ماذا تريد واشنطن من طهران؟
مدار الساعة ـ نشر في 2019/05/16 الساعة 04:35
من سقوط حكم الشاه، وإعلان الثورة الاسلامية «79 « في ايران ، ووصول الخميني الى سدة الحكم. وهي اربعة عقود، وعلاقة ايران مع الغرب وامريكا واسرائيل وجوارها العربي تمر بمد وجزر، وشد ورخاوة. وقد بدأت بحرب الخليج الاولى مع نظام صدام حسين ومازال التصعيد والمماحكات بخشونتها ونعومتها تتفاعل على رقاع عربية ممتدة من اليمن الى سورية والبحرين والعراق حتى لبيبا. ودوليا بقيت حريصة على احترام مستوى التجاذب مع القوى العالمية الكبرى وعلى رأسها الولايات المتحدة الامريكية في عهد ترامب وقبله.
الايام الاخيرة خرجت الازمة واجواء الحرب ودق طبولها من التصعيد الامريكي بإرسال حاملات طائرات الى الخليج العربي، والتوسع بفرض عقوبات جديدة على إيران، وازدياد حدة اللهجة الامريكية تجاه طهران، وسحب الدبلوماسيين الامريكان من العراق، والتهديد بضربة عسكرية لطهران، تزامنت أيضا مع ضربات تخريبية لـ 4 بواخر في ميناء الفجيرة الاماراتية، وهجوم بطائرات مسيرة على خطوط نفط سعودية.
جرائم التخريب بقيت مقيدة ضد مجهول، وحتى ظهر أمس الاثنين اعلن الحوثيون عن تبنيهم لعمليات التخريب. وفيما يصر اعلام مقرب من طهران على اتهام اطراف اقليمية وعلى رأسها إسرائيل بانها تقف وراء عمليات التخريب. في الوقائع الساخنة والحساسة تعلمنا أن لا نثق بأول رواية مهما كان مصدرها، فالكثير من التقارير والاخبار الصحفية وتصريحات منسوبة كشف عن زيفها وتضليلها.
مهما كانت الرسائل المراد بعثها من عمليات التخريب. ما الذي يرمي اليه التصعيد الامريكي، واعلان واشنطن لحالة النفير، توالي صدور تصريحات لكبار مسؤولي الادارة الامريكية يستبعدون نشوب حرب في الخليج، ودعوة ترامب لطهران بفتح قنوات اتصال وحوار مع واشنطن؟ تفاوت اللهجات السياسية والمواقف، واجواء الحرب هي المسيطرة على خليج متخمة احشاؤه بنيران ولهيب الحروب.
فهل ايران تشكل خطرا على واشنطن؟ وهل تشكل خطرا حقيقيا على المنطقة؟ وما هو موقف حلفاء وتابعي وموالي إيران سياسيا واويديولوجيا؟ بلا شك أن إيران قد امتد نفوذها في الاعوام الماضية اقليميا، ووصلت بوسائل كثيرة الى مناطق متعددة، وصنعت تحالفات وولاءات لربما أن الحوثيين وحزب الله اللبناني واحد من عناوينها الرئيسة والهامة.
فما الذي يتوقد في ذهن ترامب تغيير النظام الايراني أم تهذيبه وإعادته الى بيت الطاعة الامريكي ؟ الخيار العسكري مستبعد، وليس بعيدا عن ذاكرة صانع القرار الامريكي حربي العراق وافغانستان، وهي بلدان قوتها أقل من إيران. وكما أن حلفاء امريكا في المنطقة عاجزون عن التحرك تماما، لا يملكون أي قدرة على مواجهة مباشرة واعلان الحرب على إيران.
وبلا شك أن اللعبة معقدة، واطرافها متعددون اقليما ودوليا، فايران حليف استراتيجي لروسيا والصين، واطراف اوروبية لا تبدي رغبة بأي حرب جديدة في المنطقة، ودول اوروبية اعلنت عن موقفها من مراجعة الاتفاق النووي دون اللجوء الى الحرب والتصعيد العكسري، ولربما أن الرسالة كانت أشد وضوحا من قبل أصدقاء إيران.
أما اسرائيل رغم شدة خطابها ضد ايران، وصيحاتها للعالم من تنامي الخطر الايراني وتوسع نفوذه في المنطقة، الا أنها تدرك ان ايران عنصر هام لاستقرارها في المنطقة. فتل ابيب لم تعد عدوا للجوار العربي الذي يتوافد بعضه رسميا الى تل ابيب للتطبيع مع إسرائيل. والاطرف في معادلة الازمة أن الخليج العربي يوجه كل قدراته العكسرية والمالية ضد ايران، ولذا فان الاسرائيليين ليسوا معنيين بتاتا بان يخوضوا حربا، ويتغطون في عداء ايران تحت العباءة العربية التي تحمل الجمل بما حمل.
في السياسية الامريكية البحث عن توازن استراتيجي، وهذا ما تريده حتى اسرائيل، خلق توازان دقيق في الشرق الاوسط، بين معسكرين خليجي وايراني، وتحت غطاء ايدولوجي شكلي لصراع يمتد لاربعة عشر قرنا، وتبقى المنطقة محافظة على حالة استقرار على مبدأ « شعرة معاوية «، وما يسمى حالة اللاسلام واللاحرب، وذلك يحتاج الى فاتورة باهظة يدفعها العرب، وتبقي ايران في حالة نفير ومواجهة واستنزاف للفاتورة العكسرية والامنية رغم المصاعب الاقتصادية الجمة التي تواجهها.
لغة التسخين العسكري، واجواء الحرب، لربما هي من مدخلات سيناريو لاعادة ترسيم قواعد اللعبة،ادواتها، ومساحات النفوذ لدول لاعبة في الاقليم. وتقليم اظافر لدولة شرسة، وتقصير اذرعها، واعادتها الى بيت الطاعة، والمنطقة على موعد قريب مع « صفقة القرن» وما تحمل في اجندتها السياسية حلا امريكيا -اسرائيليا للقضية الفلسطينية وتصفيتها.
الدستور
الايام الاخيرة خرجت الازمة واجواء الحرب ودق طبولها من التصعيد الامريكي بإرسال حاملات طائرات الى الخليج العربي، والتوسع بفرض عقوبات جديدة على إيران، وازدياد حدة اللهجة الامريكية تجاه طهران، وسحب الدبلوماسيين الامريكان من العراق، والتهديد بضربة عسكرية لطهران، تزامنت أيضا مع ضربات تخريبية لـ 4 بواخر في ميناء الفجيرة الاماراتية، وهجوم بطائرات مسيرة على خطوط نفط سعودية.
جرائم التخريب بقيت مقيدة ضد مجهول، وحتى ظهر أمس الاثنين اعلن الحوثيون عن تبنيهم لعمليات التخريب. وفيما يصر اعلام مقرب من طهران على اتهام اطراف اقليمية وعلى رأسها إسرائيل بانها تقف وراء عمليات التخريب. في الوقائع الساخنة والحساسة تعلمنا أن لا نثق بأول رواية مهما كان مصدرها، فالكثير من التقارير والاخبار الصحفية وتصريحات منسوبة كشف عن زيفها وتضليلها.
مهما كانت الرسائل المراد بعثها من عمليات التخريب. ما الذي يرمي اليه التصعيد الامريكي، واعلان واشنطن لحالة النفير، توالي صدور تصريحات لكبار مسؤولي الادارة الامريكية يستبعدون نشوب حرب في الخليج، ودعوة ترامب لطهران بفتح قنوات اتصال وحوار مع واشنطن؟ تفاوت اللهجات السياسية والمواقف، واجواء الحرب هي المسيطرة على خليج متخمة احشاؤه بنيران ولهيب الحروب.
فهل ايران تشكل خطرا على واشنطن؟ وهل تشكل خطرا حقيقيا على المنطقة؟ وما هو موقف حلفاء وتابعي وموالي إيران سياسيا واويديولوجيا؟ بلا شك أن إيران قد امتد نفوذها في الاعوام الماضية اقليميا، ووصلت بوسائل كثيرة الى مناطق متعددة، وصنعت تحالفات وولاءات لربما أن الحوثيين وحزب الله اللبناني واحد من عناوينها الرئيسة والهامة.
فما الذي يتوقد في ذهن ترامب تغيير النظام الايراني أم تهذيبه وإعادته الى بيت الطاعة الامريكي ؟ الخيار العسكري مستبعد، وليس بعيدا عن ذاكرة صانع القرار الامريكي حربي العراق وافغانستان، وهي بلدان قوتها أقل من إيران. وكما أن حلفاء امريكا في المنطقة عاجزون عن التحرك تماما، لا يملكون أي قدرة على مواجهة مباشرة واعلان الحرب على إيران.
وبلا شك أن اللعبة معقدة، واطرافها متعددون اقليما ودوليا، فايران حليف استراتيجي لروسيا والصين، واطراف اوروبية لا تبدي رغبة بأي حرب جديدة في المنطقة، ودول اوروبية اعلنت عن موقفها من مراجعة الاتفاق النووي دون اللجوء الى الحرب والتصعيد العكسري، ولربما أن الرسالة كانت أشد وضوحا من قبل أصدقاء إيران.
أما اسرائيل رغم شدة خطابها ضد ايران، وصيحاتها للعالم من تنامي الخطر الايراني وتوسع نفوذه في المنطقة، الا أنها تدرك ان ايران عنصر هام لاستقرارها في المنطقة. فتل ابيب لم تعد عدوا للجوار العربي الذي يتوافد بعضه رسميا الى تل ابيب للتطبيع مع إسرائيل. والاطرف في معادلة الازمة أن الخليج العربي يوجه كل قدراته العكسرية والمالية ضد ايران، ولذا فان الاسرائيليين ليسوا معنيين بتاتا بان يخوضوا حربا، ويتغطون في عداء ايران تحت العباءة العربية التي تحمل الجمل بما حمل.
في السياسية الامريكية البحث عن توازن استراتيجي، وهذا ما تريده حتى اسرائيل، خلق توازان دقيق في الشرق الاوسط، بين معسكرين خليجي وايراني، وتحت غطاء ايدولوجي شكلي لصراع يمتد لاربعة عشر قرنا، وتبقى المنطقة محافظة على حالة استقرار على مبدأ « شعرة معاوية «، وما يسمى حالة اللاسلام واللاحرب، وذلك يحتاج الى فاتورة باهظة يدفعها العرب، وتبقي ايران في حالة نفير ومواجهة واستنزاف للفاتورة العكسرية والامنية رغم المصاعب الاقتصادية الجمة التي تواجهها.
لغة التسخين العسكري، واجواء الحرب، لربما هي من مدخلات سيناريو لاعادة ترسيم قواعد اللعبة،ادواتها، ومساحات النفوذ لدول لاعبة في الاقليم. وتقليم اظافر لدولة شرسة، وتقصير اذرعها، واعادتها الى بيت الطاعة، والمنطقة على موعد قريب مع « صفقة القرن» وما تحمل في اجندتها السياسية حلا امريكيا -اسرائيليا للقضية الفلسطينية وتصفيتها.
الدستور
مدار الساعة ـ نشر في 2019/05/16 الساعة 04:35