العقل هدية الله للبشر

مدار الساعة ـ نشر في 2019/05/21 الساعة 01:08
لا شكّ أن العقل نعمة عظيمة من نعم الله تعالى على بني آدم، فهو بمثابة الهدية للإنسان، فمن خلال العقل يتوصّل الإنسان إلى وجود الله تعالى، ومن خلاله يتعرف على وحدانيته، ويتعرّف على صفاته، فيقبل العبد على مولاه ويسعى إلى محبته والقرب منه.
ومن خلال العقل يدرك الإنسان أهمية التشريع الرباني الذي جاء ملائما لبني البشر، بحيث تقبله أصحاب العقول السليمة، ولا يمكن لهذا التشريع الرباني أن يكون متناقضا مع العقل؛ لأن العقل أساس التكليف، فكيف يُكلف الإنسان بما هو مخالف للعقل أو مناقض له؟ وهذا سرّ تمسّك المؤمنين بالتشريع الرباني؛ لأنه يتفق مع العقول ولا يخالفها.
لكن العجيب أن نسمع فئة من الناس تنعق بكلام ينسبونه إلى العقل ولا علاقة له بالعقل من قريب أو بعيد، ولا يكتفون بهذا بل يصفون فريقَ المؤمنين بالجهل والغباء وتعطّل العقول. وهنا نسأل هؤلاء المتعالمين المتعالين: أيهما أقرب للعقل أن هذا الكون بكل نظامه ودقته وجد بمحض الصدفة أو أن له خالقا منظما؟ بالقياس البسيط على حياتنا اليومية نعرف أن ترتيبا لا يمكن أن يكون دون مرتّب، ونظاما لا يكون دون منظم، وهذا في حياة الفرد البسيطة جدا، فكيف بكون لا يعلم مداه إلى الله.
هل أصدّق أن هذه المجرات والنجوم والكواكب التي تدور في الفضاء وفق نظام لا تبغي عنه حِولا جاء صدفة؟ هل أصدق أن مليارات الخلايا في جسدي تعمل بنظام دقيق على سبيل الصدفة، إنّ هذا لشيء عجيب!
وإذا جئنا إلى التشريع الرباني، فإن عصور الانتصار والتقدم والحضارة ما بنيت إلى على ذلك التشريع الرباني، وأننا كلما تقدمنا نحو هذا التشريع الإلهي تحسنت أحوالنا وأخلاقنا، وأننا كلما ابتعدنا عنه انتكسنا وساءت أخلاقنا، وهذا عبر تاريخنا الطويل ملحوظ وظاهر.
أدعو هؤلاء الإخوة أن يرجعوا إلى عقولهم وأن يذروا شهواتهم، وعندها سيجدون الحق الذي لا يُنكر أمام أعينهم.
الدستور
مدار الساعة ـ نشر في 2019/05/21 الساعة 01:08