عزوف الشباب عن الزواج
مدار الساعة ـ نشر في 2019/05/08 الساعة 05:18
خلق الله آدم ومن ثم خلق له زوجه من نفسه ليسكن إليها ولتكون بينهما المودة والرحمة (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (الروم: 21))، ولكون الإنسان إجتماعي بطبعه ولا يستطيع أي إنسان طبيعي أن يعيش لوحده. والشيء الطبيعي أن الذكر يحتاج للأنثى لأنها نصفه الآخر وهكذا خلق الله جميع مخلوقاته من ذكر وأنثى (وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (الذاريات: 49)) للتكاثر وإعمار الكون ما عدا الملائكة. والشيء الطبيعي أن ينجذب الذكر نحو الأنثى جنسياً وليس الذكر نحو الذكر أو الأنثى نحو الأنثى لأن في ذلك شذوذ عن الطبيعة. وبعد ذلك تكاثرت ذرية سيدنا آدم وزوجه عن طريق الزاوج بين الذكور والإناث من ذريته وأصبحت أمماً مختلفة الألوان والألسن (وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ (الروم: 22)).
وحتى تستمر الحياة ويستمر إعمار الأرض لا بد م أن يتكاثر البشر في أي دولة في العالم عن طريق الزاوج. والشيء غير الطبيعي أن يعزف الشباب عن الزواج وهذا ما حصل في الدول الأوروبية لأسباب عديدة لا أريد أن أخوض فيها في هذه المقالة. ولكن العواقب كانت وصارت وستكون وخيمة على تلك الدول لأن عدد الشباب أصبح نسبة ضئيلة مقابل النسبة الكبيرة جداً من كبار السن وأصبحت الدول الأجنبية هَرِمَةٌ. ولكن لماذا يعزف الشباب في بلادنا الإسلامية والعربية عن الزواج؟! الإجابات التي حصلنا عليها من عدد من الشباب هي: أولاً: تكاليف الزواج عالية جداً وتكاليف فتح بيت مستقل ومصاريف الزوجة والأولاد في المستقبل غير مقدور عليها. ثانياً: عدم توفر الثقة بين الزوج والزوجه بسبب عدم الصدق في التعامل والتصنع والتكلف. ثالثاً: الإنفتاح على العالم عن طريق التكنولوجيا المتوفره بين أيادي الناس أجمعين وعلى الخلويات دون ضوابط مما أدى إلى مشاهدة بعض الفيديوات التي تخدش الحياء وتسيء إلى التعامل الجنسي الموزون بين الذكر والأنثى. رابعاً: عدم توفر وظائف للشباب وأغلب الخريجين من الجامعات أصبح لهم سنوات عديدة جالسين في البيوت بدون وظائف وينتظرون دورهم على قوائم ديوان الخدمة المدنية. خامساً: نسبة الطلاق بين الذين تزوجوا عالية جداً للغاية زادت عن ثمانين حالة طلاق يومياً في عام 2018 ... إلخ.
فلو درسنا الأسباب الحقيقية التي أدت إلى كل ما ذكرنا من الأسباب في الفقرة السابقة، تلخص كلها في: النشأة البيتية غير الصحيحة في البيت والتي لا ترتكز على مباديء وأخلاق الأديان المختلفة. فلو نشأ الشباب في بيوت الأهل نشأة تربوية ترتكز على ما جاء في الكتب السماوية لما وصلنا إلى الأسباب التى ذُكِرَت. فعلينا أن نعود إلى مبادئ أدياننا السماوية وننشيء أولادنا عليها منذ نعومة أظفارهم ونلتزم فيها قولاً وعملاً ونثقفهم الثقافة الجنسية اللازمه والضرورية للأنثى والذكر قبل الزواج. وعندها لا نخاف على أولادنا في كل مراحل نشأتهم من التكنولوجيا الحديثة ولا من أي حضارات يختلطون بها. وبالتالي سوف يجد الذكور ما يناسبهم من الإناث دون تردد والعكس صحيح وتعود الحياة إلى طبيعتها في الزاوج والتكاثر وهكذا. فنسأل الله أن يردنا إلى أدياننا رداً جميلاً حتى لا تشيخ دولنا الإسلامية والعربية كما شاخت الدول الأجنبية وننقرض.
مدار الساعة ـ نشر في 2019/05/08 الساعة 05:18