حفظ اللسان

مدار الساعة ـ نشر في 2019/05/19 الساعة 01:19
اللسان أداة حادة تجرح، وربما استعمالها البعض في قتل الآخرين، وربما أدى اللسان إلى قتل صاحبه، فالخير كل الخير في الصمت، وقلة الكلام؛ ومن هنا كانت نصيحة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت) فقول الخير من علامات الإيمان، وكذلك الصمت عن الشرّ من علاماته.
آفات اللسان كثيرة، وذنوبه كبيرة، فكم من كلمة أوقعت حروبا، وخرّبت بيوتا، وفرقت بين المحبين، ومزّقت شمل المجتمعين، وأدت إلى فساد الدنيا والدِّين، لذلك يقول سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: (وهل يكبّ الناس على وجوههم – أو قال على مناخرهم- إلا حصائد ألسنتهم).
ومثال الأهوال التي يصنعها اللسان، أن يتكلم شخص على آخر بسوء، بكذب أو افتراء، أو غيبة، ثم تنتشر تلك الكلمات بين الناس، وتنتشر على وسائل التواصل الاجتماعي، وتصبح هذه الكذبة واسعة الانتشار بحيث تكون معلومة كالحقائق المسلمة التي لا جدال فيها، يتلقاها الناس بالقبول ولا يشغلون عقولهم فيها، لأنها صارت من المسلمات. فلو تكلّم أحدهم عن فلان أنه سارق، وذاع الخبر وانتشر بين الناس، فلن تجد من يقول بخلافه، ثم يتبين لمطلق الإشاعة والافتراء أنه كان مخطئا، فكيف سيصلح خطأه، هل يستطيع أن يصل إلى كل إنسان وصلته الإشاعة أوالكذبة أوالافتراء؟ هذا الافتراء أشبه ما يكون بذرات من الرمال أطلقها المفتري من نافذة بيته فانتشرت الذرات في الهواء، فهل يمكنه أن يجمعها مرة أخرى؟
أضف إلى ذلك هل يمكن للمفتري أن يعالج الضغط النفسي والعصبي والمعنوي الذي أصيب به من أطلقت عنه الإشاعات؟ إن الكلمات قاتلة كالرصاص، فحذارِ من أن نطلقها بشكل عشوائي وعبثي؛ لأنها ستقتل أحدهم لا محالة. الدستور
مدار الساعة ـ نشر في 2019/05/19 الساعة 01:19