أردني يمتهن تربية الأفاعي في منزله
مدار الساعة ـ نشر في 2019/05/21 الساعة 10:24
مدار الساعة - لم يتوقع رامز عايش (25 عاما) أن يدفعه قضاء عطلته الدراسية في مزرعة جده غرب العاصمة عمّان للارتباط بالكائنات الزاحفة كالأفاعي والعقارب، ثم ينجح في ترويضها والتوعية بأهميتها ليصبح الأشهر في الأردن بهذا المجا، وذلك بحسب موقع قناة الجزيرة..
في أحد الأيام وقبل 16 عاما، حاول عايش مداعبة إحدى الأفاعي التي وجدها في ربوع مزرعة جده ولم تُسبب له أذى، بعكس ما يشاع عن الأفاعي بأنواعها، مما أثار فضوله باقتحام هذا المجال، لتبدأ بعدها رحلته في التنقيب عن الأفاعي وأنواعها السبعة والثلاثين في الأردن.
وبعد عام متواصل من البحث عبر الشبكة العنكبوتية والاستماع للمختصين عبر اليوتيوب، اشترى عايش أول أفعى في حياته وتدعى الأصلّة البورمية -موطنها الأصلي في بورما- ليدخل فيما بعد عالم تربية الزواحف التي يقول إنها كائنات أليفة عكس ما يشاع حولها بأنها تشكل خطرا على حياة الإنسان.
أفاع داخل المنزل
لم يكن سهلا على عائلة عايش التأقلم مع هوايته الجديدة وقتها، وواجهت صعوبة في التعود على وجود أفاع في المنزل لم يعتد والداه على رؤيتها إلا في برامج التلفاز، لكن إصراره على تثقيفهم بأهميتها وعدم تشكيلها أي خطر عليهم دفعهم للتعايش مع الأمر بعد مدة.
كل من يزور منزل عايش شرقي العاصمة عمّان يشعر بأنه في جولة علمية عن الزواحف والطيور والكلاب والقطط، وكل من يعرفه سرعان ما يألف هذه الأفاعي ويلمسها بأريحية وربما يلفها حول رقبته.
يقول عايش إنه عمل خلال السنوات الماضية على كسر حاجز الخوف لدى الناس من هذه الكائنات، مستفيدا من الشهرة التي اكتسبها في وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المحلية والعالمية التي استضافته في كثير من برامجها وأعدت تقارير كثيرة عنه.
ويشير في حديثة للجزيرة نت إلى أن الأفاعي السامة في العالم أقل بكثير من الأفاعي غير السامة التي لا تشكل خطرا على البشر، ويقول إن أعداد الأخيرة تُقدر بضعفيْ أعداد الأولى في أغلب دول العالم، باستثناء أستراليا.
التوازن البيئي
يذكر عايش أن المحافظة على هذه الأفاعي وحمايتها من القتل يسهم في المحافظة على التوازن البيئي، ويقول إن الأفاعي غير السامة تتغذى على الأنواع السامة وعلى القوارض والحشرات التي تُتلف المحاصيل الزراعية وتسبب أضرارا لمزارع الدواجن.
ويشتكي عايش من غياب جهات مختصة للتعامل مع الأفاعي بدلا من قتلها، مما ساهم في شهرته عبر وسائل التواصل الاجتماعي حيث يتصل به المواطنون لطلب المساعدة في إخراج الأفاعي من منازلهم ثم يطلقها بالبر، في حين يسلم الأنواع السامة إلى الجامعة الأردنية لغايات إجراء دراسات وأبحاث علمية عليها.
ولا ينحصر نشاط عايش في التعامل مع الأفاعي ومحاربة المعتدين عليها، بل يمتد إلى إنقاذ أنواع من الحيوانات كالقطط والكلاب التي تتعرض لإطلاق نار من البشر ويعمل على إسعاف الكثير منها ويهيئها للتبني من خلال ترويضها ثم تدريبها لتكون سهلة التعامل.
ويسعى عايش من خلال المشاركة في فعاليات علمية بالمدارس والمجموعات الكشفية إلى توعية الأطفال بأهمية الحيوانات وطرق التعامل معها وتربيتها.
ويقول إن هذه الفعاليات لاقت رواجا كبيرا في السنتين الماضيتين نظرا لتفاعل الأطفال معها وخلق بيئة تعليمية جديدة وفرت بديلا لأساليب التلقين الصفّي، وساهمت في تغيير مفهوم الأطفال والمعلمين تجاه هذه الكائنات.
ترويض الأفاعي
يؤكد عايش على إمكانية ترويض الأفاعي غير السامة، ويشرح آلية ترويضها من خلال مداعبة الأفعى باستمرار بعد وضعها في الماء البارد لإنزال درجة حرارة جسمها وتعطيل حركتها، مما يُعدّها للتأقلم مع المربي.
كما ينصح المبتدئين والراغبين في تربية الأفاعي باقتناء "الأصلة الكروية" بوصفها إحدى الأفاعي المفضلة في تجارة الحيوانات الأليفة، وقد سميت كذلك نسبة لكونها تميل إلى التكور أثناء الخوف أو الإرهاق، وقال إنها مناسبة للأطفال ولا تحتاج إلى درجات حرارة عالية أو رطوبة منخفضة.
ويوصي بموازنة جسم الأفعى عند حملها وتوزيع جميع أعضائها على اليدين، وعدم مضايقتها من رأسها ورقبتها بسبب حساسية هذه المناطق بالنسبة لها وذلك لتجنب عضاتها.
ويحذر عايش من الاقتراب من الأفاعي في مواعيد تغيير ثوبها، بسبب عدم وضوح الرؤية لديها، مما يؤدي إلى تعاملها بعصبية حادة، إضافة إلى الابتعاد عنها قبل تناولها الطعام وبعده لأن عقلها مبرمج على الافتراس في هذا الوقت.
وسجلت الجمعية الملكية لحماية الطبيعة انتشار 37 نوعا من الأفاعي في الأردن، بينها سبعة أنواع سامة وثمانية قليلة السمية ولا تشكل خطرا على الإنسان، في حين أن البقية غير سامة.
الجزيرة
مدار الساعة ـ نشر في 2019/05/21 الساعة 10:24