العين حق

مدار الساعة ـ نشر في 2019/05/16 الساعة 12:31
يُعَرَفُ الحَسَدُ بأنه تمني زوال النعمة من عند شخص أو أشخاص أنعم اهال عليه أو عليهم بنعمة أو بنعمٍ وبغض النظر عن ماهيتها هل هي مال، جمال، صحة، قوة أو جاه، محبة الوالدين أو الناس ... إلخ. قال تعالى (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَىٰ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكًا عَظِيمًا (النساء: 54)). فهؤلاء الحاسدون لا يعلمون أن كل شيء أعطاه الله للإنسان هو من فضل الله وهو رزق كتبه الله له منذ أن بلغ في رحم أمه مائة وعشرين يوماً. ويجهلون قول الله تعالى (وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ (الذاريات: 22)). وهذا يعني أن رزق الإنسان في السماء وليس في الأرض حتى لا يتحكم في رزق أي إنسان أي مخلوق آخر غير الله سبحانه وتعالى. وأقسم الله قسماً عظيماً بذلك حين قال (فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِّثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ (الذاريات:23))، فعندما سمع أعرابي هذا القسم قال: من أغضب رب العالمين حتى يقسم هذا القسم العظيم؟. ولكون نفوس البشر أغلبها كما ذكرنا في مقالة لنا سابقة بعنوان " أنواع النفوس " هي من النفس الأمارة بالسوء (وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ (يوسف: 53)) فقد حسدوا إخوان يوسف أخوهم يوسف على محبة والده له أكثر منهم وأرادوا أن يقتلوه إلا أن أخا لهم أقنعهم بعدم قتله وأن يجعلوه في غَيَابَتِ الْجُبِّ (قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ لَا تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ (يوسف: 10)). ولا ننسى كيف طَوَّعَت نفس قابيل قتل أخيه هابيل حسداً وغيرةً منه عندما تقبل الله قربان هابيل ولم يتقبل الله قربان قابيل (فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ (المائدة: 30)). فالحسد موجود، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: استعيذوا بالله، فإن العين حق، ولو كان شيء سابق القدر لسبقته العين. وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أكثر من يموت من أمتي بعد قضاء الله وقدره بالعين، وقال أيضاً: العين تدخل الرجل القبر، وتدخل الجمل القدر. فحتى نقي أنفسنا من عيون الحاسدين علينا أن نقرأ ما يلي: حَبَسٌ حابس وحَجَرٌ يابس وشهاب قابس رددت أعين العائنين عليهم وعلى أعز ما عندهم فارجع البصر هل ترى من فتور ثم ارجع البصر كرتين ينقلب إليك البصر خاسئاً وهو حسير. ثم نقرأ سورة الفلق وسورة الناس. والحافظ هو الله، ولله دَرُ الحسدَ ما أعدله بدأ بصاحبه فقتله.
  • مال
  • صحة
  • الدين
  • نساء
  • يعني
  • تقبل
  • لب
مدار الساعة ـ نشر في 2019/05/16 الساعة 12:31