التميمي لـ «مدار الساعة»: محال أن تمر صفقة القرن.. والنظام السوري باع الجولان.. ولهذا ظهر البغدادي
مدار الساعة - قال عضو المجلس المركزي الفلسطيني مامون التميمي: لا يوجد احد من الشعب الفلسطيني يمكن ان يسمح بتمرير الصفقة.
وأضاف في حواراً مع "مدار الساعة" ان جميع مكونات الشعب أكدت رفضها للصفقة.
وأوضح أن الاحتلال لن يسمح بقيام دولة فلسطينية بجوارها حتى لو منزوعة السلاح، فهدف المحتل تشتيت الشعب الفلسطيني وانهائه وانهاء هويته وليس تجميعه بدولة بجوارها وبالقرب من اراضيه ومدنه.
وتاليا نص الحوار
*تسرب مؤخرا ان صفقة القرن ستعلن بعد شهر رمضان الفضيل فهل تتوقع ان يكون ذلك صحيحاً وبوصفك عضواً في المجلس المركزي الفلسطيني وهل وصلتكم بنود هذه الصفقة؟
التميمي: الواقع ان ما تسرب منها هو ما سربته بعض الصحف الاسرائيلية ولا نعلم مدى دقة هذا التسريب لانه ليس رسمياً بعد.
*وماذا عن البنود التي تسربت بعض تفاصيلها؟
التميمي: البنود تقول ان اسرائيل ستضم كل المستوطنات التي اقيمت بالضفة الغربية وان القدس كاملة ستكون تحت السيطرة الاسرائيلية، ولكن يسمح فيها بالوجود الفلسطيني في القدس القديمة والمسجد الاقصى من غير سيطرة امنية على ان يدفع الفلسطينيون ضريبة "الارنونة" للاحتلال الاسرائيلي. كما سرّب عن إقامة جسر بارتفاع 30 متراً بين غزة والضفة، وسيسمح باعلان دولة فلسطينية منزوعة السلاح بعد ان تسلم حماس اسلحتها ويقتطع من اراضي رفح المصرية 17 كيلومتراً من اجل بناء مطار وكذلك اقامة ميناء في غزة.
في المناسبة أنا اعتقد أن النظام السوري تنازل للاسرائيليين عن الجولان سواء بوجود صفقة العصر او من غيرها، مقابل تثبيته في حكمه من قبل الامريكان.
ويمكن فهم ذلك بكون رد فعله كان باهتا جدا على الاعلان الامريكي عن تأييدهم لضم اسرائيل الجولان، وحتى ان الاسد لم يصدر بيان من القصر الجمهوري باسمه ولم يعلق على الموضوع بينما علق على الموضوع بعض من هم حوله وممثله في الامم المتحدة با إن الدول العربية في مؤتمر القمة اظهرت اهتماما برفض الاعتراف الامريكي بضم الجولان اكثر من الأسد نفسه.
*هل يمكن أن تمر الصفقة ؟
التميمي: بالطبع لا. لا يوجد احد من الشعب الفلسطيني يمكن ان يسمح بتمرير الصفقة.
أما فصائل المقاومة ومنها حركة حماس أبدت رفضا شديدا لها، وسخرت من دعوات نزع اسلحتها ولا باي حالة من الحالات.
فيما القيادة الفلسطينية دعت لاجتماع للمجلس المركزي الفلسطيني للرد الفوري عليها في حالة اعلانها ولكن الاجتماع اجل لبعد رمضان.
*من بين البنود المسربة، دولة فلسطينية في سيناء، كيف تنظر لذلك؟
التميمي: الاحتلال لن يسمح بقيام دولة فلسطينية بجوارها حتى لو منزوعة السلاح، فهدف المحتل تشتيت الشعب الفلسطيني وانهاؤه وانهاء هويته وليس تجميعه بدولة بجوارها وبالقرب من اراضيه ومدنه.
*ماذا لو نفذتها امريكا واسرائيل رغم انف الجميع ؟
التميمي: كلمة صفقة هي مصطلح تجاري لا يتم الا بالتراضي وليس بالاجبار اما ان اعلنتها اسرائيل وامريكا رغم انف الجميع، فهذا لن يغير من الامر شيء فالمحتل الإسرائيلي فعل كل شيء رغم انف الجميع وهو يحتل فلسطين ويبني المستوطنات وضم القدس ومنع زيارتها من قبل الفلسطينيين رغم انف الجميع. ورغم انف الجميع وامريكا نقلت سفارتها الى القدس رغم انف الجميع. وهذا هو الاحتلال والمحتل يفعل ما يحلوا له.
*طبول الحرب تدق ما بين امريكا وايران فهل تتوقع ان الحرب تحصيل حاصل وان امريكا ستتورط باحتلال جديد
التميمي: هذه الطبول التي تدق ما بين ايران وامريكا ليست جديدة بل هي منذ مجيء وانتصار الخميني وانتصار الثورة الخمينية.
امريكا لم تتوقف عن دق طبول الحرب ضد ايران منذ بداية الحرب العراقية الايرانية وأمرت أسرائيل ان تورد الاسلحة لايران وهذه الصفقة عرفت بفضيحة ايران كونترا، وهي صفقه موثقة.
من يراقب الفعل الامريمي يرى طبول حرب كلامية فيما بالخفاء هناك تقاطع في الاهداف.
منذ أن قالت امريكا أن ايران ضمن محور الشر الثاني بعد العراق، قامت بتسليم العراق لايران بعد ان احتلت العراق.
وكان هذا التسليم على شكل تسليم للاحزاب الشيعية العراقية التي صنعتها ايران.
وهذه الاحزاب هي الان تتحكم بالجيش العراقي والحشد الشيعي وهي تسيطر على العراق وسياسته.
كما ام امريكا وهي تدق طبول الحرب مع ايران فانها قاتلت مع الجيش العراقي والحشد الشيعي التابع لايران ومع الحرس الثوري الايراني ضد داعش بعد ان احتلت داعش نصف العراق وقاتلت معهم 4 سنوات لاخراج داعش من نصف العراق ولولاها لما استطاع احد منهم اخراج داعش من الاراضي التي سيطرت عليها فهي ابادت لهم اعدائهم ودمرت لهم مدن السنة بالطيران والاسلحة الثقيلة التي كانت متلاحمة مع الاسلحة الايرانية وبغرفة عمليات مشتركة كان لها ناطق امريكي وناطق عراقي في مكان واحد يعلن المعطيات العسكريه بشكل يومي، فهل بعد ذلك تعتقد ان امريكا تستهدف ايران حقيقة وانها بصدد اعلان الحرب عليها.
*لكن الازمة الحالية فيها تصعيد كبير واعلان حصار وتهديدات من قبل الطرفين وتخريب سفن للسعوديه والامارات؟
التميمي: وهذا حال الأزمات السابقة التي كان فيها تهديدات ودق طبول الحرب ولكن ما يحصل الان هو بربغندا امريكية من اجل ابتزاز الدول العربية ماليا مقابل حمايتهم من ايران ليس الا.
أما ايران لن تتجاوز التخريب الى اغراق السفن وهدفها الهيمنة والتساوق مع الهدف الامريكي بإرعاب دول الخليج.
كما ان ايران التي تلقت مئات الضربات من اسرائيل داخل سوريا هي وحليفتها من محور المقاومة، لم ترد ولا مرة على اسرائيل فهل الذي يخشى الرد على اسرائيل سيجرؤ ان يرد على امريكا التي سلمته العراق ونصبته عليها.
*بماذا تفسر ظهور البغدادي في هذا التوقيت وما هي الرسالة التي اراد توصيلها بظهوره المفاجئ للجميع وخصوصا ان الاشاعات لم تنقطع عن قتله او جرحه او اختفائه؟
التميمي: الحقيقة ان الامريكان كانوا دائما هم وحلفاؤهم يريدون ان يجعلوا من انتهاء داعش مكسب سياسي من انجازاتهم من اجل الانتخابات او من اجل مواجهة مشاكلهم الداخلية، فترامب يواجه ازمة داخلية خانقة تتعلق بدعم الروس له بالانتخابات التي اوصلته الى سدة الحكم في امريكا وهو يريد من انجازه الكبير بالقضاء على داعش ان يكون له دعما طاغيا في مواجهة ورطته هذه، ولذلك هو يريد ان انتصارا مرحليا لمواجهة ازمة مرحلية وبعد ان تنتهي الازمة. ويظهر كذب ادعائه بانهاء داعش فهذا لن يؤثر عليه كثيرا.
* ماذا تتوقع للثورة السورية وهل سيستقر النظام بعد ان نجا من الانهيار ؟
التميمي: الثورة السورية تآمر عليها الجميع فقد كانت الخشية ان انتصر الشعب ان تمتد عليهم وبعض الدول العربية التي يعتقد الكثيرون انها تدعم الثورة السورية هي التي تدفع للروس ثمن تدخلهم في سوريا وحربهم على الشعب السوري والثورة السورية، ونظام الاسد لم ينتصر ولن ينتصر في يوم من الايام رغم انه خاض معركة كان هو اضعف واحد فيها معركة كانت جيوشها ايرانية واحزاب شيعية وحشود عسكرية من العراق ولبنان وافغانستان واذربيجان وطاجيكسستان وحتى شيعة الباكستان أضافة الى الجيش الروسي بطائراته واسلحته الفتاكة وفوق كل ذلك امريكا وحلفائها من الاكراد الذين اخرجوا له داعش من الرقه ودير الزور والباغوز بعد ان جعل الطيران الامريكي هذه المدن اكوام وتلول من الحجاره ورغم كل ذلك لن يستقر النظام السوري الذي قتل من الشعب السوري هو وحلفاؤه الملايين وهجروا الملايين واعتقلوا مئات الالوف وجرحوا وعجزوا وافقدوا الملايين عقولها من شدة الظلم والقهر والتعذيب والتدمير وذبح الاطفال والنساء واغتصاب النساء والاطفال فنظام فعل كل ذلك بشعبه كيف يستقر وانت تشاهد ان كل الاجئين السوريين والذين وصل عددهم الى 7 ملايين يرفضون ان يرجعوا الى مناطق سيطرة النظام السوري رغم كل الضمانات لانهم لا يثقون في هذا النظام الفاقد لكل القيم والانسانية.