من قرية صويلح الى 39000 الف قدم جزء 2
في صيف العام 1912 وصل الى تركيا، واستقر فى منطقه باخسان وانتقل بعدها الى اسطنبول لتعلم اللغه العربية والتركية وبعد ان استوعب اللغتين قراءة وكتابة، ثم قام بإستبدال اسمه الشركسى الى أسم "محمد الأمين" تيمناً برسول الله سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام وفى العام 1913، توجه الى جمهورية مصر العربية والتحق بالأزهر الشريف لدراسة العلوم الإسلامية، وما هي سوى ثلاث سنوات على إقامته هناك، إلا وقامت الحرب العالمية الأولى، فأصبح من الصعب عليه العودة الى وطنه الأصلي، وأُجبر على ترك الأزهر الشريف بسبب توقف الدعم الذي كان يصله من والده في القفقاس.
في منتصف العام 1917، بدأ الشيخ الشاب "محمد ألأمين" رحلة العودة الى القفقاس، وخلال مروره بالأردن أقام فى منطقه صويلح التي كان قد مرّ بها قبل ثلاث سنوات بطريقه الى الأزهر الشريف, وكانت صويلح منطقة تجمع للشراكسة الجدد القادمين من تركيا، وكان فيها مسجداً للشركس تم بناؤه قبل وصول جدّي محمد الأمين بعدة سنوات، غير أنه لم يكن فيه إماماً، وفي تلك الآونة طُلب منه تولي أمور المسجد، مما أفرح سكان الحي بوجود هذا الشيخ الشاب العائد من الأزهر الشريف ليؤمهم في صلاتهم.
في ربيع العام 1920 وبعد مرور ثلاث سنوات على وصوله الى صويلح، أنعم الله بزواجه من سيدة فاضله اسمها عليمات, رزقه الله منها والدي المرحوم"محمد علي” المرحوم “محمد والى" والمرحوم “محمد سعيد”و“محمد صالح أمد الله بعمره ” والمرحوم “محمد هادي” ومن الإناث المرحومة فاطمه والمرحومة فريزه وعزيزة أمد الله بعمرها وكان مصرأ على تسميه أولاده باسم "محمد" تيمنا باسم سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام.
بعد خمس سنوات من عمله إماماً بمسجد الشركس في صويلح انتقل ثانية الى الأزهر الشريف ليكمل دراسته بالعلوم الإسلامية, وكان عمر والدي خمس سنوات, وبعد ثلاثة أعوام من إقامته في القاهرة أصيب الشيخ الشاب"محمد الأمين" بمرض لم يمكنه من مواصلة دراسته فعاد بأسرته الى صويلح, حيث اشتد عليه المرض وعانى لمده ستة عشر عاماً وذلك لعدم توفر العناية الطبية في ذلك الوقت وتوفي رحمه الله عام 1949 عن عمر يناهز ستة وخمسين عاماً، ولقد آثر فى حياته ان يكون ربانياً اذ انه أدرك ان الدنيا عبارة عن ممر، لذا عمل لآخرته بكل ما استطاع حيث هاجر من وطنه واغترب عن أهله وعشيرته لا طمعاً بمغانم دنيويه ولكن لعبادة ربه. رحمك الله يا جدي رحمه واسعة وأدخلك فسيح جناته.
قرية صويلح مسقط الرأس مكان الولادة و الطفولة، والأهل، والجيران، ومرتع الصبا، تقع شمال غرب عمان بنحو 14كم، هي ممر باتجاهه جرش وقرى شمال الوطن, أصبحت جزءاً من عمان, أو ضاحية من ضواحيها, سميت صويلح, نسبة لعين الماء الموجود فيها, وأصل الاسم"عين صالح "مأخوذ من مقام مدفون به شيخ اسمه صالح قرب عين الماء , كما سميت «صويلح أرض المهاجرين», او القرية البيضاء وذلك لكثرة تساقط الثلوج فيها، وبقي الجامع الكبير هو الشيء الوحيد الذي صمد بوجه موجات التغيير، وهو الذي يوثق تاريخ تأسيس قرية صويلح في شهر نيسان من عام 1905م, أما ما كانت عليه صويلح قبل تاريخ 1905, فتفيد المراجع التاريخية, أن أراضيها كانت تستغل لغايات الرعي وذلك بسبب وجود عين الماء الذي كان يؤمه الرعاة.
نهاية جزء 2.......... يتبع