أنتم الأبطال: شهداء الجيش العربي في صور باهر
كتب : محمد عبدالكريم الزيود
خمسون عاما وشارة "الجيش العربي" لم يأكلها الصدأ ، خمسون عاما وخوذتك تغفو بجانبك ، وعتاد سلاحك ما زال مملوء به ، خمسون عاما وأنت مزروع أيها الجندي الشهيد في خنادق صور باهر ، نائم كما أنت بجانب زملاءك الشهداء قريبا من زيتون القدس وشجرها ، تستمع للآذان وصوت المصلين كل فجر ومساء ، وتسيل دمعة منك كلما مر الغرباء من جانبك ، ولوددت أن تنهض مع " اليقظة الصباحية " وتنادي على "وكيل السرية" ليحتل الجنود خنادقهم ويصدون برصاصهم ودمهم هجوماً مباغتاً من العدو.
أيها الشهيد البطل، خمسون عاما تنام في قبر بلا شاهد، وبلا اسم يحمله، ربما هو "علي" من العالوك، أو "حمدان" من الثنية، أو ربما "كاسب" من الموقر، هم شهداء الجيش العربي شدّوا على سياراتهم المسلحة وعلى دباباتهم وقطعوا الموارس والمروج نحو "الشريعة" ولم يعودوا، وظلت الأمهات يناطرن دربهم كل صباح وكلما سأل الأبناء عنهم كُنّ يقلن لهم ؛"أبوك نايم عند أهله بفلسطين ".
شهداء الجيش العربي، لم يقتلوا أطفالا أو نساء أو قتلوا يوما كبير سن أو ناسكا ، كانوا أبطالا رغم كل وحشية العدو الذين لم يتركوا عهدا إلا إنتهكوه .. جنودنا كانوا مثالا للشرف العسكري والفروسية الأردنية ، ويسجل للبطل عبدالله التل الذي كان قائدا لمعركة القدس عام ١٩٤٨ موقفا إنسانيا يمثل الشهامة والمروءة الأردنية عندما استسلم له "الحي اليهودي" فعفا عن الشيوخ والأطفال والنساء ، كما فعل حابس المجالي مع الأسرى من جنود العدو .
الجيش العربي وشهداؤه وجنوده، كانوا مثالا للعسكرية ومثالا في البطولة، وتشهد لهم حواري القدس وتل الذخيرة والشيخ جراح ، ووادي التفاح في نابلس ، وجنين وكل معارك الشرف والبطولة.
سلام عليكم يا من أيقظانكم من نومكم .. سلام على أرواحكم النقية ، والمجد لخوذكم وذخيرتكم وعتادكم الذي لم يصدأ ، أنتم منبع البطولة حتى وإن غابت أسمائكم وتاهت قبوركم فأنتم في ذاكرتنا ما حيينا وما عشنا .