أخو ارشيدة: ما يجري في الخليج لعبة عضّ أصابع

مدار الساعة - أسعد العزوني - قال أستاذ العلوم السياسيّة في جامعة آل البيت الأردنية أ.د.هاني أخو إرشيدة أنه لا يرجح نشوب حرب أمريكية إيرانية في الخليج، واصفاً ما يحدث بأنه حالة عضّ على الأصابع، لأن الحرب مرفوضة من الداخل الأمريكيّ والأوروبيّ، وحتى من قبل الدول العربية التي تعتبر إيران العدوّ الأول لا العدو الصهيونيّ، واصفاً تحالف بعض الدول العربية مع إسرائيل، بأنه أشبه ما يكون بعقد صلح مع العقرب. وأضاف لـ "الراية" القطرية إن الذي يجري في الخليج لا يمكن فصله عما يجري في الإقليم والعالم، فعلى مستوى العلاقات الدولية نشهد حرباً دون الحرب التقليدية وأكثر حمأة من الحرب الباردة، وعقوبات تفرض واستخدام لكافة الأدوات لفرض تسويّات هنا وتنازلات هناك، مُشيراً إلى أن ذلك يسمّى في العلاقات الدولية بـ»حافة الهاوية «، وهي الوصول إلى أقرب درجة من الصدام وأكثر قرباً للمُساومات، وهي أشبه بأزمة الصواريخ في كوبا أوائل ستينيات القرن المنصرم عندما وصل القطبان آنذاك، الاتحاد السوفييتي السابق والولايات المتحدة الأمريكية إلى درجة الحرب العالمية الثالثة، وعندما كان العالم يترقّب ما يحدث كانت هناك مفاوضات سرية بين القطبَين برعاية هندية، وتمّ عقد اتفاق سحبت بموجبه موسكو صواريخها من كوبا وتعهّدت أمريكا بعدم تغيير نظام الحكم بالقوة في هافانا. وأكّد البروفيسور أخو إرشيدة أن الظروف الدولية الإقليمية لا تسمح بنشوب حرب في الخليج، لأنّ العالم سيشهد كساداً اقتصادياً، وسيصل سعر برميل النفط إلى 100 دولار مما يعني أن أوروبا ستدفع فوق المليار دولار يومياً، ناهيك عن خسائر المنطقة التي تعيش حالة انقسام أفقي وعمودي أرهقت شعوبها تمهيداً لما يعرف بصفقة القرن. وقال إنه لا يستبعد أن يداً ثالثة وهي إسرائيل هي التي تحاول تدمير إيران دون أن تخسر جندياً واحداً كما دمرت العراق بذات الأسلوب والطريقة، مطالباً شعوب المنطقة بأن تعي ما يحاك ضدها وإلى أين تفضي الأمور، وأن تعي أن التطبيع مع إسرائيل يشبه الثلاثة مستحيلات، العنقاء والخل الوفي والغول، وأنه مع انتفاء المستحيلين الأول والثاني نقول يا صاحب التاج لا تلعب الشطرنج مع الغول، وأوضح الأكاديمي الأردني أنه لا يرجح نشوب حرب أمريكية إيرانية في الخليج، واصفاً ما يحدث بأنه حالة عضّ على الأصابع، لأن الحرب مرفوضة من الداخل الأمريكي وأوروبياً، وحتى من قبل الدول العربية التي تُعتبر إيران العدو الأول لا العدوّ الصهيوني، مُختتماً أن على الدول العربية أن تذكر أن التحالف مع إسرائيل أشبه بعقد صلح مع العقرب.