النابلسي يكشف المستور في «الملكية»

مدار الساعة ـ نشر في 2017/03/12 الساعة 00:50

مدار الساعة - يشكل رجل الأعمال المعروف منصور النابلسي حالة استثنائية في العمل العام فهو يجمع بين الثروة التي ورثها بفضل الله بجهد ذاتي وبعقلية الادارة والشطارة قبل مزاولة التجارة، والثورة على الركون التي اكتسبها في العمل الدبلوماسي وهو في ريعان الشباب كما شغفه الاعلام والفن حباً خلال تواجده في مصر الكنانة.

قناعته "قدري ورزقي من رب العالمين" يعشق التحدي وبناء الذات، ويرى ان الوظيفة لا تجلب المال.

درس في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية في جامعة القاهرة العام 1968 باستثناء من الرئيس المصري الاسبق جمال عبدالناصر، وتتلمذ على يد نخبة من الأساتذة منهم رفعت المحجوب وبطرس بطرس غالي وثروت بدوي.

شارك في مؤتمرات دولية منها مؤتمر جنيف للسلام وكان على مقربة من استشاهد رئيس الوزراء الاردني الشهيد وصفي التل في القاهرة.

وتسلم النابلسي العام 1980 رئاسة منصب رئيس مجلس الادارة للشركة المالكة للفنادق المصرية وهي شركة كويتية.

"ابو حكمت" لا ندري اذا ما ظلم احداً، ولكن من المؤكد انه ظُلم مرات ومرات وخصوصاً من الذين مدوا أيديهم اليه مصافحين فانقلبوا عليه الا انه صفح عنهم، والسبب انه يملك قلباً طيباً وروحاً مرحة، وهناك من ظلمه عن بُعد ومن اصحاب الوشاية، وفي جميع الحالات ردّهم الى صوابهم، ومن عانده من اصحاب الرؤوس الكبيرة اطاح بهم، فهذا شعاره.

جاء الحوار الذي اجرته وكالة مدار الساعة مع النابلسي في بيته اكثر "حلاوة" من "الكنافة النابلسية" الحقيقية التي اعدتها "أُم حكمت" بيدها الطيبة، وقد شخّص الحالة التي عليها الاقتصاد العربي بشكل عام وما يحدث في الاردن في هذا الجانب، واسهب في الحديث عن شركة الملكية الاردنية وصحيفة "الرأي" باعتباره من اكبر المساهمين فيهما.

تخلل الحوار قفشات كثيرة، منها لا يُفضَل نشره وخصوصاً مع كبار رجال الدولة في الحاضر القريب والماضي البعيد، وأٌخرى تظهر مدى الطيبة التي يتحلى بها هذا "العصامي" حتى وهو يودع فريق "مدار الساعة" بالمغادرة .

الادارات أساس النجاح والفشل

يقول النابلسي ان مجالس الادارات اساس النجاح في المؤسسات العامة وفي الوقت ذاته سبب في التعثر والفشل،وضرب مثلاً على اكثر من مؤسسة مقدماً الملكية الاردنية، ولا يعفي الحكومة من المسؤولية في تدخلاتها من حيث التعيينات التي وصفها بـ جوائز الترضية الى جانب السياسات العامة للسلطة كما يحمّل الهيئات العامة تقصيرها لعدم تفاعلها مبيناً ان ثلاثة ارباع المساهمين في الشركات لا يحضرون اجتماع الهيئة العامة وابداء رأيهم،ما يجعل تمرير القرارات للمتنفذين سهلة ولمصالحهم.
ويلفت النابلسي الى "دائرة الكراسي الموسيقية" التي تتبادلها شخصيات محددة في مجالس الادارات، ودون ان تكون هناك مساءلة لماذا تتعثر المؤسسات مع انها ملك للشعب باعتبار الشعب هو المساهم وليس السلطة التي عليها ان تقدم الخدمة للمساهمين وليس تجييرها لمصلحتها.

وعن ابرز المشكلات او الاخطاء التي اقترفتها مجالس الادارات المتعاقبة في الملكية الاردنية تقوم على مقولة "مشمشية" حسب رأيه، اي تقديم مصالحها الشخصية على المصلحة العامة للشركة والتضخم الوظيفي حيث يتواجد 4500 موظف وموظفة على حساب حجم العمل ومتطلباته فقد استخدمت الواسطة والمحسوبية في التعيين دون النظر الى الحاجة الفعلية للشركة والتنويع في شراء واستئجار الطائرات والتمسك بالمواقع الخارجية وقلة هامش الربح الذي لا يزيد على 15 % وعدم التدقيق في شروط العقود وخصوصاً في سعة الطائرات واستخداماتها الداخلية سواء ما يتعلق بالمقاعد من حيث العدد واتساعها او اماكن المرافق الصحية واماكن التغذية، والكلفة السنوية على الشركة عند وضع الكراسي في اماكن الصيانة.

اما الحلول فيوجزها بـ فتح ملف الطائرات ومراجعة قراراستئجارها بدءاً من تاريخ الخصخصة، وان يكون هناك نوع واحد من الطائرات المستخدمة للخطوط (توحيد الطائرات) لتسهيل عملية الصيانة، وضرورة تغيير مجلس الادارة بالكامل واستبداله بمجلس على قدر عال من المسؤولية،واعادة هيكلة الموظفين، ويقصد هنا خفض رواتب كبار المسؤولين حيث يشكلون نسبة 18% تبدأ رواتبهم من 2000 دينار وصولاً الى 17 الف وهو راتب المدير العام ،على حساب مئات الموظفين الذين تقل رواتبهم عن 600 دينار والانتهاء من قرار التلزيم لشركة واحدة لتتولى الصيانة والماكولات وغيرها، وابرام العقود مع اشخاص اجانب ثبت فشلهم عند توليهم شركات خطوط عربية وتحديداً في الخليج، بالاضافة الى ضرورة التمسك بالكفاءات الاردنية بعد ان اخذت تهرب الى الخارج.

الاقتصاد العربي

ويصف النابلسي العالم العربي بالمهزوز اقتصادياً حتى انه تم ايداع اموال في الخارج خوفاً مما يحدث في المنطقة من احداث سياسية الى جانب ما يدور من حديث حول القضية الفلسطينية واوضاع الخليج، فالمتغيرات والمستجدات في تسارع والتنبؤات صعبة والقادم مجهول.

وكشخصية اقتصادية وخبير رأسمال يرى النابلسي ان على المؤسسات الربحية ان تتحسب الى نسبة 1% كعامل مجهول أكثر من الـ 99 % كعامل النجاح.

ويؤكد النابلسي ان توافر النية الطيبة والاخلاص في العمل ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب جميعها رافعات لأي مؤسسة بما في ذلك المؤسسة المتعثرة.

وعن الاقتصاد الخليجي على وجه الخصوص يقول : ان لدى هذه الدول خطة عدم الاعتماد على البترول كعنصر مهم في التنمية ، فقد اخذت بعض دول منطقة الخليج العربي تعمل على اقامة مشاريع تتعلق بالبنية التحتية الصناعية والزراعة والتعليم سواء في ارسال أبنائهم للخارج او احضار الكفاءات.

ولـ المؤسسة الصحفية الأردنية (الرأي) قصة أخرى يرويها أبو حكمت في الحلقة القادمة، وفيها يتحدث عن ملف الفساد وقصصه مع رؤساء مجالس الادارة ورؤساء تحرير.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

مدار الساعة ـ نشر في 2017/03/12 الساعة 00:50