولمجلس الأمه بشقيه الأعيان والنواب والمسؤولين كل في موقعه والشعب الأردني الأبي بأسمى آيات التهاني والتبريكات. ولا يفوتنا هنا أن نسجل لجلالة الملك الراحل الحسين بن طلال طيب الله ثراه جهوده الجبارة وتميزه وتفوقه في السياسة الوطنية والإقليمية والعالمية التي مكنته من الحصول على إستقلال الأردن قبل كثيراً من الدول العربية في شمال أفريقيا وغيرها من الأماكن.
فالإستقلال بحد ذاته لا يُقَدَّرُ بثمن، وهو أن لا يرجع رأس الهرم في أي دولة في إتخاذ أي قرار مهما صغر أو كبر إلى المسؤول عنه من البلد المستعمر. فلنضرب مثلاً بسيطاً وقريباً من مفهوم معظم القراء، فلو كنت تقيم في سكن خاص تابع لمؤسستك التي تعمل بها، وبأيدي المسؤولين فيها توقيت بدء تشغيل التدفئة في الشتاء القارص وعدد ساعات تشغيلها في الصباح والظهر وخلال الليل. فكيف تشعر وإذا كنت بأمس الحاجة لتشغيلها في وقت خارج ما حدد لك من قبل المسؤولين؟. فأنت لست مستقلاً بقرار تشغيل التدفئة ومتحكم بك من قبل غيرك، هذا مثل بسيط. ودعونا نعطي مثلاً آخراً لو كان لديك الرغبة الشديدة والقدرة والإمكانية في تطوير بلدك في مجال التصنيع أو الزراعة وقرارات المستعمر لا، ويجب أن تأخذ كل ماتحتاج له من دولة المستعمر وقصراً. وهناك أمثلة كثيرة على تطوير الجيش والتعليم وغيرها من المجالات التي لا تستطيع أن تقوم بها إلا بعد الحصول على موافقة المستعمر وفي الغالب يكون الرفض.
فنحمد الله أن جلالة الملك المففور له بإذن الله حصل على إستقلال الأردن مبكراً ووضع وفرق عمله المتعاقبة من رؤساء وزاراء ووزراء ومسؤولين خطط التنمية والتقدم والإزدهار في أردننا العزيز في كل المجالات. ولهذا لا نشعر بأن المستعمر ترك في وطننا الأردن بين أفراد شعبنا بصمات لعاداته وتقاليده ولغته المفروضه على الشعب كغيرنا من شعوب شمال أفريقيا وحتى هذه الأيام مثل تونس والمغرب والجزائر وغيرها من دول آسيا. نعم، يقول البعض أننا مازلنا مرتبطين مع بريطانيا في كثير من قرارتنا أو سياساتنا. فنقول لهم: معظم الدول إن لم تكن جميعها كذلك وهذه سنة الحياة. ولكن إرتباطاتنا ليست متحكم بها كغيرنا من الدول العربية من قبل الدول التي كانت مستعمرة لهم. علاوة على أننا لا نستطيع أن نعزل أنفسنا عن النظام العربي والإقليمي والعالمي لأننا جزء من هذا العالم. وهناك سياسة عربية وإقليمية وعالمية لا بد أن نتعامل معها شئنا أم أبينا. ونحمد الله ونشكره على أن حبانا اهيم بقيادة هاشمية على علم وثقافة وخبرة ودراية متميزة في كل السياسات المحيطة بنا. ودائماً وأبدا تبحر في سفينتنا مهما داهمتها من عواصف عاتية إلى شط الأمان. وعلينا أن نقول لجلالة الملك المفدى عبد اهسف الثاني بن الحسين، سر بنا إلى الأمام ونحن من حولك وخلفك وسمعاً وطاعة.