تصفية الدقامسة

مدار الساعة ـ نشر في 2017/03/13 الساعة 11:42

عندما قرأت تعليقات القراء الاسرائيليين بالعبرية على خبر الافراج عن الجندي احمد الدقامسة، ازداد يقيني ان هذا الرجل بات على المهداف، اذ يعتبره الاسرائيليون، بحسب معاييرهم "ابن موت".

الدقامسة الذي اقدم على قتل سبع تلميذات اسرائيليات من مدرسة "فيرست" الدينية في بيت شيمش اثناء رحلة مدرسية لمنطقة الباقورة المحررة، والتي يسميها الاسرائيليون "نهاراييم" او كما اطلق عليها بعد توقيع معاهدة وادي عربة "جزيرة السلام " في العام 1997 ،دافع عن نفسه بان الفتيات سخرن منه اثناء صلاته، وهذا ليس مستغربا من طالبات ينتمين لمدرسة دينية يهودية يتشربن الكراهية والعنصرية من الصغر،وما الفيديوهات المتداولة الا شاهد على ذلك، ومع ذلك فهذا ليس مبررا للقتل مهما كان الطرف الاخر، في ديننا الاسلامي الحنيف.

عودة الى تعليقات الاسرائيليين بالعبرية، والتي فيها دعوات واضحة وصريحة لتصفية الدقامسة واغتياله، اجملها كالتالي:

"لنرسل الموساد لتصفيته" ،"الموساد سيقيم العدالة"ً، ،"مطلوب تصفيته"، "سيدي وزير الدفاع، امل ان تهتم بموضوع تصفيته"، "لو كان عندنا القليل من الشرف الوطني لكان الموساد قد اغتاله"، "اين الموساد؟؟؟ عجل بالقضاء عليه"، "هدف اخر للموساد"، "ابن موت" يوسي كوهين - رئيس الموساد- ، لعنايتك"، "عار على دولة اسرائيل"، "اين رد حكومة اسرائيل"، "مجرد معتوه، ممنوع اطلاق سراحه لان الموساد سيصفيه"، "الموساد لعناتيك"، "الان الموساد يحتاج لصعود المنصة"، "على اسرائيل ان تصفيه"، "فقط عقوبة الموت لمثل هؤلاء"، "خلال عدة اشهر سيقتل في حادث غامض، اتعهد بذلك"، "الموساد هل انتم جاهزون"، "لو كنت مكانه لبدأ عندي الخوف الان"، "ما اروع افعالك ايها الموساد، فهمتم ام لا".

وفي جانب اخر من التعليقات، هناك من تمنى الموت للدقامسة اليوم ، قائلا " اتمنى ان يموت بالجلطة"، و"لماذا هو على قيد الحياة؟ "،

تعليقات اخرى انتقدت صفقات حكومات اسرائيل لتبادل الاسرى والمعتقلين مع حماس وحزب الله وربطتها بالافراج عن الدقامسة، ومن هذه التعليقات : "لو كان مسجون في اسرائيل لكان قد اطلق سراحه منذ زمن بفضل شاليط"، " لو كان عند بيبي - بنيامين نتنياهو - لكان قد اطلق سراحه قبل 10 سنوات،ونال درجة الدكتوراه"، "لو كان مسجونا في اسرائيل لاطلق سراحه بشكل اسرع من ذلك"، "عندما نطلق سراح قتلة في صفقات مشبوهة فهذا يعتبر جيد"، "ما الغريب بالموضوع لو جرت محاكمته في اسرائيل لكان طليقا قبل خمس سنوات".

جانب اخر من تعليقات الاسرائيليين تقبلت كيفية تعاطي القضاء الاردني مع قضية الدقامسة ، ورات انه نال العقاب الذي يستحقه بالمقارنة مع حالات داخلية مشابهة ، ومن هذه التعليقات : "على الاقل سجن 20 سنة وليس سنة ونصف فقط" - في اشارة لحكم المحكمة العسكرية الاسرائيلية الاخير على الجندي اليئور ازاريا الذي قتل الشهيد الجريح عبدالفتاح الشريف بدم بارد في الخليل قبل عام، بعد ان اطلق على راسه النار بعد 11 دقيقة من اصابته، وحكم بالسجن 18 شهرا فقط -، "عناصر العصابة السرية اليهودية افرج عنهم بعد عدة سنوات" .

"قولوا شكرا انه امضى بالسجن 20 عاما"، "كان يجب ان يسجن 25 سنة عن كل فتاة قتلها"، "يستقبل كبطل كبير، كونه ذبح فتيات يهوديات"، "الان انصار اليسار سيجعلونه شريكا للسلام"، "طبريا تجف، لنوقف ضخ المياه عن الاردنيين".

في ظل هذه التهديدات، والتي تاتي من نبض الشارع الاسرائيلي، من خلال التعليقات ومواقع التواصل الاجتماعي، ونظرا لتاريخ الاغتيالات والتصفيات التي نفذها الموساد في السابق، ثارا ممن "تلطخت ايديهم" بدماء الاسرائيليين، في عمليات غامضة، واخرى جرى الافصاح عنها كنجاحات، اذن يحق للدقامسة واهله ان يخشى على حياته اذ اصبح اليوم حرا طليقا بعد ان نال عقابه بالسجن 20 عاما.

وواجب الدولة الاردنية ذات السيادة، ان تضمن للدقامسة الحماية، ومن هذا الباب ربما يكون قد جاء قرار منع الطواقم الاعلامية والتلفزيونية من الوصول للدقامسة في ابدر بعد الافراج عنه، لحين ترتيب الامور .

شخصيا، ليس عندي ادنى شك ان مخابرات الباشا الفريق فيصل الشوبكي قد بعثت برسائل جلية بهذا الشأن لموساد يوسي كوهين، الذي لن يتجرأ ابدا على تكرار الحماقات السابقة على الارض الاردنية، بعد المحاولة الفاشلة لاغتيال خالد مشعل في سبتمبر 1997 ، لكن تبقى جميع الاحتمالات مفتوحة، خصوصا مع تعدد وسائل التصفية.

مدار الساعة ـ نشر في 2017/03/13 الساعة 11:42